#الثائر
هل نجا الأردن فعلا من "مخطط خطير"؟ كما أشارت صحيفة "القبس" الكويتية قبل يومين، هذا السؤال - رغم نفي مصدر أمني أردني رفيع - سيظل حاضرا دون إجابات شافية، لكن في التحليل والاستنتاج يتأكد أن العرش الهاشمي في دائرة الإستهداف من خاصرة ما يحاك للمنطقة في مَا بات يُعرف بـ "صفقة القرن"، ومن هنا لا نرى في مَا ساقه المصدر الرفيع من أن أن الصحيفة الكويتية التي وصفها بـ "العريقة"، قد وقعت في "سقطة" مهنية، ما يلغي حقيقة أن المملكة الأردنية الهاشمية هي اليوم في عين العاصفة، فضلا عن أن الحكومة الأردنية لم تنف أو تؤكد صحة ما جاء في تقرير "القبس".
أوردت الصحيفة الكويتية، معلومات عن "مصادر أمنية وسياسية أردنية"، أي أنها لم تستقِ معلوماتها من فراغ، وكأن هذه المصادر أرادت إيصال رسالة لدول عربية متورطة، وإبقاء سقف المواجهة معها في حدود "معلومات صحفية"، وجاء في تقرير "القبس" أن "الجهات المتورطة في هذا المخطط، رجل أعمال مدان بالفساد، وهو أحد أقارب الملك عبد الله الثاني، وأحد قياديي الأجهزة الأمنية المعروف بولائه لمدير جهاز سابق، وبعض الشخصيات البرلمانية والسياسية والإعلامية داخل البلاد وخارجها"، وخلص إلى أن المخطط هدف إلى "إلهاء النظام بالحراك الشعبي والمشهد الداخلي، علما بأن الهدف الأساسي اتخاذ مواقف مفصلية وحساسة خاصة بـ"صفقة القرن" التي رفضها الملك الأردني، ما أثار حفيظة أطراف تآمرت عليه".
نعم الأردن مستهدف، ملكا وشعبا، لا سيما وأن بعض التقارير العالمية حول المملكة الأردنية الهاشمية ، وآخرها ما كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي من داخل الغرف المغلقة عن غضب العاهل الأردني واستيائه بسبب "صفقة القرن"، مشددا أن الأردن لن يقبل بأن يمارس عليه أي ضغط بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية والقدس.
إن القضية أكبر من تقرير أوردته صحيفة لها مكانتها في فضاء الإعلام العربي، وقد بات واضحا أن الأردن يتعرض لضغوطات أميركية للقبول بـ "صفقة القرن" وجاء موقف الملك عبد الله في سياق هذه اللحظة الصعبة التي يتعرض لها الوطن العربي من هجمة إسرائيلية يدعمها بعض "أهل البيت" العربي واضحا، وقال كلاما لا يحتمل اجتهادا وتأويلا: "أنا كهاشمي كيف أتراجع عن القدس المحتلة؟ مستحيل، خط أحمر، كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين".
وإذا ما استعرضنا حجم المخاطر المحدقة بالأردن ولبنان من خاصرة الإستهدافات الصهيو-أميركية وبغطاء وفره بعض العرب المتورطين، فلا بد من التأكيد أن العرش الهاشمي خط أحمر!