يوم البيئة العالمي... لبنان في مهب الأمل |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
مر "يوم البيئة العالمي" في لبنان حزينا هذا العام، وبدا "مصابا" بالعار والخذلان، أشاح بنظره عن جبال قُضِمت وأحراج جُرِّفت واجتُثَّت أشجارها وشطآن اختنقت بالتلوث، مرَّ مصدوما مطأطىء الرأس، لم يقوَ على عبور بعض المناطق إذ طغت روائح الصرف الصحي والنفايات على ما تبث الأزهار من فواح عطرها في ربيع بائس، كم هو صعب ساعة يُضطر "يوم البيئة العالمي" أن يسد أنفا ويغمض عينا، أو أن يرفع زجاج السيارة ويشغل المكيف كي لا "تصطاده" رائحة وتلسعه حشرة؟ وكم هو مُحبِط ألا يجد هذا "اليوم" مِطلا ليعاين الجمال دون أن تطالعه أكوام النفايات؟
هكذا "أيام البيئة" في لبنان، تمر لتذكرنا بما نحن عليه من فوضى وتسيب، وما نحن عليه أيضا من انتهاكات تكاد تطاول كل مرافق الحياة، وإذا كان واقع الحال صادما، فذلك ليس قدرا لنستسلم له، فثمة في الجانب الآخر من "مشهدية الفساد" ما يجعل أحلامنا قابلة للإزهار.
نتحدث مستندين إلى تجربة ترسخت جذورها في تراب التعب، بعد أن قدمت جمعيتنا "جميعية غدي" أكثر من نموذج ومثال، حتى غدت كما الطائر يغرد خارج سرب الفوضى، وبعيدا من لعنة استحكمت واستفحلت وحولت البيئة حديث صالونات وعمل من لا عمل له برتبة "ناشط"! يقيننا ومنذ نحو عشرين عاما أن البيئة فعل حياة وإرادة لا تقوى عليهما صروف السنين.
لسنا محكومين برؤى قاصرة عن معاينة كل واقعنا المحكوم بلوثة الفساد، ويكفينا أننا أول جمعية بيئية في لبنان كرست معادلة التربية البيئية بمشتل زراعي كان الأول من نوعه في لبنان والمنطقة، وأننا أول من طرح تعميم البيئة كمادة تعليمية في المناهج التربوية، وأول جمعية أهلية تبرم اتفاقات تعاون مع وزارة البيئة في الأردن، وثمة الكثير مما لا يتسع المجال لعرضه، لكننا نقول، إن لبنان، وبرغم ما يواجه من عقبات وعثرات هو أقوى من أن تدمره كسارة وتستبيحه فضيحة، وقد تلمسنا للمرة الأولى أن ثمة وزارة بيئة في لبنان.
وسط كل معاناة اللحظة ويوميات الفساد، كانت ثمة عين ترصد وتتابع، وكان أيضا ما أبقى الأحلام قابلة لتخضر وترمي ظلالا من أمل، ولأول مرة وجدنا كيف أن وزارة البيئة تصدت وواجهت ارتكابات في حدود إمكانياتها وأكثر أيضا، وكانت حاضرة، وزيرا وفريق عمل في أكثر من موقع وأكثر من ملف.
ومن موقعنا كجميعة غدي، وأيضا انطلاقا من أن جمعيتنا استشرفت أهمية الإعلام المتخصص فأطلقت توازيا مع نشاطاتها أول موقع بيئي في لبنان موقع "غدي نيوز" البيئي العلمي المتخصص، سنكون إلى جانب وزير البيئة لنؤمن ما يفترض أن يصبح شكلا من أشكال التكامل بين الوزارة ومؤسسات المجتمع الأهلي بعيدا من الصخب "الصالوناتي"، فقد كنا في قلب معادلة البيئة وسنبقى.
نعلم أن واقعنا البيئي، وفي مكان ما، هو رجع صدى لواقع سياسي محكوم بالفوضى والمصالح، لكننا اليوم وفي هذا اليوم الذي احتفى به العالم تحت شعار "مواجهة تلوث الهواء" نستحضر البيئة أبعد من "مشهدية الفساد"، ويكفي أنه بات في مقدورنا اليوم القول بأن لبنان سيكون قريبا في مهب الأمل. *الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|