"توتر عالي" بين "التيار" والقوات"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
كيف يمكن لقضية صحية أن تنحرف عن مسارها لتتحول صراعا بين " التيار الوطني الحر " و" القوات اللبنانية "؟ ومن يريد تسجيل النقاط؟ وهل ثمة موجب كي تصبح وصلة التوتر العالي في المنصورية مصدر توتر وشحن نفوس؟
المشكلة أن هذه القضية تم تسييسها، حتى نسينا أن ثمة كارثة محدقة بالمواطنين الرافضين لتمرير خطوط الكهرباء، لنصبح في مواجهة بين فريقين سياسيين، خصوصا وأن ثمة إصرارا للقفز فوق إرادة الناس وتجاهل هواجسهم بدلا من طمأنتهم وتقديم دراسات موثوقة تؤكد إذا كان ثمة خطر أم لا.
دائما تأخذنا المناكدة إلى مواجهات لا معنى لها، وفي قضية المنصورية لا بد من مقاربة المشكلة بعيدا من التتشنج واستباحة كرامات المواطنين، إن كانوا على خطأ أو على صواب، وإن كنا نميل بحكم إلمامنا ولو قليلا بالمخاطر الناجمة عن خطوط التوتر العالي القريبة من الأحياء السكنية، وهذا ما تأخذ به عادة الدول المتطورة، وإذا كانت وزارة الطاقة متمسكة بقرارها من باب الكيد، فذلك لا يحل المشكلة، ومن ثم لو تأكد أن ثمة خطرا ولو بمعدل واحد بالمئة، فصحة الناس أهم من توفير مد الخطوط هوائيا، ولا بد في هذه الحالة من تمريرها تحت الأرض.
الغريب في الأمر أن المنصورية شهدت أمس "وصلة" جديدة من المواجهة والتدافع بين الأهالي والقوى الأمنية على خلفية الإستمرار في تنفيذ خط التوتر العالي، وهذا ما يدخل في باب المناكفة، المهم أن الأهالي تمكنوا من إيصال الصوت إلى مجلس الوزراء ولو لبعض الوقت، بحيث توقف الوزراء لمناقشة هذه القضية قبل متابعة النقاش بالموازنة، لكن من موقع مواجهة العجز ولو على حساب صحة الناس، فكان ثمة تأكيد على متابعة تنفيذ قرار المجلس حول خطة الكهرباء كون هذا القرار نهائيا ولا يمثل فقط المنصورية، بل يمر في كل لبنان ويوفر هدرا فنيا بنسبة واحد بالمئة أي بقيمة عشرين مليون دولار، والأهم من كل ذلك أنه لا يشكل خطرا على حياة الناس وفق ما أكدت وزيرة الطاقة ندى البستاني من بكركي.
ولعل لهذا السبب دعت الكتائب والكنيسة الى تحرك في المنصورية، والوزيران الياس بو صعب والبستاني قصدا بكركي، وكان اتفاق على لقاء اليوم في الصرح يجمع النائب سامي الجميل ووزيرة الطاقة، لعل وعسى تصل هذه القضية إلى خواتيمها المرجوة، على قاعدة أنه إذا تأكد أن هناك خطرا ولو بجزء أقل من واحد بالمئة على المواطنين، فلا بأس من 20 مليون دولار، وهذا مبلغ لا قيمة له حيال الهدر بمليارات الدولارات!
|
|
|
|
|
|
|
|
|