#الثائر
" – أنور عقل ضو
قال الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله كلاما خطيرا ليل أمس من على شاشة "المنار"، ولا سيما في الموضوعين الإقليمي والدولي عموما وأزمة الخليج خصوصا، فضلا عن الصراع مع إسرائيل، لكن ما استوقفنا، وبكوننا متابعين للشأن البيئي، ما أشار إليه نصر الله حول ما هو على صلة بملف بلدة عين دارة في قضاء عاليه، وتحديدا موضوع "مصنع إسمنت الأرز"، إذ أكد نصر الله أن رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط كان قد اتصل بالسيد بيار فتوش ليدخل شريكا في المعمل، إلا أن الأخير رفض، فكان أن بحث جنبلاط الأمر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على قاعدة الشراكة في المعمل إياه، الأمر الذي لم يتحقق.
بالتأكيد كلام نصر الله يستند إلى بينات وقرائن، وقد عرض أسماء وذكر معطيات وتفاصيل كثيرة، وصولا إلى تمسك جنبلاط بوزارة الصناعة قبيل تشكيل الحكومة، الأمر الذي بدا واضحا أن المقصود منه الالتفاف على الترخيص الذي منحه وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن وإلغائه، وهذا ما حصل لاحقا، لا بل أكد نصر الله أنه لو كنا نعلم لماذا التمسك بوزارة الصناعة لما كنا أعطيناه إياها، أي لجنبلاط.
إذا كان رفض جنبلاط لمعمل الإسمنت في أعالي ضهر البيدر من خلفية بيئية ومن أجل الحفاظ على محمية الشوف الواقعة على تخوم منطقة عين دارة وضهر البيدر، فما قاله نصر الله يفترض ردا وتوضيحا من جنبلاط تحديدا كونه المعني الأول، وإذا كان ما قاله نصر الله صحيحا (لا نشكك بكلام نصر الله)، فذلك يؤكد أن ما نعيشه يدنو ليكون فضيحة موصوفة، لسنا مع جنبلاط ولا نصر الله في موضوع المصنع المذكور، نحن مع بيئة لبنان فهي الباقية (إن بقيت) والكل راحلون، وحدها الأرض تبقى، ولكن نريدها مرتعا للخير والبركة والجمال لا لطحن الصخور والتلويث والموت، أما الأشخاص فيتبدلون، تذهب وجوه وتأتي وجوه جديدة.
صادمة كلمات السيد نصر الله في هذا الموضوع، ولا نملك أن نقول سوى بضع كلمات: كان الله في عون أهالي بلدة عين دارة ، إذ يبدو أنهم باقون وحدهم في صراعهم مع كل الطامحين إلى استباحة بيئة لبنان والقضاء على ما بقي منها، ترابا وهواء وسماء ملبدة بأسئلة لا يجيب عنها إلا المال!