#الثائر
أطلق وزير البيئة فادي جريصاتي قبل ظهر اليوم في مؤتمر صحافي بمشاركة وزير الاقتصاد منصور بطيش ورئيس نقابة اصحاب السوبرماركت نبيل فهد، وفي حضور المدير العام لوزارة الاقتصاد عليا عباس وممثلي 17 سوبرماركت، الحملة الوطنية للحد من استعمال أكياس النايلون.
إستهل الوزير جريصاتي المؤتمر بشكر وزير الاقتصاد على حضوره وعلى "الشراكة التي بدأت اليوم مع وزارة الاقتصاد"، متمنيا "تعزيزها وتمتينها"، ورحب بحضور اصحاب السوبرماركت.
وقال: "أعتبر هذا النهار تاريخيا لأن لبنان ينضم الى 130 دولة في العالم تقوم بحملة ضد البلاستيك، وهذا يجعلنا نفتخر بهذا القرار الذي إتخذناه سويا ولم يفرض على أحد حيث كان لدى السوبرماركات الوعي البيئي والاجتماعي والشعور بالمسؤولية، وكان اصحاب السوبرماركت متعاونين والدليل أنه لغاية الآن ليس لدينا قانون يفرض ضريبة على البلاستيك وهذا معيب برأيي لنا كلبنانيين، ووزارة الاقتصاد حاولت وما زالت تحاول. ونحن وضعنا اضافة الى البلاستيك 99 منتجا ورفعنا الموضوع الى مجلس الوزراء ولكن لغاية الآن لم يتم البت بالامر، على أمل البت بالموضوع قريبا للذهاب به الى مجلس النواب كي يتحمل النواب مسؤولياتهم البيئية والكلفة على الشعب اللبناني".
أضاف وزير البيئة: "إعتبارا من تاريخ 15 تشرين الاول لن يبقى كيس النايلون مجانا بل سيصبح ب 100 ليرة. ربما سيتساءل الكثير من الناس اذا كان هذا الامر "وقته" أم لا؟ وأنا بدوري أتساءل ما هو الذي الآن "وقته" في لبنان؟ وربما لو سأل كل واحد منا وكل صاحب سوبرماركت اذا الآن "وقتها" لما كان قام بأي استثمار لأن لدينا مئة سبب لنقوم بخطوة الى الوراء مقابل خطوة الى الامام".
وتابع: "إن المطامر في لبنان ندفع ثمنها معا، وكلفتها البيئية باتت مرتفعة ومعروفة للعالم، ولبنان لديه اليوم أكثر من 280 الف طن بلاستيك. واذا فكرنا أن كلفة الطن في لبنان هي على الاقل 125 دولار تعرفون كم تكلفنا كميات البلاستيك التي ترمى. وعندما نتكلم عن أعلى نسبة استهلاك بلاستيك في العالم قياسا لعدد المواطنين يكون ذلك معيبا علينا كلبنانيين ألا نقوم بشيء وألا نتفادى ذلك. وما نقدمه اليوم هو كيس بديل يستعمل عدة مرات خلافا للكيس الذي يستخدم مرة واحدة ويرمى ويترك ضررا كبيرا.
مطامرنا لا تعيش كثيرا لأن المبدأ الاول في النفايات هو تخفيف الكميات في الهرم العالمي للبيئة، ولذلك لا يمكن لنا أن نتراجع والمسؤولية الاولى هي على المواطنين الذين سيواكبوننا. ونحن نتكل على المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمواطن اللبناني الذي يريد تغيير سلوكه. هناك أناس ستتذمر وتعترض بالتأكيد وهناك أناس ستنسى اصطحاب الكيس معها. فما نطلبه ليس سهلا لجهة تغيير عاداتنا التي مضى عليها 50 سنة، ولكن اوروبا غيرت وأميركا غيرت وكل العالم غير ولم تعد هناك بلدان في العالم يعطى فيها كيس النايلون كما يعطى في لبنان. كل ما نطلبه هو استعمال الكيس البديل وهو ليس غالي الثمن فهناك كيس ب 500 ليرة وكيس ب 750 والف والف خمسمئة حسب الحجم واستمراريته. وهذه ليست ضريبة ويمكن للناس إصطحاب الكيس معها وعدم دفع أي ليرة وأكثر من ذلك هناك أكياس ستقدم مجانا وهناك سوبرماركات بدأت تقديم الاكياس.المسألة تتطلب ارادة وتغيير عادات وهي تؤمن وفرا على جيوبنا. ومن يجد الكيس ب 100 ليرة غاليا ستظهر له الارقام كم كلفة مطامرنا مرتفعة وكم كلفة معالجتها، فما ندفعه اليوم هو أرخص بكثير، ولا نطلب من أحد دفع ثمن الكيس، فلدى شراء الخضار سيبقى مجانا والكيس الذي يستعمل على البرادات سيبقى مجانا لأن لا بديل له لليوم، وعندما نجد البديل سننتقل الى البديل".
وختم: "آمل من شبيبة "السوشال ميديا" (وسائل التواصل الاجتماعي) الهدوء حتى ننطلق، واذا أرادوا القيام بشيء فليكونوا ايجابيين. كذلك المجتمع المدني والخبراء البيئيون الذين طالبونا مرارا بتخفيف انتاج النفايات، والآن دورهم للنزول بسواعدهم من اجل تخفيف الكميات ومحاربة البلاستيك، والامر يتطلب تعاون الجميع. أما موضوع الدكاكين و"الميني ماركت"، فعقدنا اجتماعا معهم وكانوا متعاونين وسنقوم بحملة أخرى مع المؤسسات الصغيرة. ما نقوم به هو شراكة مع وزارة الاقتصاد وهو شراكة مع الشعب اللبناني ومع بيئته لأن المطامر ومعالجة النفايات نحن ندفع ثمنها عجز خزينة واستدانة سندات وبكلفة 400 مليار ليرة سنويا. واذا لم نقم بشيء لتغيير عاداتنا فلنوقف التذمر حول لماذا لدينا أزمة نفايات لا تنتهي".
وزير الاقتصاد
ثم كانت كلمة وزير الاقتصاد الذي قال: "من أتى اليوم مفترضا أن لقاءنا يتمحور فقط حول استبدال أكياس النايلون بأكياس متعددة الإستعمالات، أخطأ بالعنوان. فنحن نلتقي حول تكريس ثقافة جديدة. نجتمع حول خيار وطني ومسؤولية إنسانية. ليس في الكلام مبالغة أو تضخيما، فهذه قصة لقائنا اليوم.أما استبدال أكياس النايلون بأخرى متعددة الاستعمالات فهي كحفر الصخر بقطرة ماء، وسنحفره. فنحن الأمينون والمؤتمنون على غد أبنائنا، مسؤولون عن الحفاظ على حياتهم. والحياة لا تزهر إلا في بيئة صحية وسليمة. وعليه، فمسؤوليتنا كبيرة. وهل أثمن من أن نكون مسؤولين عن الحياة؟ ولأن البيئة كل متكامل، فإن استبدال أكياس النايلون بأخرى متعددة الاستعمالات في المحلات الكبرى والسوبرماركت خطوة تترجم التزامنا السير نحو أسلوب حياة أكثر صداقة للبيئة".
أضاف: "من هذا المنطلق بادرت وزارة الاقتصاد والتجارة الى رفع مشروع قانون الى الامانة العامة لمجلس الوزراء لتخفيض استهلاك الاكياس من مادة البلاستيك. استندنا في ذلك الى التزام لبنان باتفاقية باريس للمناخ وبخطة التنمية المستدامة 2030 التي اقرتها الامم المتحدة والتي تحتم اتخاذ اجراءات للحد من التلوث البيئي ذات التكلفة الاقتصادية المرتفعة. لقد قامت 153 دولة في العالم بفرض ضرائب على استهلاك أكياس البلاستيك أو حظرها لضررها وخطورتها الكبيرة وعدم إمكانية تدويرها أو تحللها بسرعة، اضافة الى تلويثها للمياه والهواء اذا تعرضت للشمس او تم إحراقها. وقد أظهرت الدراسة التي اجرتها الهيئة الوطنية للبيئة والانماء منذ نحو سنتين أن استهلاك الفرد اللبناني في المدن لأكياس البلاستيك يتراوح بين 330 و360 كيسا في السنة. وهو رقم مرتفع جدا. لذا، فإن وزارة الاقتصاد والتجارة المنفتحة على التعاون مع كل الوزارات وفي طليعتها وزارة البيئة، الوزارة القريبة في الجغرافيا والسياسة، تثمن هذه المبادرة وتضع إمكانياتها في خدمتها. وسيشجع مراقبوها الذين يجولون على السوبرماركت والمحلات، على استخدام الأكياس الصديقة للبيئة. فعملنا ليس فقط رقابة وعقابا ومحاضر ضبط؛ إنما هو أيضا توجيه وإرشاد وتحقيق الصالح العام. وعلى هذا اجتمعنا اليوم".
فهد
وختاما، كانت كلمة نقيب اصحاب السوبرماركت جاء فيها: "إننا كنقابة سوبرماركت ننوه بنشاط الوزير جريصاتي وهذا العدد الكبير من السوبرماركت الموجود هنا هو لتأكيد دعمنا لخطة الوزير جريصاتي لمعالجة مشكلة أكياس النايلون. ونحن نؤيد هذه الخطوات التي تخفف من ضرر أكياس النايلون في المطامر وسنعمل على توعية المستهلك وحثه على عدم استعمال هذه الاكياس والاستعاضة عنها بالاكياس الممكن اعادة استعمالها. نحن نعتمد على وزارة البيئة ووزارة الاقتصاد لكي يتم التطبيق في المحلات ولا تنحرف الخطة عن مسارها الصحيح".
أضاف: "نحن كقطاع سوبرماركت من أكثر المدركين للاخطار البيئية وكنا السباقين بالقيام بإجراءات محافظة على البيئة كإعادة تدوير الكرتون والورق وقناني البلاستيك. ونحن كوننا على تماس مباشر مع المواطنين نأمل أن نستطيع التأثير على أنماط شرائهم واستهلاكهم بشكل يحمي البيئة ويزيد الوعي للخطر الذي ينتج عن سوء الاستعمال".
يذكر أن السوبرماركت التي تعاونت في الحملة الوطنية عددها 17 وهي: فهد، شوبرز، شاركوتييه، سبينس، بساط، جبيل، ميترو، الساحة، ستوريوم، بشارة، سوبر ماركو، عاملية، رمال، غزالة، جنوب كوب صور، غولدن ستار، وكارفور.
نفايات الشمال
وكان وزير البيئة ترأس صباحا اجتماعا للبحث في الحلول لأزمة نفايات الشمال، شارك فيه محافظ الشمال رمزي نهرا، قائمقام زغرتا إيمان الرافعي، قائمقام بشري ربى الشفشق، قائمقام الكورة كاترين الكفوري، رئيس اتحاد بلديات زغرتا زعني مخايل خير، رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس اتحاد بلديات جرد الضنية غازي عواد، رئيس بلدية عزقي خضر الشرقاوي، رئيس بلدية عيمار الضنية نايف يوسف حبيب، مستشار محافظ الشمال باخوس إجبع ومستشار وزير البيئة شاكر نون ورئيسة الدائرة الاقليمية للشمال في وزارة البيئة زينة يعقوب.
وأكد المجتمعون على توحيد الرؤية مع وزارة البيئة والمحافظ والبلديات لرفعها الى مجلس الوزراء، وتداولوا في خطوات وزارة البيئة للتخفيف من انتاج النفايات والفرز من المصدر واستكمال المعامل الجديدة.