#المغرّد
لا تصدقوا البوم! سيتفاجأ كثيرون بسرعة نهوض لبنان.
اكرم كمال سريوي
كثُرت مؤخراً ظاهرة تداول فيديوهات لبعض الإعلاميين اللبنانيين، الذين يعمدون إلى بث شائعات وأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة، وهدفهم الوحيد هو كسب مزيد من الشهرة، ونشر مقابلاتهم بشكل واسع، عبر إثارة اهتمام المستمعين والقراء، وكل ذلك على حساب المصداقية والأخلاق الصحفية، التي يفتقرون إليها.
يطلُّ هؤلاء على الشاشات بأسلوب رخيص، وبعضهم كالبوم في الليالي المقمرة. مرّة يبشّرون بأن لبنان قادم على أيام صعبة وفوضى وبحر من الدماء، ومرّة يتحدثون عن آخر رئيس مسيحي للبنان، ومرّة عمّا جرى في اجتماع بين رئيسين أو شخصيتين، ويدّعون أنهم يعرفون أسرار ما قال وقيل، ليُخيّل للسامع أنهم كانوا حاضرين الاجتماع، بل وهم من أدار الحوار.
ورغم أنه ثبت كذب وزيف كلام مدّعي المعرفة هؤلاء مرات ومرات، وجرى ويجري تكذيب ما يقولون، أولاً من قِبَل أصحاب العلاقة الأساسية، وثانياً بالحجة الدامغة، إلّا أنهم لا ينكفّون عن تضليل الناس والإغراق في الكذب أكثر وأكثر.
لن نذكر اسماءهم هنا، ليس احتراماً لهم فهم لا يستحقون أي احترام، بل احتراماً للقارئ الكريم ولأنفسنا من الانحدار إلى مستوى أولئك المنافقين، الذين ملأوا الشاشات بتفاهاتهم، فهم باتوا معروفين وأضاليلهم مكشوفة.
لا تصدقوا هؤلاء البوم!!! فهم يمتهنون الكذب ويدّعون معرفة الأسرار، ولو كان لديهم الجرأة والمصداقية لقالوا الحقيقة، بأنهم لا يعرفون سوى ما يطلب منهم قوله، لكنهم يحاولون الظهور بمظهر العارف، المطّلع على تقارير المخابرات العالمية، ويختلقون سيناريوهات، ويلفّقون الأخبار، بهدف الشهرة أو الابتزاز السياسي والمالي لبعض الشخصيات.
لا تصدقوا إفكهم ولا تتداولوا فيديوهاتهم، فهم طالبو شهرة مخادعون.
لا صحة لكل ما يتم تداوله عن حرب أو فوضى واغتيالات أو تغيير للنظام في لبنان، وإذا كان صحيحاً أن البلد يمر في أزمة اقتصادية وسياسية صعبة، لكن لا احد من الأطراف الأساسية راغب بالدم، ولا راغب بتدمير لبنان، وتعارض الخطاب السياسي لا يعني الحرب، وعلى عكس ما يشاع، فالكل حريص على عدم الانجراف إلى الهاوية، والجيش والقوى الأمنية بكامل جهوزيتها، ولن تسمح بذلك، ولقد كرر قائد الجيش تأكيد ذلك أكثر من مرة، وأثبتت القوى الأمنية أنها قادرة على ضبط الأمن وحماية لبنان.
لن يذهب لبنان إلى مؤتمر تأسيسي، ولا صحة لمشاريع مداورة في موقع الرئاسة، وهناك اتفاق لبناني على الرئيس المسيحي، وسيكون للبنان رئيس ماروني، وبالتوافق بين مكوناته، لا بالفرض والتحدي.
المشكلة ليست بطائفة الرئيس، بل بإصرار البعض على تطييف كل شيء، حتى عملية انتخاب الرئيس،الذي وإن كان مسيحيًا، فهو يبقى رئيساً لكل اللبنانيين، ويجب أن يشارك الجميع في انتخابه، دون فرض من طائفة، أو عزل لطائفة أُخرى.
البعض يريد الانقلاب على اتفاق الطائف، ويبث الإشاعات، مرّة بالترويج لمشاريع تقسيم تحت عنوان الفيدرالية واللامركزية الموسّعة، ومرة عبر إثارة هواجس طائفية من العلمنة وإلغاء الطائفية السياسية، كما اتُّفق عليها في الطائف، متناسياً أن اتفاق الطائف نص على إنشاء مجلس شيوخ تتمثل فيه كل الطوائف، ومرحلة انتقالية تبقى فيها المناصفة في الحكومة، ومجلس النواب، وفي وظائف الفئة الأولى.
سيتفاجأ الجميع بسرعة نهوض لبنان وتعافيه من أزمته الاقتصادية، فهذا البلد الصغير يملك الكثير من مقومات الصمود والنهوض، وشعبه من أكثر شعوب العالم قدرة على التطور والحياة.
#لا لليأس# نعم للحياة
#لا للحرب # نعم للسلام
# نعم للثقة بلبنان