أحلام أردوغان الطورانية! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– محرر الشؤون العربية والدولية
لن يكون وصول المعارضة إلى السلطة في تركيا قريبا، ولن يكون بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان في منأى عن اهتزازات تبقي المشهد التركي مشرعا على صراع محموم مع قوى علمانية تحاول استعادة الجمهورية بعيدا من "موضة" الإسلام المعتدل، وانطلاقا من هذا المعطى تحديدا يمكن أن نقف عند الأسباب التي أدت إلى خسارة "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا الانتخابات البلدية الأخيرة في أهم المدن.
تعيش تركيا اليوم صراعا بين إرث الخلافة العثمانية ممثلا بأردوغان وإرث الدولة العلمانية كما أرسى قواعدها ونظمها مصطفى كمال أتاتورك، وهو صراع غير منفصل عن البيئة الاجتماعية في تركيا، فيما هي تتماوج وتتحرك وتتفاعل بين الأسلمة بمشروعها غير القابل للحياة كإطار سياسي من جهة، وبين الحداثة بمفاهيم أوروبية غير قادرة على ترسيخ حضورها وسط الموروث الثقافي والديني من جهة ثانية، أي بين الأفكار الطورانية المتخيلة ومفهوم الدولة الحداثوية، الأمر الذي أظهر في الانتخابات المحلية الأخيرة تصدعات بنيوية كبيرة تخطت إطارها السياسي إلى الأفكار والتصورات والمعتقدات.
ومن هنا، أكدت الانتخابات الأخيرة أن "حزب الشعب الجمهوري" ما زال متجذرا بحضوره في تركيا، فهو يتمسك بوجهات نظر علمانية، وثمة أكثر من دلالة أكدت دعم عدد أكبر من الناخبين له، في مقابل تراجع تدريجي لما بات يعرف بــ "الإسلام المعتدل" اصطلاحا، غير أن وصول المعارضة إلى السلطة لا يمكن أن يكون قريبا، خصوصا وأن الحكومة بكل مكوناتها ما تزال تحت سيطرة أردوغان، لكن انتصار المعارضة في المدن الكبرى حمل رسالة مفادها أن "الأردوغانية" مدعوة إلى التحرك على أساس أن الأتراك يؤثرون النمو الاقتصادي الحقيقي على وعود السلطة بـ"الاستقرار السياسي"، خصوصا وأن الأتراك تعبوا من أفكار وتصورات تقودهم إلى الإنعزال.
إلى الآن لم يستوعب أردغان نتائج الانتخابات، وثمة أكثر من إشارة تؤكد ذلك، وآخرها ما أشار إليه نائب رئيس حزب العدالة والتنمية علي إحسان يافوز، حين أكد أن الحزب سيطالب بإجراء انتخابات جديدة في إسطنبول بعد هزيمة مرشحه في الانتخابات البلدية بن علي يلدريم لصالح مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، عازيا السبب إلى أن "أحداثا" وقعت وأثرت بصورة مباشرة على نتيجة الانتخابات وإننا نطالب بإجراء اقتراع جديد في إسطنبول".
ومن هنا، يمكن التأكيد أن أردوغان يعيش اليوم خسارة تضعه أمام خيارات صعبة، ليس أقلها ضياع أحلامه الطورانية!
|
|
|
|
|
|
|
|
|