#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل يكون النائب السابق محمد الصفدي رئيسًا للحكومة العتيدة خلفًا للرئيس سعد الحريري الذي استقال تحت ضغط الشارع والأنتفاضة؟
وهل يكفي أن يتوافق تيار المستقبل والتيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله على تسميته ليكون "قُضي الأمر"؟
وماذا ستكون ردة فعل الانتفاضة الشعبية على هذه التسمية.
الطبقة السياسية تُعانِد... تتصرف كأنها ما قبل 17 تشرين الأول، ولا ترى شعبها المنتفض على هدرها وفسادها المتمادي على مدى ثلاثين عاماً وإفراغ خزينة الدولة قبل جيوبه.
وقد ترى الشعب كالطيور المهاجرة الى اماكن أخرى، ولم تُدرِك بعد ان زلزالًا سياسيًا حصل .
***
الوضع على درجة كبيرة من الغموض ومن التعقيد، وقد كشف عن المعطيات التالية:
ففي الوقت الذي كانت فيه الطبقة السياسية تُعلِن بالفم الملآن أنها على أهبة الإستعداد للتحاور مع الإنتفاضة حول مطالبها المحقة وحول تمثيلها في الحكومة الجديدة، تأكد أن هذا الإستعداد كان مناورة وكان مراوغة للتغطية على المفاوضات الحقيقية التي كانت تدور في أمكنة أخرى وكانت الإنتفاضة بعيدة أو مستبعدة عنها.
***
يبدو اننا دخلنا في المرحلة الثانية من انتفاضة الشعب المحقة لمطالبه المعيشية المتدهورة.
وللأسف الشديد والمؤلم والقاهر والحزين ان وكالات التصنيف العالمية كما تصنّف وضع البلد النقدي تصنّف قطاعه المصرفي.
***
فتقرير ستاندارد أند بورز يتحدث للمرة الأولى عن "إغلاق المصارف لفترة طويلة"...
هنا رئيس مجلس إدارة بنك الموارد الوزير السابق ذو العقل الاقتصادي النيّر الصديق مروان خير الدين اعتمد آلية الـdelivery ، فهو يعرف عملاءه جيدًا فرداً فرداً: فمَن يحتاج إلى مبلغٍ مالي لاستحقاق أو قسط أو ما شابه، يعمد إلى توفيره له من دون ضجة أو إحداث بلبلة: أطلب ما هو حقك يصلك حقك delivery الى منزلك.
فماذا يمنع الآخرين من المصارف العريقة لاعتماد هذه الآلية؟
على كل حال، هناك تدابير احترازية ستتخذها قوى الأمن الداخلي بإشراف وزيرة الداخلية ريا الحسن لجهة ضمان أمن المصارف والعاملين فيها، وذلك بعد اجتماع وفد من جمعية المصارف مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان .
بعد كل هذه الإجراءات، هل يعمد رئيس جمعية المصارف البروفسور سليم صفير إلى القيام بواجباته لئلا تقع المصارف "في عهدِهِ" تحت وطأة الانهيار؟ لا سمح الله.
***
الآن، فلنعد الى انتفاضة شعبنا الحضاري الأصيل والذكي...
في ظل هذه التحديات والمخاوف، ما هي الخطوات التي يجب ان يسلكها لتحقيق الطموحات التي يعمل من أجلها؟
الأساس، أيها الإخوة والأخوات والابناء، لا تضيّعوا الهدف بالتفاصيل الصغيرة!
وتحديداً، لا تضعوا انفسكم في الموقع الخطأ بين طريق مقفلة وطريق مفتوحة. وافتحوا الطرق لنا نحن الشعب كي نسهل أمورنا. وأذهبوا شامخين الى الساحات، فكلها لكم...
ونناشدكم من قلوبنا: إياكم والوقوع في فخ الصدام مع الجيش، الجيش هو نحن. ضباطه وأفراده وأركانه هم من نسيج هذا الشعب فلا تنزلقوا ولا تندفعوا الى مواجهة هامشية ربما يخطط لها البعض...
هذا الجيش، جيش الشرف والتضحية والوفاء، لم يتعاطَ منذ اليوم الأول مع شعبه المنتفض إلا بكل محبة واحترام وتقدير...
لا لذريعة خلق الصدامات بينكم وبين الجيش الأبي وبين الناس، تحت شعار "الشارع مقابل شارع".. وفي النهاية لا أحد يربح عندما يقع في تجربة الشارع...
17 تشرين الأول تاريخ انتفاضة كل الشعب اللبناني لاستعادة الأموال المنهوبة.
هو شعارنا الأول والأخير: أعيدوا الى الخزينة الفارغة ما نهبتموه وحولتموه منها على مدى سنوات وسنوات وخاصة منذ شهر.
لعلكم تكفِّرون عن بعض من ذنوبكم... ولعل شعب لبنان الأصيل يغفر لكم بعض الذنوب!