#الثائر
كتبت صحيفة "النهار " تقول : على رغم الايجابيات التي طبعت زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، فان البيانات التي تلت الزيارة لم تفصح عن "مفاجأة جيوسياسية" كان توقعها السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين في حديث إلى وكالة "المركزية". وفي حين رفض زاسبكين الافصاح عن تفاصيل "المفاجأة"، لمّحت مصادر في "التيار الوطني الحر" الى "اتّفاق عسكري ما قد يخرج به الاجتماع"، غير ان قريبين من وزير الخارجية جبران باسيل لم يستبعدوا ان يتمكّن الوفد اللبناني برئاسة الرئيس عون من انتزاع انجاز اقتصادي بالاستناد الى علاقة الصداقة الجيدة بين باسيل ونظيره الروسي سيرغي لافروف".
وأفادت المعلومات التي عممتها مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس عون، أن أبرز نتائج محادثاته مع الرئيس الروسي تمثلت في الاتفاق على تفعيل العمل اللبناني - الروسي - السوري المشترك لتسهيل عودة النازحين السوريين من لبنان الى سوريا وان خطوات ملموسة عدة ستبرز في المرحلة المقبلة. وأدرجت المصادر ضمن هذا الإطار التعميم الذي أصدرته أمس تحديداً وزارة الداخلية السورية تزامنا مع الزيارة، وطلبت فيه من قادة الوحدات العسكرية والأمنية السورية على الحدود معاملة النازحين العائدين الى سوريا بالحسنى بعدما كانت تطلب من الوحدات إحالة النازحين على الأجهزة الامنية.
وأعرب الرئيسان عون وبوتين عن تأييدهما للجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجّرين داخلياً، معتبرين أن حلّ هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال اعادة الاعمار بعد الصراع. كما دَعَوا المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية.
وفي هذا الاطار، قالت مصادر سياسية متابعة لـ"النهار" ان موسكو تحبذ قيام الوزير باسيل بزيارة رسمية لدمشق للقاء الرئيس بشار الاسد ونظيره السوري وليد المعلم والاتفاق على خطوات عملية في ملف اعادة النازحين بالرعاية الروسية. لكن العقبات أمام العودة ليست سياسية فحسب، ذلك ان موسكو القادرة على تقديم الضمانات السياسية لا تملك، ومعها الدولة السورية، الامكانات المالية لاعادة الاعمار قبل العودة، في ظل امتناع المجتمع الدولي عن المساهمة في هذه العملية، وهذا ما يحيط الزيارة "المرغوب فيها" بكثير من الشكوك حول نتائجها، بل انها قد تولد ارتدادات عكسية على صعيد علاقات لبنان الخارجية في ظروف اقتصادية ومالية مأزومة لا يمكن لبنان مواجهتها وحيداً، على رغم تصريح الرئيس عون عن جهوزية لبنانية لمقاومة اقتصادية لم تتضح اسبابه الحقيقية.
والى أزمة النزوح، حضر التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية بين لبنان وروسيا في برنامج الزيارة الروسية، من خلال اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية والوفد المرافق له مع رجال أعمال روس، خصوصاً ان موسكو باتت شريكاً أساسياً في التنقيب عن النفط والغاز في لبنان وهي وقّعت عبر شركة "روسنفط" في كانون الثاني الفائت عقد تشغيل وخدمة من أجل تأجير سعة تخزينية في منشآت النفط في طرابلس.
وسجلت أوساط متابعة عدم لقاء الوفد اللبناني بطريرك موسكو وكل الروسيا كيريل.