تغريدة ناقضة... وصدمة الـ PUBG! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
أحيانا "يغرد" الزعماء مباشرة أو يوعزون لمستشاريهم "التغريد" عنهم في مَا لو كان ما يودون إيصاله من مواقف لا تترتب عليه تبعات كبيرة، ولكن ساعة الجد وفي ذروة الإنفعال يطلب "الزعيم" من نوابه "التغريد" عنه، ويبعث لهم عبر "واتس آب" جملة وجملتين مخصصة حصرا لـ "تويتر"، وهؤلاء ما عليهم إلا الطاعة والامتثال لرغبة القائد المفدى، ولذلك نلاحظ أن بعض المسؤولين من نواب وخلافه، يعملون مثل "ببغاء" لدى ولي الأمر والنعمة، وهذا ما نلاحظه من التقارب في الأفكار، ولنعطِ مثلا، فلو أن نائبا أو وزيرا "غرد" ولم نر الإسم والصورة على موقع "تويتر"، سنعرف أن التغريدة للزعيم دون أي عناء.
بعض "التغريد" يكون عبر وسيط داخلي قريب ومقرب، وإذا ما استعرضنا حجم "التغريد" في لبنان قياسا إلى مساحته وعدد السكان، نتأكد أن "تويتر" بات منصة أساسية للنكد السياسي اليومي، وهذا ما يصيب الناس بسوء فهم وهضم، وأحيانا بإعياء عصبي يتطلب حبة مهدىء من مختبرات سويسرا غير بعيد من جبال الألب، ولا نفتئت على سياسيي لبنان، خصوصا وأنهم ساهموا بوصول البلاد إلى حالة تعرف بـ "المزاج الوطني العام السيء"، وهذه حالة تواجه دول العالم الثالث، وتحديدا في أنظمة تؤبد السلطة بالإرث حينا وبالانقلاب أحيانا أخرى، وبتعاليم الأحزاب الشمولية أحيانا كثيرة.
إذا ما طالعنا أرقاما ودراسات نجد أن اللبنانيين باتوا من الشعوب الأكثر استهلاكا للمهدئات، وثمة لبنانيون "يسفون" حبوب الهلوسة مثل "القضامي" و"السكر نبات"، والسبب لا يمكن حصره بعامل واحد، لكن بالتأكيد ثمة مسؤولية على "تويتر"، فقد تأكد أن "التغريد" اليومي يجلب الكدر والضيق، فضلا عن أن ثمة "تغريدات" قد تكون مشروع فتنة، ما يعني أن مصير البلاد بات معلقا بـ "بتغريدة ناقضة"، فمعايير الحياة الحديثة تغيرت.
في الماضي كان الناس يطالعون الأخبار في الصحف أو عبر أثير الإذاعة والتلفزيون، أما اليوم، فما إن "يغرد" مسؤول حتى "يرتجف" الهاتف المحمول، خصوصا إذا كان في وضعية الــ Vibrator، وإذا ما أخذنا في الاعتبار كل هذا التطور نجد أن ثمة مشكلة أكبر من لبنان، مشكلة كونية بدأنا نشهد معها كيف أن التطور بات يخلف أجيالا من الأغبياء.
وإذا كنا نعلق آمالا على الجيل الصاعد لإحداث التغيير المطلوب في لبنان فسنفاجأ بصدمة الـ PUBG، وهي صدمة تحيلنا إلى حقيقة صادمة تؤكد أن لا تغيير يرتجى في عالم الافتراض غير الذكي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
