#المغرّد
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ ردا على اتهامات العمالة التي طالت أبناء طائفة ً
الموحدين الدروز على أثر أموال مرسلة من الأ ارضي الفلسطينية إلى لبنان
إخواني الموحدين
اسمحوا لي بدايةً أن أقول لكم إننا نعيش على صعيد الوطن والطائفة أزمةً معقدة متشابكة، اجتماعًيا، اقتصادًيا، سياسًيا، ثقافًيا، وحتى إنسانًيا في بعض الأحيان.
لدينا أزمة عدل، وأزمة إدارة، وأزمة ثقة! وفي ظل الظروف العصيبة التي يشهدها لبنان إذ لا يزال أفق الحلول مسدودا، الأمر الذي ينعكس سلبا على الاستقرار الاجتماعي،
ً
تابعنا باهتمام ما أثير عن أموال مرسلة من الأ راضي الفلسطينية إلى لبنان وهو الأمر الذي أخذ أبعاًدا ونتائج تصب في خانة تصفية الحسابات؛ بدًلا من البحث عن أسباب الحاجة والعوز الذي وصل إليه اللبنانيون، نتيجة تقاعس الدولة عن القيام بدورها من جهة وسوء إدارة الأوقاف من جهة أخرى.
أيها الإخوة، أبناء بني معروف، عند كل امتحان جوهر يتقد في نفوس الخلف، كما كان في قلوب السلف. فالذي بالماَّدة ظهوره فالعرض يلزمه، والذي بالإرادة البشرية اجتماعه فقواها تمسكه، والذي يؤلفه زمان يفرقه زمان، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسّه، لكَّن بني معروف عصب واحد، لم يتصَّنعه الخلف ولن يتكَّلفه السلف، بل هو عضوي، مطبوع في جوهرهم، لا تفنيه حدود، ولا تحَّده سياسات كانت أو تكون.
وإن المجتمع التوحيدي موجود ولم يدعوه إلى الوجود مشترع بشري، ومنذ وجوده له قوانين ونظام مبني على القيم التوحيدية والإنسانية. وعلى القوانين أن تتكفل بحفظ وصيانة هذه القيم لا هدمها.
أيها الأخوة،
إن الموحدين الدروز لا سيما منهم رجال الدين يتسامون في علاقاتهم الدينية والإنسانية والاجتماعية عن أية مزايدات من أي نوع كانت. ولما كانت الطائفة المعروفية من المؤسسين لهذا الكيان اللبناني وهي جزء مهم من حضارته بإسهامها الإنساني، وكلي ثقة بوطنية أبنائها؛ نرفض بالمطلق وصف الموحدين في أي بقعًة جغرافية
بالعمالة. فهم الذين تشبثوا بالأرض وحافظوا عليها وصانوا كرامتهم وأصالتهم وتقاليدهم العريقة، فالأنظمة على مر العصور تبقى أنظمة معرضة للزوال مهما علا شأنها؛ وحدها عقيدة الأخوة الإنسانية والتوحيد هي الباقية.
أيها الإخوة، رسالتي إليكم هي: للتأكيد مجدًدا خطورة ما حذرنا منه سابًقا من إقحام رجال الدين بالسياسة لتسجيل مواقف لا تخدم أبناء الطائفة المعروفية أينما كانوا. وأن تصونوا الدين بأفعالكم، فلا يمكن لأي أمة أن تتقدم وتحتفظ بهويتها إلا إذا شاعت قيمها الخلقية. وليكن التزامنا بمكارم الأخلاق والقيم التوحيدية المعروفية والوطنية إثباتاً على وعي أدبي لمجتمع راق. على الغني منكم أن يتكَّفل بالمفتقر.
أن تكونوا على يقين أن الطائفة المعروفية تجمعها وحدة المسار والمصير. قال تعالى: {َوالُْموفُوَن بَِعْهِدِهْم إِذا عاَهُدوا َو الصّابِِريَن ِفي الْبَأْساِء َو الضَّراِء َ وِحيَن الْبَأْ ِس أُولئِك الَِّذ يَن ََصدَقوا َو أُولئِك ُهُم الُْمتَُّقوَن} صدق الله العظيم
السبت 42 ذو الحجة 3221 الموافق في 4744/70/41