#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
مع استمرار التعطيل وبقاء مصير الحكومة مشرعا على المزيد من الترقب والانتظار، شهرا إضافيا أو ربما أكثر، لا بد من قراءة سريعة ومتأنية في آن، نُــجْــمِلُ فيها أهم القضايا المشتبكة، لعل الحديث يفيد والملاحظة تنفع، فالعقدة الماثلة الآن تمثل "لغما" لا يمكن لأحد أن يتحمل تبعات انفجاره، فالظروف دقيقة والمآل خطير في ما لو انحرفت الأمور في غير مسار وإلى أبعد مما تحتمل الساحة المحلية، خصوصا من خاصرة الصراع السني – الشيعي في المنطقة، ولبنان جزء من هذا الصراع المتخفي بلبوس سياسية، لكنه حاضر في النفوس بأبعد وأخطر مما نتصور.
نقول هذا الكلام لأن ثمة مكوِّنين أساسيين في لبنان لا يمكن القفز فوق هواجسهما، فلا الشيعة مطمئنون لما يحاك من مؤامرات في المنطقة، ولا السّنة كذلك، فمل العمل؟ وكيف يمكن الخروج من أزمة تبعد عن لبنان انقساما بدأ يتمظهر علانية في ما نشهد من حراك سياسي ومواقف بدأت تزيد الأمور تعقيدا؟ وهل المطلوب تحميل لبنان ما لا قدرة له على احتماله؟
إن النقد وطرح بعض الهواجس، لا يعني أننا نتقصد الوقوف إلى جانب فريق دون آخر، فنحن كإعلام مراقب ومحايد على مسافة واحدة من الطائفتين السنية والشيعية الكريمتين، لكن ثم كلاما في السياسة لا بد وأن يقال، ومن باب الحرص، كي لا يكبر خوفنا من الوصول إلى المزيد من الإنقسام والتشرذم، وما يواجه لبنان من استحقاقات مصيرية تبدأ بواقعه الاقتصادي ولا تنتهي به، يتطلب حدا أدنى من التكاتف والتضامن، وإن اقتضى الأمر التضحية.
لقد أخطأ " حزب الله " في رفع سقف مطالبه "السنيَّة"، ولم نر توصيفا آخر لما آلت إليه التطورات الحكومية الأخيرة، وللأسف، هكذا تقاس الأمور في لبنان كأن يقال "مطالب (حزب الله) السنية"، والخطأ هنا لامس خصوصية مكون أساس يمثل فريقا هو جزء من المعادلة السياسية الداخلية، فضلا عن أن دار الفتوى التي زارها بالأمس النواب السنة من فريق 8 آذار لم يلقوا، وفق ما أشارت معلومات لموقعنا "الثائر" دعما، لا بل عبرت الدار عن عتب في تأخر هؤلاء إلى زيارة مرجعيتهم الروحية، وهذا ما يعني أن ما طرحناه من هواجس لم يأت من فراغ.
وبحسب مصادر "المستقبل"، فالرئيس الحريري انجز مهمته في تدوير الزوايا، وعلى الآخرين أن يوقفوا تدوير العقد.