#المغرّد
كتبت "نداء الوطن" تقول: تبدو سلطة الأمر الواقع، التي عاندت الحراك الشعبي وحاولت جاهدة طمس معالم الثورة، في سباق محتدم مع الزمن لتسريع لحظة ولادة حكومتها "التكنوقراطية"، مستفيدةً من برودة الغرب في التعاطي مع "الانقلاب الناعم" الذي قامت به أكثرية 8 آذار النيابية في المؤسسة التنفيذية، لتجد الفرصة الدولية مؤاتية للهروب قدماً إلى الأمام نحو جادة التأليف على قاعدة "حاصر حصارك لا مفرّ"، بينما الرئيس المكلّف حسان دياب يبدو بدوره مستعجلاً تثبيت قدميه على أرضية السراي الكبير وعدم إضاعة فرصته التاريخية في الاستحواذ على عضوية نادي رؤساء الحكومات مهما بلغ ثمن التضحيات، التي لن يتوانى عن دفعها حتى ولو كانت من كيس رصيد طائفته النابذة لتكليفه وتأليفه.
ساعتان بالتمام والكمال استحوذها اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون بدياب في قصر بعبدا بعد ظهر أمس، الأمر الذي يؤشر بحسب مصادر دوائر القصر الجمهوري إلى كون الأمور أخذت طريقها نحو مرحلة "إسقاط السواد على البياض" في مرسوم التأليف. وأكدت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ الأجواء "أكثر من إيجابية، وهذه الإيجابية إنما تُقرأ من عنوان اللقاء زمنياً، لا سيما لجهة الدخول في كل التفاصيل والخيارات والاحتمالات"، كاشفةً أنّ عون ودياب "دخلا في تفاصيل موضوع الحقائب وتوزّعها ودمجها والأسماء المقترحة للتوزير، والتي لن يُسرّب منها أي اسم حتى اكتمال التشكيلة وصدور مرسومها".
وأوضحت المصادر أنّ "الخيار الذي ما زال متقدماً بقوة هو حكومة تكنوقراط من ثمانية عشر وزيراً، ولذلك دخل الرئيسان خلال اجتماع الساعتين في التفاصيل المعمّقة للتشكيلة المرتقبة، بحيث بات يمكن القول إنّ مرحلة العد العكسي لولادة الحكومة بدأت"، غير أن المصادر سرعان ما استدركت بالقول: "الاجتماع بين الرئيس المكلف والخليلين (علي حسن خليل وحسين الخليل) هذا المساء (مساء الأمس)، سيحسم عدداً من علامات الاستفهام المتصلة بأسماء الوزراء الشيعة التي اقترحها دياب، علماً أنّ "حزب الله" هو من أكثر المتحمسين لولادة سريعة للحكومة من دون الوقوف عند بعض التفاصيل، في حين أنّ الرئيس نبيه بري لا يزال يحتاط من إعطاء الضوء الأخضر حيال بعض الامور المتصلة بالأسماء".
في الغضون، كشفت معلومات ديبلوماسية عربية لـ"نداء الوطن" عن عدم وجود رضى عربي على عملية تسمية دياب وتكليفه تشكيل الحكومة، وهو ما ينسحب على "شكل التكليف ومضمونه"، باعتبار أنّ دياب يتم النظر إليه "كشخصية محسوبة على قوى 8 آذار قريبة من "حزب الله" ومن نظام الأسد، خصوصاً أنه ترددت معطيات تشير إلى أنه زار دمشق والتقى مسؤولين في النظام السوري".
وبحسب المعلومات الديبلوماسية العربية، فإنّ "دياب هو بمثابة واجهة لحكومة يُشكّلها " حزب الله " و جبران باسيل ، وما الكلام عن إشراك الحراك الشعبي سوى مسرحية يتم تقديمها للثوار وللعالم، بينما معالجة الملفات الخارجية والاستراتيجية ستعود في الحكومة إلى الحزب، ومعالجة الملفات الداخلية ستكون لباسيل اليد الطولى فيها".
هذا في المضمون، أما في الشكل فتتعاطى المعلومات الديبلوماسية العربية مع مسألة تسمية دياب وتكليفه على أنها "تمت من قبل قوى 8 آذار بشقيها الشيعي والماروني، مقابل تهميش مقصود للمباركة السنية، وسط تقارير موثوقة عن إعداد مسبق في قصر بعبدا للإطاحة بسعد الحريري الذي يمثل الأغلبية السنية، عبر التحضير لمواد دستورية كانت ترمي إلى تحقيق هذا الهدف في حال عدم تنحيه عن موقع رئاسة الحكومة".
وإذ لا تزال الدول العربية تتريث في إعلان موقفها الرسمي من الحكومة اللبنانية الجديدة، فمما لا شك فيه أنه لا وجود حتى الساعة لأي إشارة تشجّع على التعاون العربي مع حكومة دياب في حال تأليفها، سيّما وأنّ المعلومات الديبلوماسية تؤكد أنّ "الدول العربية كانت جاهزة لمساعدة لبنان اقتصادياً، غير أنه وبعدما تكشف من مسار مسيّس بالكامل لتشكيل الحكومة اللبنانية من طرف واحد، أصبحت المساعدة مستبعدة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي إذا بقيت الأمور على حالها، خصوصاً وأنّ الدول العربية تنظر إلى موقف دار الإفتاء، الذي لا يزال فاتراً لغاية اليوم، بشكل يؤكد أنّ الأمور ذهبت باتجاه تهميش المكوّن السنّي في منظومة الحكم اللبناني".
وطنية -