خطة الكهرباء... "قطوع ومرق"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لم نقف على تفاصيل جلسة مجلس الوزراء، فحتى كتابة هذه السطور لم يوافنا وزير الإعلام جمال الجراح بمعلومات ونحن بانتظار ما سيدلي به إلى وسائل الإعلام، لكن ما تناهى إلينا من الجلسة المنعقدة في قصر بعبدا، تأكيد سُرِّب على عجل أشار إلى أن خطة الكهرباء أقرت بالإجماع، ليطل بعد قليل رئيس الحكومة سعد الحريري قاطعا الشك باليقين، ليزف إلى اللبنانيين أن "مجلس الوزراء أقر خطة الكهرباء بالإجماع بكل بنودها، وكان الجو ايجابيا."
وهذا يعني باختصار مفيد أن "قطوع ومرق"، وأن "إنجازا تاريخيا" تحقق بعد عقود طويلة وسنوات عجاف، ولو على الورق، وهذا لا يقلل من أهمية هذه الخطوة، خصوصا وأنها غير منفصلة عن جملة من الإجرءات يفترض إنجازها في سياق توفير المناخ المؤاتي لاستفادة لبنان من أموال "سيدر".
لكن في مكان ما، تبقى العبرة في التنفيذ، خصوصا وأن إقرار الخطة جاء نتاج تسوية قبل أن يتلئم المجلس في قصر بعبدا، بمعنى أن "الأجواء الإيجابية" كانت حاضرة و"معلبة" مسبقا وجاهزة، ولا نعلم راهنا ثمن التسوية، وما إذا كان ثمة مقايضة بين خطة وأخرى، دون أن ننسى أيضا أن الخطة تتطلب جملة من الإجراءات والدراسات والتلزيمات، بمعنى أن المجال سيظل مشرعا على أكثر من "قطوع" واحد، فمن يضمن – بالاستناد إلى تجارب سابقة – ألا تتعثر الخطة رغم إقرارها؟
لكن في مجمل الأحوال ما تحقق أبعد من خطة الكهرباء ، وإقرارها بالإجماع يعني وجود توافق حكومي، بحيث أن هواجسنا لم تكن مقتصرة على إقرار الخطة فحسب، وإنما من أن تطيح الخطة عينها بالتوافق الحكومي، وهذا برأينا "القطوع" الأكبر الذي نجونا منه اليوم بأعجوبة، والكهرباء تصبح تفصيلا غير ذي شأن إذا انعدم التوافق، بحيث ما زال في الإمكان أن نحلم بإقرار جملة من المشاريع ينتظرها اللبنانيون، وما يمكن تأكيده في هذا المجال أن لبنان سينعم بالكهرباء 24/24، ولو في المئة سنة الأولى من الألفية الثالثة!
وبحسب الرئيس الحريري تم الاتفاق على تمديد القانون 288، وهذه اول مرة سيكون هناك مناقصة BOT في لجنة المناقصات، وبشر اللبنانيين "اننا اقرينا هذه الخطة بإيجابية وهذا انجاز لكل الافرقاء السياسيين."
وأثنى الحريري على وزير الطاقة ندى البستاني التي قامت بجهد كبير في الاسابيع الماضية، واعتبر أن هذا انجازا للمرأة التي اقرت هذه الخطة، ونحن سنذهب إلى التنفيذ، وهذا صحيح، وثمة أجواء إيجابية لكن نتمنى ألا يخذلنا السياسيون، ونكون أمام أكثر من "قطوع" كهربائي!
|
|
|
|
|
|
|
|
|