مقالات وأراء

"شدوا أحزمتكم" أو "حلوا عنا"!

2019 نيسان 01
مقالات وأراء المدى

#الثائر

يُفسدون ويهدرون المال العام، يتحاصصون ويقتسمون التلزيمات والدراسات والمشاريع ويتقاسمون "نِعَم" الدولة عليهم من جيوبنا، ويرهنون مستقبل أولاد وأحفادنا لدين عام يتعدى بكثير ما هو معلن من قبلهم، ويرديوننا اليوم وبأعصاب باردة أن نشد الأحزمة، مع التلويح بإجراءات تقشفية، وكأننا نحن شركاء فقط في الخسارة وهم أرباب النهب "المقنع" وسادة السمسرة وتضييع مال الناس.

ثمة مصاريف متوارية لوزارات ومرافق عامة، وثمة أيضا قروض مصنفة على أنها غير ذي جدوى كان يمكن لو أقرت أن تذهب للمحسوبين والمحسوبات، كما ذهب غيرها، بذخ على حساب خزينة الدولة، يخوت Luxury، سيارات فارهة ومواكب تعيد تذكيرنا بموكب الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي وأسطول سيارات رئيس الاتحاد السوفياتي السابق ليونيد بريجنيف، وكأن لبنان دولة نووية ومسؤوليها يملكون أسرار أسلحة دمار شامل وصواريخ بالستية طويلة وقصيرة ومتوسطة المدى، وأخرى عابرة للقارات.

هم محصنون وممنوع المس بهم إن بدا أن ثمة مجرد شبهة بتبديد المال العام، لاعتبارات طائفية مسيجة بـ "فيتو الخط الأحمر"، أما بالنسبة إلى مزاريب الهدر فنحن من سيسدد الفاتورة الأكبر، غبر خدمة دين عام نطّ وقفز عن المئة مليار دولار، والخير لقدام، والمطلوب اليوم أن "نشد الحزام" على معدة خاوية، لنتحمل تبعات الجوع وكأننا في صحراء ضربها إعصار ولم يُبقِ فيها واحة خضراء نعثر وسط كثبانها على ما يسد الرمق ويخمد سعير العطش، ونحن دائما شركاء فقط في تسديد ما حصدوا هم من ثروات وعطايا وتقديمات، وفي كل ما تنعموا به على حساب حق أولادنا بعيش كريم، ولا هم إن تشظى الجوع وعض الفقر المواطن الرازح تحت أعباء اقتصادية ومعيشية.

من يعيد المال المهدور؟ من يحاسب من؟ وأين العدالة في مَا نحن عليه بين من يملكون كل شيء ومن لا يملكون شروى نقير؟ وكيف يمكن للمواطن المغلوب على أمره أن يتحمل تبعات واقع هم ساهموا في تأزيمه وأوصلوه إلى هذا الدرك الخطير؟ وهل تستوي العدالة بين من يهدرون ومن تُهدر أعمارهم؟ هل رأينا مسؤولا (درجة أولى) يساق مكبلا إلى القضاء؟

إن لم نشهد إسقاط وإبعاد مسؤولين ورفع حصانات وإطلاق محاكمات، فلن تجد الدولة من خيار سوى أن تدعونا إلى "شد الأحزمة"، أو ربطها، لا فرق، والتطمينات التي يسوقها البعض لجهة أن الأمر لن يطاول المواطن العادي ليست بأكثر من تخديرنا قبل إقرار سلسلة جديدة من الضرائب.

حيال ذلك، نقول للمسؤولين، مجتمعين أو متفرقين، فرادى أو زرافات "شدوا أحزمتكم" أو "حلوا عنا"!

اخترنا لكم
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
أبي المنى يدعو إلى شراكة روحية - وطنية تصون الوطن وتحمي مرتكزاته
المزيد
قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج
المزيد
الرئيس عون أمام الوفد الايراني: لبنان تعب من حروب الآخرين
المزيد
اخر الاخبار
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
الجزائر.. وفاة 3 عسكريين في عين تموشنت
المزيد
رئيس الجمهورية يستقبل سفيرة لبنان في قبرص.. ويزور السعودية الأحد
المزيد
أوفتشاروف: دعم أوكرانيا استثمار في الأمن العالمي!
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
دراسة تكشف "الوصفة السحرية" لتجنب الخرف
المزيد
بري تقدم بشكوى ضد تحسين خياط و"الجديد"
المزيد
الكرملين يخفف من دعوات استخدام النووي في أوكرانيا
المزيد
توقيف 146 مطلوبا بجرائم مختلفة أمس
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
دراسة تكشف سبب الإصابة بمرض "باركنسون"
وزارة الزراعة تدعو المزارعين لاستغلال الطقس الصحو في استكمال العمليات الحقلية
تحذير من "سارق البصر".. 4 أسئلة تساعدك في الكشف المبكر
وزير الزراعة اللبناني يعزز التعاون الزراعي عبر لقاءات مكثفة مع وفود محلية وإقليمية
14 مدينة من دولة واحدة بين أكثر 20 مدينة بهواء "ملوث" عالميا
سر القوة المذهلة لخيوط العنكبوت!