#الثائر
عدنا مرة جديدة إلى السجالات، وبالتأكيد العوْد ليس أحمدُ، ويبدو أن بعض المسؤولين يجفوهم النوم إن لم يطلقوا تغريدة يبعثون عبرها بعضا من أشواق لاهِفة ولاهثة، مع وخزة دبوس لزوم إيلام الخصم العدو أو الحليف اللدود، وأحيانا مسلة تختلف كثيرا عن تلك المعروفة على أنها مخصصة لـ "تحت الباط"، وتنعر بلا رأفة في أكثر من مكان، وهذا إن دل على شيء فعلى حروب حامية الوطيس لا تهدأ إلا لتشتعل، فنتأكد أننا في معمعة المواجهات العنيفة قصفا وتقدما وانسحابا تكتيكيا في حرب تخاض بقفازات ولا يخلو الأمر من أرنب يطل من قبعة أو من "سيلة" بنطال، أو إطلاق حمامة شرسة من علبة فارغة لا علاقة لها بالسلام، إن رأت غصن زيتون تنظر إليه بتأفف وازدراء.
الواقع القائم المستجد والمتجدد بات يتطلب أغنية على موسيقى ولحن "كلمات" للسيدة ماجدة الرومي، ولو أن الشاعر الراحل نزار قباني بيننا لكان تغزل بالسياسيين اللبنانيين بقصيدة بعنوان "سجالات ليس كالسجالات"، علما أن واقع الحال يفترض أن نغني ونلهو ونفرح كالأطفال والأولاد ونرقص على أغنية الفنانة هدى "رزق الله عالعربيات"، وتبدأ بموال "سجالات" وتكمل "لما تكون الدرب طلوع وحيل العربية مقطوع، جدي يقول لستي نزلي مشّي قدامي عالكوع، وشد وقشط وغبرة ترش وترجع ستي بلا كلسات" وهنا ثمة حاجة لشاعر وملحن لضبط المذهب و"الكوبليه".
إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فيستحسن ضم السياسيين لـ Jardiniere إلى مدرسة رسمية، وهذا شرط أساس كي يندمجوا ليحققوا الوحدة الوطنية بعيدا من مدارس الطوائف التي غالبا ما تخرج طلابها بلكنة أعجمية أو مشرقية أو عربية ضروس، ولو أن اليهود لم يغادروا لبنان لكانت طالعتنا سجالات بلكنة الإيديش والعبرية.
سجالات " التيار الوطني الحر " و"القوات اللبنانية" يضاف إليها مؤخرا "التيار" و"الكتائب اللبنانية"، ولا ننسى سجالات "تيار المستقبل" و" الحزب التقدمي الإشتراكي " وقبلها سجالات غيرهم، والبقية تأتي فيما نحن نرصد سجالات بعيدة المنال، من النوع الذي يشي بأننا في حاضرة دولة لا دويلات، وفي حمى إقطاعات لا علاقة لها بوطن.
"سجالات ليست كالسجالات"، ففي لبنان ثمة تفرد وفرادة، لا شيء يشبهنا في هذا العالم، ولا نشبه أحدا ولا يجوز تشبيهنا بأحد أو سبت أو أي يوم من أيام الأسبوع، فرادة لبنانية تجوب الآفاق، يبقى أن نصدق أن وطنا أصابنا بورد الأمنيات المؤجلة!