#المغرّد
تحت الركام
د. عبير زكريا
تحــتَ الرُّكــامِ تبعثـرتْ أفْكــــاري
وتقطعــت من غصــة أوتـــــاري
وانهالـــــتْ الأنقاضُ فوق مشاعري
وغـــدا التَّوحــدُ في ظــلامٍ جـاري
ومَعَ الضـحايــا قد تجمَّــد خافـــقي
رغـــمَ التحــافي بالدَّفـــا في داري
فصفائِـحُ الأرضِ الثِّقالُ تَزحْزَحتْ
سحقـــتْ ضلوعَ الأمنِ في الأقطارِ
ذاتُ البهـــاءِ تُطلُّ دون قِناعِهــا
لتبــوحَ بالوجــهِ القبيـــحِ العَاري
تَعوِي فَنـــاءً .. كمْ جَهلْنــا كُنْهَـهَا
حــتى تجــلَّى دونـمـــا إنْــــــــذارِ
ربـَّــاهُ إنــي قد رجــوتـُـك رحْـمةً
جهْــلي وضعْـفي لازَمَا أقـْــــداري
ما اسْطاعَ موسى أنْ يُتـابع صابرًا
حــتى أتــاهُ الخِضْــرُ بالأخبــــــارِ
ربـَّـاهُ، أدْري أنَّ نَـفْحـَــــةَ رحـمــــةٍ
تُهْــدي الســلامــةَ في لهيــبِ النَّــارِ
والهَـــــــدْمُ كم شاد البراحَ على المَــــدى
إن هَــــدُّ معـتـقـــلا مـن الأســـــــــوارِ
والمــوتُ كم يُحــيي قبور حياتنـــــا
ويــــجـــودُ بالجنَّــاتِ والأنـــهــــــارِ
ويلِي وفـاةَ المَـرءِ نومًا في الـدُّجى
بعـــثٌ بـنــورِ اللــه في الأسحــــارِ
الخالقُ الحــقُّ القديـــرُ إذا قــــضى
فهُو الحكـيــمُ وعـــالــمُ الأســــرارِ
كـــلُّ الـذي يُــبْــــنَى بزهوٍ للـدُّنــا
قد بات تحــتَ الــرَّدمِ كالأصْفــــارِ
أما فَسيـــلُ الخيـــرِ بالحـقِّ ارتــوى
يبــقى مـتــاعَ الخُـلـــدِ للأبـْــــــرارِ
سُـنَــنُ الحيــاةِ وإنْ تعاظَـــمَ مُـرُّها
تسْــري عـلى الأشـــرارِ والأخيـــارِ
لتكــونَ عبْــرَ الدهــرِ بَـرْقَ أفــاقــةٍ
عنــدَ انْحســارِ الشمــسِ والأقمـــارِ