#الثائر
لم يقل رئيس مجلس النواب نبيه بري كلاما غير عادي بالأمس، وإنما أعاد التذكير بما ينتظر لبنان من أخطار داهمة، حين قال "لبنان في عين العاصفة"، ولم يرد أن يخيف اللبنانيين لا بل حثهم على التنبه والحذر، وهو بالتأكيد يقصد سائر القوى السياسية لا المواطنين المغلوب على أمرهم، منتقدا لامبالاة بعض أهل السلطة، فيما نجد بينهم من يمارس السياسة كنوع من الترف، غير آبه بما قد يستجد من خاصرة الاقتصاد تحديدا، وسط الحديث عن استحقاقات قد تكون مقدمة لسيناريو مالي خطير.
ما لم يتطرق إليه الرئيس بري وإن كان عارفا بتفاصيل ومعطيات أكبر، تمثل في قرار لــ وكالة "ستاندر أند بورز" المتوقع أن تصدره قريبا تتناول فيه احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية وكيفية احتسابها والآليات التي تحكم وظيفتها والنتائج المترتبة عن ضعفها وقوّتها، وما يستدعي القلق ما خلصت إليه "ستاندر أند بورز" هو أن الاحتياطات تسجّل عجزاً بقيمة 6 مليارات دولار، وهي قاصرة عن تغطية 70 بالمئة من حاجات لبنان التمويلية بالعملات الأجنبية في السنوات الثلاث المقبلة، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية اليوم.
لكن بعيدا من هذه الهواجس ومدى صحة المعلومات المتداولة، صوب رئيس مجلس مجلس النواب على ما هو إيجابي بعدما أشار إلى أن ثمة حربا حقيقية تمارس ضد لبنان وضد كل اللبنانيين، فأكد على اهمية النتائج التي تمخضت عن "لقاء بعبدا"، مستدركا بأن العبرة دائماً وأبداً تبقى في التنفيذ وانه في إمكان لبنان الخروج من حالة الضغوط هذه فيما لو تم تطبيق ما تم الإتفاق عليه في القصر الجمهوري، خصوصاً الـ 22 بنداً التي حظيت بموافقة الجميع من دون إستثناء.
وتوازيا، جاء موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليضفي بعضا أو كثيرا من الأمل في تأكيده أن لبنان سيخرج من الأزمة الاقتصادية الراهنة التي نتجت عن تراكمات امتدت ثلاثين سنة من بين اسبابها الاساسية اعتماد سياسة الاقتصاد الريعي.
ولم يأتِ كلام الرئيس عون مغاليا، إذ شدد على أن من بين الاجراءات التي ستتخذ لمعالجة الوضع جذريا، الحد من التضخم الوظيفي ومن المساعدات غير المنتجة وسلفات الخزينة غير المبررة وغيرها، مشيرا الى ان العمل قائم لخفض العجز في فاتورة الطاقة، ولبدء التنقيب عن النفط والغاز في أواخر السنة الجارية. وطمأن اللبنانيين بالقول: "لم نعتد الانهزام امام اي صعوبة. ولن ننهزم اليوم".
لا شك أن ثمة مخاطر وصعوبات، ولا شك أيضا أن لبنان قادر على المواجهة والصمود، شريطة أن نرتقي إلى هواجس الرئيس بري ونبحر في تفاؤل الرئيس عون؟!