#الثائر
ما قالته وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني في معرض ردها على النائبة بولا يعقوبيان حول الإلتزام "بـ 12 بالمئة طاقة متجددة خلال العام 2020 وسنحقق ذلك"، ووضع خطة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA "للوصول إلى 30 بالمئة طاقة متجددة عام 2030"، أشاع في النفس بعضا من ارتياح، فوزارة تلحظ دعم الطاقة المتجددة فهي بالتأكيد تستحق التقدير والثناء، لكن الوصول إلى هذه الأرقام الطموحة دونه عثرات كبيرة، ولا نشكك بنوايا الوزيرة بستاني، لكن واقع الحال لا يشي بما يطمئن، وما نشهده في موضوع الطاقة المتجددة يأتي بعيدا من النسب الملتزم بها.
نعلم مدى الجهود التي تبذلها وزيرة الطاقة وفريق عملها، ولا نأتي بجديد في هذا المجال، وبالفعل فقد شهدنا حيوية بدت واضحة في خطة عمل الوزارة وتوجهاتها العامة، وإن كانت ثمة تحفظات حول بعض الأمور (توتر المنصورية والسدود)، ومن هنا، وبحسب تقرير "غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الصادر مؤخرا، فإن وزارة الطاقة مدعوة لاتخاذ القرار الصائب والشجاع بإستبدال بعض محطات الطاقة الحرارية المخطط لها بالطاقة المتجددة من أجل تحقيق الهدف الطموح المتمثل بـ 30 بالمئة من الطاقة المتجددة بحلول العام 2030.
كما أظهرت دراسات "غرينبيس" أن المشروع الوزاري لا يتماشى مع التزام البلاد بتخصيص 30 بالمئة من الطاقة المتجددة بحلول العام 2030 (استهلاك الكهرباء)، رغم أنها ذكرت هذا الالتزام في خطتها، ولم تفتئت "غرينبيس" على وزارة الطاقة، لا بل أكدت أن لديها الجرأة لاستبدال بعض القدرة المركبة للطاقة التقليدية بطاقة متجددة، لأنه إذا ظلت الخطة الحالية كما هي، فمن الصعب الوصول إلى الــ 30 بالمئة.
لسنا معنيين بالسجال بين بستاني ويعقوبيان، لكن الوصول إلى إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة لم يعد نوعا من الترف، فلبنان قدم التزاماته في مجال خفض الانبعاثات، فضلا عن أن أي توجه في موضوع الطاقة المتجددة وغيرها يفترض وجود آلية واضحة لتحقيقه، وتنويه "غرينبيس" بوزارة الطاقة تضمن أيضا ملاحظة تقول بأن "المطلوب أكثر"، وما يثير المخاوف أنه في ظل تعثر الدولة تكبر الهواجس وتبتعد الآمال والخوف أن تتبدد، فيما يسبقنا العالم اللاهث نحو تحقيق التحول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة البديلة، وثمة دول أمنت اكتفاء ذاتيا يفيض أحيانا عن حاجتها.
وفي لبنان علينا المضي بثبات نحو تكريس هذا التحول، وهذا ما يفترض أولا تبني السياسة المتجددة والرؤى والأهداف المتشددة، وكل ذلك هو السبيل لتطوير قدراتنا من أجل طاقة متجددة!