#المغرّد
- لا مناص للبنان للخروج من أزمته إلا من خلال التوجه الى الشرق وبوابته الوحيدة سورية
- "الحزب": قرار الانفتاح نحو الشرق، إتخذ في شكلٍ نهائيٍ
- لن يراعي أي خطوط حمر هذه المرة
حسان الحسن- الثبات-
... وأخيراً بدأ التوجه الرسمي اللبناني المرتجى نحو الشرق، يسلك طريق التنفيذ، وترجم ذلك عملانياً على أرض الواقع، من خلال الإجتماع الذي عقده رئيس الحكومة حسان دياب ، مؤخراً، وضمّ وزراء البيئة، والصناعة، والأشغال والنقل والسياحة والطاقة، مع السفير الصيني في بيروت وانغ كيجيان، ناقشوا خلالها المشاريع التي يمكن لبكّين أن تساعد لبنان عبرها، لتطوير بناه التحتيّة، وفي طليعتها (الكهرباء، سكك الحديد، ومعالجة النفايات) فيما كلّف دياب وزير الصناعة عماد حب الله بمتابعة ملفّ التعاون مع الشركات الصينية.
وفي سياق متصل، وصل وفدٌ وزاريٌّ عراقيٌّ، في الساعات القليلة الفائتة، إلى العاصمة بيروت، ضمّ كلاً من: وزير النفط إحسان عبد الجبّار، والزراعة محمد كريم الخفاجي اللذين التقيا دياب، ووزراء الزراعة، والطاقة، والصناعة اللبنانيين. الزيارة، وفق ما تردّد في أكثر من وسيلةٍ إعلاميّةٍ عراقيّة، تهدف إلى دعم الحكومة اللبنانية، على أن يبحث معها ملف استيراد النفط من العراق. وقد تشكل هذه الخطوة، في حال إتمامها لغاية الوصول الى الخواتيم المرجوة، بداية تحوّل في الإقتصاد اللبناني الراهن الريعي، وعماده النظام المصرفي المرتبط بالولايات المتحدة والغرب بالكامل، والمتكئ أيضاً على المساعدات المالية والودائع من دول "البترودولار"، نحو إقتصاد منتج، متحرر من الضغوط الأميركية، التي أوصلت البلد، بالتعاون مع أدواتها في داخله، الى أزمة إقتصادية ومعيشية لم يشهدها في تاريخه الحديث، بعد تجفيف الدولار الأميركي من السوق اللبنانية، ومنع الدول التي تمون عليها واشنطن، من تقديم أي مساعدات مالية، أو قروض ميسرة للبنان، في المدى المنظور، في محاولةٍ من الأولى لدفع الثاني، الى الرضوخ لشروط الأولى، التي تراعي أولاً المصالح الإسرائيلية في المنطقة، والمتمثلة، "بتفكيك منظومة الصواريخ الذكية لدى المقاومة، توطين الفلسطينيين في لبنان، ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع "إسرائيل"، بما يتناسب مع مصالحها النفطية، دمج النازحين السوريين في المجتمع اللبناني، (ثم إستخدامهم لاحقاً في أي إستحقاق إنتخابي رئاسي سوري مرتقب، أو لإعادة تجنيدهم في العمليات الإرهابية التي إستهدفت، وقد تستهدف المقاومة وبيئتها الحاضنة، كذلك محاولة إحداث تغيير في التركيبة الديموغرافية اللبنانية"، نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية – السورية، لقطع خطوط إمداد المقاومة، ثم خنقها)، بحسب تأكيد مرجع سياسي قريب من فريق الأخيرة.
إذا، بعد بداية هذا التطور، والنقلة النوعية في العلاقات الاقتصادية اللبنانية مع الخارج، يبدو أن الحرب الأميركية المركبة، التي تشنها على لبنان، والمرتكزة على ثلاثة أنواع من الحروب، السياسية، الاقتصادية، والنفسية، لخلق حالة من الضغط الشعبي ضد السلطة، ستبؤء بالفشل، كما سابقاتها، وفقاً لرأي مرجع عسكري وإستراتيجي. ويؤكد ما ورد آنفاً، لناحية الضغوط الأميركية على الدول الأوروبية والخليجية، لثنيها عن مساعدة لبنان. وهنا يجزم المرجع أن لا مناص للبنان، للخروج من أزمته الإقتصادية الحادة، إلا من خلال التوجه الى الشرق، وبوابته الوحيدة سورية، مادام الغرب مقفلاً .
وفي هذا الصدد، نقلت مصادر عليمة، كلاماً عن أحد نواب كتلة الوفاء للمقاومة قاله في زيارة إجتماعية، مفاده: "أن قرار الانفتاح نحو الشرق، إتخذ في شكلٍ نهائيٍ، خصوصاً في ضوء إمعان واشنطن في تشديد الحصار الاقتصادي والسياسي على لبنان وحكومته، جازماً أن لا عودة الى الوراء".
وفي سياق متصل، وبالانتقال الى ضبط الساحة الداخلية، وتجهزيها لمواكبة الإنفتاح اللبناني نحو الشرق، والتصدي للإرهاب الاقتصادي، التي تمارسه الولايات المتحدة على الشعب اللبناني، يكشف مرجع إسلامي، أن فريق المقاومة، بعث برسالة الى من يعنيهم الأمر في الخارج قبل الداخل، أنه لن يترك لبنان يسقط، وشعبه يجوع، مهما بلغت الإثمان، ولن يراعي الفريق المذكور أي خطوط حمر، هذه المرة.
ويختم المرجع بالقول :" من المؤكد والمحسوم أن الفريق الذي قدم آلاف الشهداء، لحماية لبنان، وعدم السماح بسقوطه في أيادي الإسرائيليين والتكفيريين، لن يسمح على الإطلاق في سقوطه تحت وطأة الضغوط الاقتصادية، وبأيادي هواة في السياسة، لم يذكر نجاح أي مراهنة لهم على الخارج، أثرت دراماتيكياً في قلب موازين القوى في الداخل اللبناني".