#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
... وفي نهاية المطاف، ماذا يريد المواطن العادي أكثر من تأمين الدواء والإستشفاء، والقسط المدرسي والقرض السكني وتنشق هواء نظيف؟
هل هذا كثير أن يطلبه المواطن من دولته؟
بالتأكيد ليس كثيرًا لأنه من أساسيات العيش، لكنه في لبنان يكاد أن يصبح من الكماليات سواء أكان دواءً أم استشفاءً أم قرضاً سكنياً أم قسطاً مدرسيًا.
***
على مستوى السكن فإن الوضع ليس في أحسن احواله، الحركة العقارية في تراجع مضطرد، ومن عوامل هذا التراجع الأوضاع الاقتصادية الصعبة للناس والتصاريح المُبهمة والمتناقضة من قبل السياسيين بخصوص دعم الفوائد على القروض السكنية، الأمر الذي أدّى إلى دفع الذين ينوون الشراء إلى التروي واتباع سياسة الانتظار والترقب إلى حين جلاء الأمور، والأهم من كل ذلك إلى حين توافر الأموال.
وفي غياب جلسات مجلس الوزراء فإن المواطنين المهتمين بالقروض السكنية ينتظرون من الحكومة سياسة إسكانية واضحة وشاملة من أجل تحفيز الطلب على جميع فئات الوحدات السكنية في لبنان وخصوصاً لذوي الدخل المحدود، وهذا ما ليس متوافرًا حتى الآن.
***
والمواطن الذي يعاني من صعوبة القرض الإسكاني، بدأ يعاني من فقدان بعض الادوية من الصيدليات، صحيح ان هذا الأمر هو على نطاق ضيق ولم يخرج بعد كثيرًا إلى العلن، لكن حقيقة الأمر ان بعض الأدوية التي تُفقد من الأسواق يتم استبدالها بأدوية أخرى يتم استيرادها من غير المصانع والدول التي كانت أصلًا الدول والمصانع التي يتم الاستيراد منها.
هذا ما يعزز ظاهرة "الدواء مفقود وهناك دواء شبيه له"، فهل هذه هي نتيجة سياسة خفض الأسعار بطريقة غير مدروسة؟
ومن علامات هذه الأزمة أن بعض الشركات العالمية بدأت تدرس إقفال مكاتبها في بيروت، ومن الأسباب لهذا القرار انها تعتبر ان لبنان لم يعد سوقًا مجدية بسبب الادوية المهربة وبسبب اعتماد أدوية أقل جودة.
فهل وصل الأمر الى حد التلاعب بصحة المريض والادوية والاستشفاء؟
***
ومن السكن والدواء إلى الأقساط المدرسية والجامعية... أثرنا الموضوع، والمسألة بدأت تتفاعل أكثر من أي وقت مضى: الجامعات لا تتراجع لكنها تعلل، ومن وجهة نظرها تعتبر ان سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار الاميركي قد لا يكون ثابتًا، فكيف "تخاطر" وتقبض القسط بالليرة اللبنانية؟ أن قيمة الأقساط وبقية المصاريف يمكن أن تتضاعف في حال تعرُّض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي لأي تدهور.
***
هكذا قبل السياسة والشؤون الاستراتيجية وأولويات السياسيين وطموحاتهم، فإن الناس يتوجهون إليهم بالقول:
"لكم أولوياتُكم ولنا أولوياتُنا".
"اولوياتُكم سياسية وطموحات مناصب... أولويات الناس طبابة واستشفاء ومدارس وجامعات وسكن...".