وليد جنبلاط افتتح معرض لوحات وصور عن الموحدين في قصر بيت الدين لجاك دبغيان |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
افتتح في قصر بيت الدين، في إطار مهرجانات بيت الدين ، وبرعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحضوره، وبالتعاون مع اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي والمركز الثقافي الفرنسي في دير القمر، معرض صور ولوحات للمصور جاك دبغيان بعنوان "سادة الأسرار"، الذي يجسد تراث الموحدين الدروز عبر التقاط صور للمشايخ تفتقر اليها المكتبات العالمية، وهي المرة الاولى التي يقام فيها معرض من هذا النوع.
حضر الافتتاح، السفير الفرنسي برونو فوشيه، رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، مدير المركز الثقافي الفرنسي سيد رويس، رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن أمين العرم، وشخصيات وفاعليات سياسية واجتماعية واهلية وثقافية، واعضاء من اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي ومشايخ من مؤسسة العرفان التوحيدية.
نورا جنبلاط افتتحت المعرض السيدة جنبلاط، فرحبت باسم لجنة مهرجانات بيت الدين ب"افتتاح هذا المعرض الاول من نوعه، الذي يعكس صورا معبرة وحقيقية لمجتمع الموحدين الدروز في الجبل"، وقالت: "جاك دبغيان بفنه الراقي وتقنية الفوتوغرافية القديمة "الكولوديون الرطب" استطاع ان يحول هذه اللقطات من مجرد صور جامدة الى لوحات تحكي التاريخ والحاضر. وفي هذه المناسبة، أتوجه بتحية إلى رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الراحل الشيخ علي زين الدين، رحمه الله، والذي شارك في التحضير لهذا المعرض وكان متحمسا له".
وشكرت "المؤسسات المشاركة، وهي: المركز الثقافي الفرنسي في دير القمر، المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، ومحمية أرز الشوف، وراعي المعرض وليد جنبلاط".
رويس وألقى مدير المركز الثقافي الفرنسي كلمة اعتبر فيها ان "مهمة المركز الثقافي الفرنسي في لبنان المشاركة في الحوار بين الطوائف في هذا البلد بهدف كسر الأحكام المسبقة، خصوصا في هذه الظروف والمعاناة والمشكلات"، وقال: "هذا ما فعلناه مع جاك دبغيان وكسرنا بعض الأحكام".
وأكد أن "فرنسا، من خلال المركز الثقافي الفرنسي، تتوجه إلى جميع اللبنانيين بتنوعهم ووجودهم، الذي هو مصدر قوة استثنائية ومهمة للحوار بين الأديان""، وقال: "عمل جاك دبغيان على إبراز الوجه الحضاري والإنساني لدى طائفة الموحدين الدروز في لبنان بعدما قرر الدخول الى خصائص العائلات الدرزية من خلال الصور، رغم أن الدروز ليس من السهولة الدخول إلى مجتمعهم. ولقد نجح جاك بهذه المهمة وفي هذا المعرض الذي يجسد مسيرة المجتمع الدرزي بعاداته وتقاليده وثقافته".
أبي المنى وتحدث رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى، ناقلا "تحيات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن"، وقال: "قيل بالأمس ويقال اليوم في ما يتعلق بالدور والتاريخ: إن الدروز يلعبون دور المدافع عن الأرض والعرض والوجود، ويصنعون التاريخ، لكنهم لا يكتبونه، وهذا ما ينطبق على ما يحتويه تراثهم الروحي والاجتماعي والأدبي والوطني من مواقف بطولة وقصص مودة ومحبة وأمان، مما لم يدون ولم يصور ولم تتناقله، إلا الألسن وحكايات الأجداد، وقد ذهب معهم ومع الآباء جيلا بعد جيل، ولم يبق منه إلا القليل القليل من صور ومشاهد ووثائق ومدونات، حتى تكاد تكون معدومة إذا ما قورنت بما قدمه الموحدون من تضحيات وبطولات ومن نماذج مشرِفة في التقوى والأخوة والعيش الواحد المشترك. وما مشروع المصور الفنان الأستاذ جاك دبغيان اللبناني الأصل والمقيم في فرنسا، إلا صورة عن هذا القول وهذا الواقع. وقد لمسه بإحساسه المرهف وتفكيره النير ومحبته لبلاده وتوقه إلى التعريف عن جماعة لبنانية عربية احتلت الصدارة في حكم لبنان وبعض من بلاد الشام لردح طويل من الزمن، وكانت من الطوائف المؤسسة للكيان اللبناني المتنوِع، وهو بذلك يحاول إنصاف التاريخ والجغرافيا، وإنصاف الموحدين الدروز، وإنصاف المكتبة التراثية والمتاحف الفنية التاريخية، بقدر ما تسمح له تلك التقنية التصويرية القديمة والمستحدثة من إمكانيات العودة إلى الوراء والعيش في الماضي، كأننا أمام وجوه الآباء والأجداد، ولو بوجوه كريمة من أهل الواقع الحاضر".
أضاف: "تحية لجاك المؤرخ الفنان الذي أحب عمله وعشق فكرته واحترم أصدقاءه الموحدين وغدا كأنه واحد منهم، فهمهم وفهموه، مد يده فمدوا إليه الأيدي، لا لشيء، سوى لأنه أوحى لهم صادقا أنه حريص على الأمانة التاريخية والتراث، وتحية للمركز الثقافي الفرنسي ومديره الصديق الأستاد سيد رويس الذي عرفني بصديقه جاك، فأصبح وإياه بالنسبة لنا من أعز الأصدقاء، ورسمنا المسار معا وتعاونا على إنجاز المهمة، وتحية لإخواننا المشايخ الذين أبدوا الاستعداد وتطوعوا للمساعدة عندما اقتنعوا بالفكرة، وقبلوا أن يكونوا جزءا من المشهد التراثيِ العتيد، أو انبروا للمواكبة باندفاع واستعداد للتضحية، وتحية لمؤسسة العرفان التوحيدية وللقيمين على الخلوات المباركة والبلديات المتعاونة. وإننا نتطلع والأستاذ جاك إلى استكمال العمل مستقبلا، على أن يشكل هذا المعرض الخطوة الأولى، تتبعها خطوات لاحقة مع أهلنا الموحدين في كامل منطقة ما كان يعرف ببلاد الشام، على أمل أن يصدر العمل الكامل في كتاب موثق يحكي التاريخ والتراث بالصورة الموحية والكلمة المعبرة".
دبغيان من جهته، ألقى المصور دبغيان كلمة تحدث فيها عن "مهمته منذ القدم عندما كان مصورا صحفيا لوكالة أنباء خلال حرب الجبل. وبعدها، عندما اعلن وليد جنبلاط السلام من هنا في بيت الدين وانتهاء الحرب. ولم انس صورة الشيخ الدرزي التي تعبر عن حضارة هذه الطائفة، وكان العمل تقليديا وفيه من الصعوبة الكبيرة لنقل الصور والاحداث"، وقال: "لكني بعد ذلك رغبت في العودة إلى هذه الخطوات وجئت الى الشوف وفتحت لنا الست نورا جنبلاط الابواب".
أضاف: " في المرتين الاولى والثانية، لم تنجح المحاولة في تصوير المشايخ. وبعدها، دخلنا الى القرى وصورنا في الخلوات، ومنها البياضة".
وتابع: "إن ميزة المجتمع الدرزي أن حفظه للتاريخ متجذر بالارض، وفي هذه الارض في الشوف الذي لا يزال الوحيد أخضر. وحينما نرى الحفاظ على الطبيعة، نعلم أنهم الدروز، اهل الكرم وحفاوة الاستقبال، وما رأيته في المجتمع الدرزي لم اره في المجتمعات".
جولة في المعرض بعد ذلك، جال جنبلاط والسفير الفرنسي والحضور في ارجاء المعرض، الذي يحمل صورا لرجال دين وشيوخ من طائفة الموحدين الدروز من مختلف الاعمار والفئات التقطت بشكل مميز، وتشير الى التصاق هذه الشريحة بتراث الموحدين وتمسكهم بالارض والحضارة والتراث والتاريخ، في عمل استغرق قرابة عام. ويستمر المعرض أياما عدة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|