للأصوات "الناشزة"... ولـى زمن الهزائم! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
لبنان في عين العاصفة كان وسيبقى، ولكن هذه المرة اتجاه البوصلة لا يخطىء هدفا، وإن علت أصوات ناشزة داخلية "نصرة" للإدارة الأميركية ولدولة إسرائيل، ومن يرفعون أصوات النشاز تلك، يتوهمون أن لبنان يمكن أن يعيش في معزل عن محيطه، حتى ولو قرر ذلك فهو في عين العاصفة، إلا إذا ارتضى "المنشِّزون" تقديم تلال كفرشوبا ومزارع شبعا "هدية" لكيان اغتصب أرضا عربية، ووهبه الأميركي القدس "عاصمة أبدية" له، القدس برمزيتها الإنسانية أولا والمسيحية ثانيا والإسلامية ثالثا، فمن لم تتحرك "حميته" نصرة للمقدسات، فلن يتوانى عن التفريط بأرضه، والأرض كرامة اللبنانيين وعزتهم.
لن ننحدر في اتجاه خطاب شعبوي، ولسنا مع إقحام لبنان في مشاريع المنطقة، غير أن النأي لالنفس في معركة التوازنات الكبيرة بين مشروع التطبيع مع الإسرائيلي وبين حماية حقوقنا العربية يظل أمرا نسبيا، إلا إذا كان من "نشَّز" بالأمس لا يقر بعروبة لبنان، وإن كان في بلاغته يــــبــزُّ العربَ الأقحاح.
بالتأكيد لم يستمع "الناشز" هذا ولا "الناشز" ذاك إلى كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأخير، وقد عبر فيه عن مخاوفه من ضياع تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والقسم اللبناني من بلدة الغجر، وبالتأكيد ما يزال هؤلاء "الناشزون" يعيش في أقبية الماضي، وربما لم يتناهَ إليهم أن "اتفاق الطائف" (على عيوبه) أقر عروبة لبنان كيانا وهُوية وانتماء!
نعلم أن ثمة من سارع للرد على كلمة الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله أمس، ولنا جملة من الملاحظات عليها لن نسوقها في هذه العُجالة، وهي ملاحظات لا تطاول المسلمات في سياق الصراع العربي – الإسرائيلي، وإنما هي متصلة بتفاصيل مرتبطة بمركزية قرار الدولة في الحرب والسلم، ولا نظن أن مثل هذا الأمر سيكون موضع خلاف بين "حزب الله" والرئيس عون، وهذا ما هو مطلوب وطنيا، بالتأكيد بعيدا من الأصوات الناشزة، وعلى قاعدة أن ما هو ضروري يتمثل في تحصين وحدتنا الداخلية.
ما يهمنا في هذا السياق، ما أشار إليه السيد نصر الله تعليقا على الانتخابات الإسرائيلية وفوز نتنياهو، حيث أكد أن "هذا شأنا لا يعنينا"، ليضيف سنكون أمام استحقاق الحدود البحرية ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا ستستعاد.
المنطقة تسير بخطى متسارعة نحو ترتيب "صفقة القرن" وسط محاولات حثيثة من الولايات المتحدة وإسرائيل لتفتيت المنطقة بين من يريد التطبيع وبين من يريد استعادة الحقوق العربية، وهنا لا مكان في الوسط، ولا ارتداد نحو مقولة "قوة لبنان بضعفه"، فالضعف ما كان يوما إلا مجلبة لهزائم، وزمن الهزائم ولى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|