#الثائر
رعى وزير البيئة فادي جريصاتي ، حفل تكريم الدكتورة نجاة عون صليبا ، على مسرح قاعة المحاضرات في مدرسة القلبين الأقدسين في الدامور، بدعوة من النائب ماريو عون ، لمناسبة حيازتها على جائزة النسخة 21 لبرنامج لوريال- اليونسكو من أجل المرأة في العلم، وحضره الى جريصاتي والنائب عون، النائب بلال عبد الله، رئيس بلدية المشرف زاهر عون، نائب رئيس بلدية الدامور طوني نصر، رئيسة المدرسة الأخت راغدة الأسمر، كاهن الدامور اميل الرامي، طوني الزغبي ممثلا المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران وشخصيات.
بعد النشيد الوطني، وتقديم من الدكتورة رندة عون، ثم عرض شريط مصور عن الدكتورة عون صليبا وتسلمها الجائزة، ثم عقدت حلقة نقاش مع الحضور، وتحدثت فيها صليبا فتناولت محاورالمياه والنفايات والبحر والشاطئ، وأكدت "ان تكريمها في الدامور هو من أهم حفلات التكريم لها"، ثم توقفت عند واقع المياه في الدامور، وأشارت الى "وجود مشكلة كبيرة في المياه في الدامور، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في المياه وتسرب مياه الصرف الصحي الى المياه الجوفية وشبكات مياه الشرب"، مشيرة الى "وجود دراسات منذ سنوات تحذر من هذه المشكلة"، لافتة الى "ان هذه المشكلة تعاني منها جميع المناطق الساحلية".
وأكدت "اهمية وضرورة عدم البناء والإعمار بالقرب من الينابيع لعدم اختلاطها بمياه الصرف الصحي"، داعية الى "ضرورة الوعي في عدم الإسراف بالمياه وكيفية استخدامها نتيجة شح المياه"، مشددة على "ضرورة ايجاد المعالجات لهذه المشكلة"، ومشيرة الى "وجود حلول بدائية وحلول على نطاق البلديات والوطن"، ومشددة على "ضرورة التأقلم مع الأوضاع التي بتنا نعيشها".
وتطرقت الى موضوع النفايات، فأكدت "ضرورة ايجاد حل متكامل لهذه المشكلة، عبر خطة واضحة".
عبد الله
من جهته تحدث النائب عبد الله، فشكر النائب عون " لإتاحته الفرصة ليكون بين اهله في الدامور، وتكريم علما من اعلام الشوف والوطن وليس الدامور فقط"، وأثنى على دورها وجهودها، وقال: "أعتقد ان هذا اللقاء بوجود الوزير جريصاتي، هذا الوزير الذي نشهد له الديناميكية والنشاط والكفاءة والاصرار على ايجاد حل جذري للأزمات البيئية، وقد يكون في طليعتها النفايات والمقالع وغيرها، وهي مناسبة لنشد على اياديك ونقول لك ان الوطن ليس بحاجة الى تنظيف بيئته السياسية من كل مؤثرات المرحلة السابقة، وقد شهدت عيني الدكتورة تدمع وهي تتذكر ما حل بسهل الدامور في الأزمة السابقة، نأمل ان لا تتكرر هذه الأيام، نحن مصرون جميعا على اعادة بناء الوطن على قاعدة الكفاءة والعدالة والمساواة والمحبة والعيش الواحد، وهذا اصرار وقرار، وأعتقد دعوة زميلي ماريو لهذه المناسبة هو تأكيد اننا نعمل يدا واحدة في هذا الاتجاه والهدف".
وختم: "نحن في الشوف بشكل عام وفي الاقليم بشكل خاص، نعاني بيئيا، وقد دفعنا أثمانا كبيرة، أكان مطمر الناعمة او معامل الكهرباء، وأعتقد انه في الاجتماع الاول مع معالي الوزير قطعنا شوطا جيدا باتجاه ايجاد حل جذري ودائم لموضوع النفايات في الاقليم، وسيكون لنا جهود اضافية في هذا الاتجاه، بدعم من كل المراجع المعنية، من دولة الرئيس وفخامة الرئيس ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط".
وقال: "يبقى ان نؤكد ان هذه المنطقة اعطت ودفعت، وبحسب اطلاعي على خطة الكهرباء، ستدفع ثمنا اضافيا للمعامل والبواخر، وأتمنى في مكان ما نستطيع ان نلحظ لهذه المنطقة ولهذه البيئة، بعض الحوافز نحن لا نقول اننا لا نريد المعمل، لكن اعتقد من حق ابناء الشوف والاقليم والدامور وساحل الشوف بيئة نظيفة وسليمة".
عون
بدوره تحدث النائب عون فرحب بالوزير جريصاتي والحضور، ووصف الدكتورة صليبا ب"علم من أعلام الدامور"، وهنأها بالجائزة، وتطرق الى مشكلة المياه في الدامور، مشددا على "اهمية وضرورة توحيد جهودنا للوصول الى قواسم مشتركة لحل هذه الأزمة البيئية التي نعيشها"، وشرح وضع المياه في الدامور ونسبة الملوحة المرتفعة فيها، اضافة الى التلوث الذي يصيبها.
وأكد "ان موضوع المياه والنفايات في سلم اولوياته نظرا لأهميتهما الكبيرة"، مشيرا الى "وجود جهود مشتركة مع بلدية الدامور من اجل الوصول الى حلول لهذه المشاكل"، ومشددا على "اهمية التعاون والتفاهم لهذه المسألة"، مشيرا الى انه "اجرى سلسلة من الإتصالات مع مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ووزارة الطاقة لحل هذه المشكلة، عبر حفر بئر جديد للدامور"، مشددا على "انه حفر البئر على نفقة الوزارة او المؤسسة يكون بشرط ان تكون الادارة للدولة اللبنانية"، معتبرا "ان مسؤولية الدولة هي اهم من مسؤولية البلدة في ان تؤمن مياه نظيفة للدامور، وخصوصا في هذا العهد الذي نعيشه".
وفي موضوع النفايات، اكد عون متابعته الموضوع مع الوزير جريصاتي لايجاد الحلول لهذه المشكلة في الشوف، واشار الى "ان الدامور عانت كثيرا بسبب مطمر الناعمة، الذي تسبب بإنتشار الأمراض الخبيثة"، وأكد انه "لن نعود الى مطمر الناعمة"، لافتا الى "اهمية شاطئ الشوف والدامور"، وداعيا الى "الاهتمام بهذا الشاطئ ليصبح منارة ومصدر جذب للسياح على طول الشاطئ"، منددا ب"عمليات البناء القريبة والتي تخفي جمال وصورة المنطقة الحقيقية".
الزغبي
وكانت كلمة للزغبي من مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، فاشار الى "انه تم حفر بئر للمياه في الدامور وبناء خزان في العام 1996"، لافتا الى "ان المؤسسة تعهدت بحل مسألة ملوحة المياه في الدامور عبر وضع محطة صغيرة للآبار الموجودة، وتعهدت ايضا بصيانة وتأهيل شبكات المياه في الدامور، شرط ان تعود الإدارة لكنف الدولة والتي هي مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان".
جريصاتي
وفي الختام كانت كلمة للوزير جريصاتي شكر فيها النائب عون على هذه الدعوة، ورأى "ان الحضور الى الدامور والشوف له نكهة خاصة"، ثم تحدث عن الدكتورة نجاة "اللامعة التي رفعت اسم لبنان في العالم بهذا التكريم، فنحن بأمس الحاجة الى امثالك لنسترجع امجاد لبنان، لأننا أخطأنا كثيرا بحق انفسنا مؤخرا، فعلينا إسترداد السمعة الحلوة للبنان والتي اشتهر بها، فنحن منذ 6000 سنة سبقنا البشرية، فمن المعيب ان يكون هناك من يسبقنا في العالم".
وأضاف: "أريد الحديث عن إمرأة استطاعت ان تخلق مكانا لها في مجتمع ذكوري، فأنا شديد الايمان بأن المرأة التي هي نصف المجتمع في لبنان، أن تأخذ الحصة التي تستحقها، فعندها يكون لبنان بألف خير، دكتورة نجاة انت ملهمة لكل النساء، حيث يقاتلن للوصول الى حقوقهن وموقعهن الطبيعي. انت بنت الدامور، ابنة التنوع والعيش المشترك، واني اعلم كم هي الجهود والاعمال الكبيرة التي تقومون بها لعودتكم الى ارضكم حفاظا على هذا التنوع، انا اعرف الدكتورة نجاة منذ زمن، وعلى الرغم من وجهات النظر المختلفة بيننا، الا انني اؤمن ان الاختلاف هو غنى لنا، فعندما نتكلم علم وبيئة ونفايات، يكون هناك وجهات نظر مختلفة، ونحن متفقون انه اذا اختلفنا في وجهات النظر، يبقى خلافنا ضمن النقاش العلمي والحضاري، ونحن واياها نعمل سويا في موضوع النفايات".
وقال: "في موضوع النفايات نفكر كثيرا، ويجب ان يكون هناك حل متكامل للبنان، الحلول بالمفرق خربت لبنان، ومركزية القرار من سوكلين وحتى اليوم خربت جيوبنا، وخربت لبنان، وكلها فساد، نحن دفعنا أعلى كلفة معالجة طن من النفايات في العالم، وحتى اليوم جميع بلدياتنا في بيروت وجبل لبنان مديونة لشركات النفايات، ولا متى تنتهي هذه الديون ولو بعد عشرات السنين، حيث يقتطع من اموال البلديات 40 بالمئة من اموال الصندوق البلدي المستقل، لإقفال ديون هم غير مسؤولين عنها، فرض عليهم السعر ولم يكونوا شركاء بالقرار، فهذا الزمن اعتقد قد ولى، واصبحنا كوزارة مسؤولين فعلا في ان يكون لدينا مخطط توجيهي كامل، وسوف اقدمه بعد اسبوع لمجلس الوزراء، واني آمل من خلال النقاشات ان نصل الى حل، والحل يكون بإبعاد السياسة عن البيئة، فالذي خرب البيئة هو التدخل السياسي، والذي خرب المناطق ايضا هو تدخل السياسيين بالبيئة، فأتمنى من هذه الصورة التي تجمع نائبين من كتل مختلفة، ويعملان لصالح الشوف، فكلنا جميعا نستطيع ان نوجد حلا للشوف وللبنان كلهن اذا أزحنا السياسة والمحاصصة والفساد، وفكرنا بالعلم وبمصلحة لبنان، وكيف نجعل من لبنان مناطق خدماتية، وكيف نوضع مناقصات شفافة، وكيف تمكننا ان نشرك القطاع الخاص بالحلول، لا القطاع العام، فالقطاع العام دوره يجب ان يكون فقط رقابيا عبر تنفيذ القوانين على كل الناس، اكانت معمل فرز او محارق وغيرها".
وأشار الى "ان الحلول التي يجب ان يسير بها لبنان هي من مسؤولية الدولة، ودور وزارة البيئة هي الرقابة، وان الوزارة لا تلزم وتنفذ ولا تدير المعامل"، معتبرا "ان القطاع الخاص انجح بلبنان"، لافتا الى "ان القطاع العلمي يجب ان يلعب الدور الاكبر مع الوزارة وان يكون شريكا لها، لأنه نظيف وغير فاسد".
وأوضح "ان المخطط التوجيهي للنفايات الذي وضعه يشمل كل لبنان"، رافضا "تجزئة المخطط لارضاء البعض"، كاشفا "ان المخطط التوجيهي يبدأ من المواقع والأراضي التي يتحدث فيها مع الكتل النيابية والمناطق، فنحن بحاجة الى اراض لبناء المعامل عليها".
وأكد جريصاتي "ان موضوع النفايات الأهم بعد الموازنة، ومقبلون على معارك كبيرة بهذا الشأن"، واعتبر "ان الاعلام غير موضوعي في لبنان، وبات مسيسا ولديه أجندة أخرى"، داعيا الى "الاستماع لخبراء البيئة في لبنان والذين يبلغ عددهم 4 مليون خبير"، داعيا الى "وضع الثقة بالوزارة والدولة"، معتبرا "ان الحلول لن ترضي الناس، فالكل يتمنى ان يكون المعمل والمطمر في بلدة جاره، وهذا امر طبيعي، فالنفايات يجب ان توضع في مكان ما وهذا يتطلب قرارا جريئا لا يؤذي الناس وأنا اعلم ان ساحل الشوف دفع الثمن كثيرا بسبب اخطاء الدولة، لأن الادارة كانت سيئة، وصححت في ما بعد، ولكن تصححت بوقت كانت الناس قد تعبت، وهناك التزامات وضعت لاهالي المنطقة ولم تلتزم الدولة بها، وهذا ما تسبب بفقدان الثقة بين الدولة والمواطن، فأنا ورثت هذا الحمل، واعلن انه لا يمكنني بشهر او ستة اشهر او بسنة ان أبني كل الثقة بين المواطن والدولة، ولكن أعدكم انني سأكون شفافا كثيرا ليكون الحل يرضي معظم الناس وبعيدا عن السياسة، وعلميا مئة بالمئة، ويخدم هذه المنطقة ولبنان، لأن لبنان "بيستاهل" ان يعود نظيفا، نحن شعب نظيف جدا، ولدينا كل العلم الكافي لنعلم كيف ندير نفاياتنا، هذه صناعة وثروة نهدرها كل يوم، علينا معرفة كيفية ادارتها".
ثم القى الشاعر مخايل البستاني كلمة وقصيدة نوه فيها بالمكرمة في بلدتها الدامور بين اهلها.
تقديم الدروع
وقدم الأب اميل الرامي درعا تكريمية لصليبا بإسم كهنة ورعايا الدامور. ثم قدم النائب عون درعا لصليبا وهي عبارة عن لوحة وأرزة كبيرة.
وأختتم الإحتفال بكلمة لصليبا عبرت فيها عن فخرها وإعتزازها لوجودها بين اهلها، وشكرت الجميع بدءا من الوزير جريصاتي والنائب عون والجميع القيمين على الاحتفال وعلى هذا التكريم الكبير، واعتبرت انه تكريم للدامور ولبنان.