بخاري: المملكة ضنينة على سلامة لبنان
#الثائر
رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم، في مركز "سي سايد أرينا"، منتدى الطائف تحت عنوان "إنجازات وأرقام وشركاء"، الذي نظمته "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة"، بالتعاون مع سفارة المملكة العربية السعودية لمناسبة الذكرى الـ14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.
وحضر الرئيس أمين الجميل، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس نجيب ميقاتي، الموفد الملكي السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، الوزراء: مي شدياق، ريشار قيومجيان، ريا الحسن، محمد شقير، وائل أبو فاعور وجمال الجراح، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري ، النواب: عاصم عراجي، سمير الجسر، رولا الطبش جارودي ، محمد الحجار، بكر الحجيري، محمد قاسم القرعاوي، هادي حبيش، شامل روكز، بهية الحريري، سامي فتفت، نزيه نجم، ديما جمالي ووليد البعريني، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن خليل يحيى، الوزراء السابقون: أحمد فتفت، سليم الصايغ ومحمد الصفدي، النواب السابقون: عمار حوري، مصطفى هاشم، محمد الأمين عيتاني، رياض رحال، محمد قباني، أمين وهبي، زياد القادري وباسم السبع، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ممثل المدير العام للأمن العام العميد الركن علي أبو صالح، ممثل المدير العام لأمن الدولة العقيد أيمن سنو، الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، نقيب المحامين في الشمال محمد المراد، الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري وأعضاء المكتب السياسي، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، منى هراوي، شفيق الحريري، شخصيات سياسية وديبلوماسية ونقابية وفكرية وإعلامية وروحية واجتماعية.
بهية الحريري
بعد النشيدين الوطني والسعودي، ألقت الحريري كلمة قالت فيها: "30 أيلول 1989 .. قبل ثلاثين عاما، لبى رجالات المجلس النيابي الكبار دعوة المملكة العربية السعودية الكريمة إلى عقد مؤتمر الحوار والمصالحة الوطنية في مدينة الطائف من أجل إنهاء النزاع وعودة الانتظام، حيث عمل النواب اللبنانيون ليل نهار بكل شجاعة ووطنية وإخلاص حتى توصلوا إلى وضع الصيغة النهائية لوثيقة الوفاق الوطني - الطائف في 22 تشرين الأول، وتحملوا مسؤولية المرحلة الانتقالية والشروع في رحلة الإنتظام العام، وعودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية، مع اقرار وثيقة الوفاق الوطني في 5 تشرين الثاني وانتخاب أول رئيس للجمهورية على أساس الطائف فخامة الرئيس الشهيد رينيه معوض، ثم انتخاب فخامة الرئيس الراحل الياس الهراوي، رحمهما الله. وبادروا إلى ملء الشغور والمستحدث في المجلس النيابي وإنتاج قانون جديد للانتخابات وإجراء أول انتخابات نيابية في عام 1992 بعد انقطاع دام عشرين عاما".
أضافت: "بعد الانتخابات النيابية الأولى 1992، جرى تكليف الرئيس الشهيد رفيق الحريري تشكيل الحكومة الأولى في 1 تشرين الثاني 1992. وبدأت مرحلة صناعة الإنجازات والشراكات وعودة ثقافة الأرقام إلى الحياة الوطنية بدعم مميز من الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين، امتدت مرحلة الحكم والمسؤولية بين 1992 و14 شباط 2005. وكانت سنوات مليئة بالتحديات والإنجازات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية بمشاركة فاعلة ومميزة من قامات وطنية رفيعة وقطاعات إنتاجية وهيئات ثقافية وإبداعية ورياضية وطاقات شبابية طموحة وخلاقة، والتي سنقدمها اليوم في منتدى الطائف إنجازات وأرقاما وشركاء حيث الرقم أفضل من ألف كلمة".
وتابعت: "الساعة 12,55 من يوم 14 شباط 2005، وقع ذلك الزلزال الرهيب، الذي أحدث تصدعا في الواقع السياسي والوجدان الوطني، وقطع مسيرة الإرادة الوطنية الجامعة نحو الاستقرار والانتظام والتقدم والازدهار، بشراكة خلاقة ومميزة مع الأشقاء والأصدقاء. يوم 14 شباط كان عميق الألم والمسؤولية. في تلك اللحظة، شاءت الأقدار أن ترسم مسار حياة الرئيس سعد الحريري بتحمل آلام الفجيعة، ومسؤولية حماية التماسك الوطني والإنجازات والشركاء، وكانت رحلة الرئيس سعد الحريري طويلة ومريرة على مدى 13 عاما مع الألم والمسؤولية... بين 14 شباط 2005 ومؤتمر سيدر في باريس 2018، والسعي من أجل إعادة وصل ما انقطع مع مسيرة الشراكة في النهوض وإعادة البناء وصناعة الإنجاز".
وأردفت: "قبل 40 عاما، 15 أيار 1979، أطلق الرئيس الشهيد مرحلة صناعة الأمل مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، حيث كان اليأس والخوف، والحزن والقلق، والجهل والبطالة، والنزوح والتباعد، والتنافر والخصومة، تعم كل الوطن من دون استثناء. يومها أراد الرئيس الشهيد أن يقدم النموذج الأول والأمثل في لبنان والمنطقة والعالم حول المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص، حين اعتبر كل فتيات وشباب لبنان من كل الطوائف والمناطق كأبنائه، معتبرا أن الإنتقال من النزاع إلى الاستقرار لا يكون إلا بوحدة اللبنانيين وباستعادة تماسكهم الاجتماعي وتجديد إيمانهم بوطنهم وثقتهم بدولتهم".
وقالت: "13 عاما بين 79 و92 كانت مع صناعة الأمل وتحديات رفع آثار الحرب والاحتلال وتقديم الأبحاث والدراسات والاستراتيجيات من أجل النهوض بلبنان. وطوال تلك السنوات، كانت المملكة العربية السعودية معنا يوما بيوم، وساعة بساعة، من رفع آثار الاجتياح الاسرائيلي إلى استيعاب عشرات عشرات الآلاف من المختصين والأيدي العاملة في السعودية، إلى مؤتمرات الحوار في جنيف ولوزان، إلى مقررات ومبادرات مؤتمرات القمم العربية في تونس والمغرب واللجنة السداسية واللجنة الملكية الرئاسية، إلى الدعوة إلى مؤتمر الطائف وتحولاته وانجازاته وشركائه الوطنيين والعرب والدوليين".
وختمت: "وتأكيدا على الشراكة العميقة مع المملكة العربية السعودية وعرفانا منا بالجميل، تمنيت على سعادة سفير المملكة العربية السعودية مشاركة مؤسسة الحريري في الدعوة والتحضير إلى هذا المنتدى الذي أراده الرئيس سعد الحريري مناسبة تكريمية للشخصيات الوطنية الكبيرة وللشركاء الوطنيين والأشقاء العرب والدول الصديقة والمنظمات والصناديق الدولية والإسلامية. شركاء النهوض وإعادة البناء بين عامي 1992 و14 شباط 2015، مع التأكيد على رغبته رعاية منتدى قريب يكرم خلاله كل من وقف مع لبنان في مرحلة الآلام والمسؤولية بين 2005 و2018 وشركاء مؤتمر سيدر".
بخاري
وألقى السفير السعودي كلمة قال فيها: "هناك حيث الشعلة، وعلى بعد أمتار من هذا المكان، حاولوا اغتيال لبنان، لبنان الرسالة، الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إنها الذكرى الرابعة عشر لإغتياله، ذكرى مشؤومة ليس على اللبنانيين فحسب، بل على العالم أجمع، نستذكرها مع الشاهد والشهيد. الشاهد على حرب أهلية واتفاق صان جوهر لبنان ووحدته، والشهيد لأجل لبنان وسيادته وعروبته.
اغتالوه لأنهم أرادوا دفن اتفاق الطائف، لكنه أصبح بإرادة الشعب اللبناني دستورا للجمهورية الناهضة من الرماد وحقول الموت والأسى. إنه رفيق الحريري الذي دفع حيا وميتا ثمن ترجمة تلك الإرادة وتحويل رماد بركان الحرب الى مادة من مواد البناء والإنشاء والنهوض والعمران على طريق إعادة لبنان بما يليق به وبأهله الكرام وبما يجعله مجددا منارة للشرق ومقصدا للغرب وأيقونة للعرب".
أضاف: "أيها الأحباء، نحن قوم نذود عن سيادة لبنان واستقلاله، لأننا نعتبر أنفسنا من لبنان ولبنان منا. لعبت بلادي، مهبط الوحي الإلهي وموئل البيت العتيق ودار الإسلام والسلام، دورا محوريا في مسار اتفاق الطائف، لكن اللبنانيين هم من ارتضوه واختاروه وجعلوا منه عنوان سلمهم الأهلي، وهم المؤتمنون على العمل بموجبه. لذا، أود أن أوكد لكم أن المملكة ضنينة على سلامة لبنان واستقراره والمحافظة على وحدته الوطنية".
وتابع: "أيها الأحبة، باغتيال رفيق الحريري اغتالوا وطنا، لكنهم لم يتمكنوا من اغتيال إرثه الباقي وإرادته الحية المشعة وسيرته النقية التي ستظل مثالا يحتذى به، وها هو نجله دولة رئيس الحكومة سعد رفيق الحريري يشكل امتدادا وحارسا لهذا النهج وحماية للبنان. ولا ختام، من دون أن نهنئكم على تشكيل حكومة انتظرناها مثلما انتظرتموها متمنين أن تكون بوابة خير عليكم وكلنا ملء الثقة والأمل بأن يتابع لبنان الغالي مسيرة النهوض مجددا بهمة أهله ومساعدة أشقائه وأصدقائه ليعود مجددا منارة ورسالة وعنوانا للسلام والإبداع والأخوة الإنسانية".
وختم: "دمتم بمشيئة الله وحفظه، رحم الله شهيد لبنان والعروبة الرئيس رفيق الحريري وحمى هذا البلد من الشر والضيم وأعز أهله بالأمن والرخاء".
الرئيس الحريري
وألقى الرئيس الحريري كلمة بالمناسبة، قال فيها: "أعبر عن شكري وامتناني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي العهد على إيفادهما معالي المستشار في الديوان الملكي الأخ نزار العلولا ليكون معنا اليوم، تأكيدا على وقوف المملكة الدائم، قيادة وشعبا، إلى جانب لبنان واللبنانيين. والشكر موصول إلى معالي سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الأخ وليد البخاري، ولمؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة على تنظيم هذا اللقاء. والشكر لكم جميعا على حضوركم هذا المنتدى الذي يحمل اسم الطائف، الذي بات أبعد من مؤتمر رعته المملكة العربية السعودية، فوضع حدا لحرب أهلية، ووثيقة وفاق وطني شكلت دستورا جديدا للبنان، وتحول إلى نموذج لعديد من دول المنطقة التواقة للعودة إلى السلم الأهلي والأمان عن طريق التسوية السياسية".
أضاف: "أخيرا الشكر لكل واحد وواحدة من المكرمين اليوم، فأنتم رفاق درب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على طريق إعادة الإعمار، الذي يتطلع لبنان إلى خبرتكم ومساهمتكم في مسيرة النهوض الثانية التي تنطلق اليوم بإذن الله".
تكريم
بعد عرض فيلم قصير تضمن كلمة للرئيس الشهيد عن واجبات الحكومة، وزعت دروع تكريمية على عدد من "شركاء الوطن" اللبنانيين والعرب والأجانب، الذين شاركوا في إعادة إعمار لبنان وتطوره على كل الصعد بين عامي 1992-2005.