#الثائر
خرج الفنان والممثل زياد عيتاني عن صمته اليوم، وعرض وقائع لو حصلت في أي دولة في العالم لتسببت بإقالة وزراء وقضاة وشخصيات سياسية وأمنية، وساق تفاصيل حيال "فبركة" تهمة عمالة لإسرائيل، لعدو هو مصدر تهديد دائم لاستقرار لبنان وأمنه، لعدو ما زال يحتل أرضا لبنانية، لعدو ينتهك كل يوم سماءنا وعينه على ثرواتنا، تهمة عقوبتها تصل إلى الإعدام والأشغال الشاقة، ومسوغ تلفيقها ترقية وتعليق نجمة على كتف مسؤول، وكأننا نعيش في زمن حكم الضباط الأحرار في جمهورية مصر العربية، يوم كان يُزج بالمفكرين والمثقفين في السجون طلبا لترقية أيضا.
هذا بعض القضاء الذي يتسلح به من يصادرون الدولة، ولا بد من مقاربة تؤكد كل هذا المدى الفضائحي لنتيقن أن من أجاز وسهل استحصال رخصة لمصنع إسمنت على مطلات القرى والبلدات لا يتوانى عن "تركيب" فضيحة بحق فنان وإنسان، والكارثة أن من يطالبون بمكافحة الفساد بينهم من يستغل الموقع للضغط على القضاء وتشويه السلطة الثالثة، والأنكى أن ثمة من ضغط ليكون المرتكب حرا طليقا، وكأن لا قيمة في هذا البلد لسمعة الناس وكرامة المواطن.
لم نعد نملك كلبنانيين إلا كراماتنا، ويريدون مصادرتها، يريدوننا أن نتحمل كل تبعات السرقة وما جنوا من أموال سحبت من جيوبنا، يريدوننا قطعانا تصفق وتساق إلى مسالخ مصالحهم، يريدوننا مطأطئي الرؤوس نستجدي حقوقنا من زعيم ونلثم يديه على كرمه الحاتمي، يريدوننا مرميين على أبواب المستشفيات نموت من أزمة قلبية وجلطة دماغية إن لم نرهن بيوتنا المرهونة أساسا لمصارف ممنوع المس به، يريدوننا رعايا غرباء في وطن لا يعيش فيه إلا من يصغرون الأكتاف ويتذللون طلبا لخدمة وحفنة من مال.
يريدوننا مجردين من حقوق، فقط علينا واجبات والويل لمن يتخلف، يريدوننا طوائف ومذاهب متناحرة ويمنعون لقاءنا في حاضرة وطن ودولة، يريدوننا مشرذمين ليسهل الانقضاض علينا، يريدوننا مهاجرين في بلاد الله الواسعة لنرفد الاقتصاد بجنى التعب والعمر، يريدوننا أذلاء طيعين نهتف بالدم والروح ونقدم أبناءنا قرابين في بازار خلافاتهم، يريدوننا مجرد أصوات نمحضهم الثقة ليمعنوا أكثر في إفقارنا.
حسنا فعل زياد عيتاني، حين أعلن اليوم العصيان المدني الفردي على الدولة، وعدم الالتزام بضرائبها ولا بحضور ضابطتها العدلية او المثول في اي جنحة او شبهة او جرم، ولا بأي مسألة قبل البدء بتحريك دعواه، والكشف عن قرار التمييز المجهول المصير بمحاكمة سوزان الحاج وايلي غبش، واعادتهما الى قوس المحكمة، وقال: "من قام بتلفيق تهمة العمالة لي، يجب أن يحاسب كمن خدم العدو مجانا".
وتبقى القضية فبركة تهمة لتعليق نجمة!