#الثائر
بدأ رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارته الرسمية للعراق بلقاء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ، مساء امس، في حضور عدد من الوزراء والمستشارين العراقيين، السفير اللبناني في العراق علي حبحاب السفير العراقي في لبنان علي العامري، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان. ودار الحديث حول تطوير العلاقات والتعاون بين لبنان والعراق والتطورات في المنطقة.
ثم عقد رئيس الوزراء العراقي والرئيس بري لقاء موسعا ضم رئيس الحكومة العراقي السابق ونواب رئيس المجلس وعددا كبيرا من الوزراء ورؤساء واعضاء الكتل النيابية والسياسية ومن مختلف التيارات والطوائف الاسلامية والمسيحية وعلماء دين ورئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس المحكمة الاتحادية.
عبد المهدي
في مستهل اللقاء، رحب عبد المهدي بالرئيس بري وقال: "نرجو ان تكون زيارتكم هذه خطوة أولى في المسيرة الطويلة لتمتين العلاقات والتعاون بين بلدينا. ولبنان يستطيع ان يقدم الكثير للعراق، وكذلك يستطيع العراق ان يقدم الكثير له ايضا".
وأشاد "بدور وانتاجية اللبناني على غير صعيد"، مشيرا الى "ان لبنان يتميز بالعديد من المواصفات والادوار، ومنها الى جانب كفاءة اللبنانيين موقعه العلمي، والنظام المصرفي الذي يمثل درجة عالية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم ايضا". كما نوه "بالدور الذي لعبه الرئيس بري على الصعيد الانمائي لا سيما في الجنوب"، مشيدا ايضا بدور البلديات في هذا المجال.
بري
وشكر الرئيس بري عبد المهدي، وقال: "لدى لبنان عنصر قوة هو الانسان، ولعل الصناعة الوحيدة التي أتقنها اللبناني هي صناعة الانسان".
واشار في هذا المجال ايضا الى دور الاغتراب اللبناني في كل انحاء العالم. وقال: "ان اللبنانيين المقيمين والمغتربين حققوا النجاحات عندما كانوا موحدين وهم يستطيعون ان يحققوا المزيد منها بوحدتهم، فلبنان هذا الصغير عندما توحد استطاع ان ينتصر على اسرائيل ليس لمرة واحدة بل لمرات ومرات، واليوم نحن والحمد لله لدينا قوة ردع في وجه العدو الاسرائيلي قادرة على التصدي له وتحقيق المزيد من الانتصارات".
واضاف بري: "ان لاسرائيل اطماعا بمياهنا، لكننا لن نتنازل عن كوب واحد من المياه كما عبرت منذ اسبوع لوزير الخارجية الاميركي. وكما استطعنا بوحدتنا ان نحقق الانتصار على اسرائيل فاننا استطعنا ايضا ان ننتصر على داعش والارهاب، ولولا هذه الوحدة الوطنية لكان الانتصار أصعب ان لم نقل مستحيلا".
وشدد الرئيس بري على "وحدة العراق ارضا وشعبا وعلى ضرورة تفعيل وتعزيز دوره الاقليمي"، وقال: "ان أحد أهم أسباب زيارتي للعراق، أولا انها واجب قومي وديني، ايضا لأقول ان العراق يستطيع ان يلعب دورا كبيرا وأفعل على الصعيد الاقليمي، والمطلوب ان يعزز سياسة الانفتاح التي ينتهجها، وهو يستطيع ان يلعب دورا اكبر في المصالحة حتى بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران، وبهذه السياسة يستطيع العراق ان يقوي جبهته الداخلية ودوره الخارجي ويصبح مرجعا لا مراجعا".
وتابع: "انني بالمناسبة، أجدد القول ايضا أنني أتمنى أن تبقى وحدة الشعب العراقي قائمة ومؤكدة ان شاء الله. لبنان هو العراق، والعراق هو لبنان، وعلينا ان نترجم ذلك بتعزيز وتطوير التعاون بيننا في المجالات كافة. وكما عبرت لدولة الرئيس عبد المهدي ان هناك اهمية للبحث قي العمل على اعادة تشغيل خطر كركوك طرابلس النفطي".
وتناول الرئيس بري الوضع في لبنان، مجددا التأكيد "ان الوضع الامني على أحسن ما يرام، لكن الازمة الاكبر اليوم في لبنان هي الوضع الاقتصادي الخطير بغض النظر عن سلامة الوضع النقدي. وعلينا العمل بكل جد لتخفيض العجز والا فان لبنان معرض لنتائج سلبية".
وتكلم عدد من المشاركين في اللقاء من وزراء ورؤساء وأعضاء كتل برلمانية وسياسية وهيئات دينية اسلامية ومسيحية، فأشادوا بالعلاقات بين لبنان والعراق، وبدور الرئيس بري وزيارته للعراق.
وحرصت النائبة الازيدية فيان دخيل على شكر الرئيس بري لرعايته علاجها بعد حادث الطائرة الذي تعرضت له. كما شكرت لبنان والاعلام اللبناني لوقوفه مع العراق في وجه داعش والارهاب.
لقاء السيستاني
والتقى الرئيس بري، صباح اليوم في النجف الأشرف، المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني، وجرى عرض شامل للواقع الإسلامي من زاوية الوحدة الوطنية الجامعة لكل الاطياف السياسية والدينية. كذلك جرى عرض للواقع العراقي بكل تفاصيله، واستطرادا للواقع اللبناني.
بري
استمر اللقاء قرابة الساعة، صرح على أثره الرئيس بري لحشد من وسائل الإعلام، فقال: "كما تعلمون، تشرفت كثيرا بلقاء سماحة المرجع وبدأت بتهنئته على الإنتصار على الإرهاب الذي كان لسماحته الدور الاكبر بمرجعيته الرشيدة في بناء الدفاع عن العراق، إذ تمكن بسرعة من تشريع تطويع الألوف المؤلفة وضمها الى القوى المسلحة التي قاتلت الطغيان الإرهابي. ولا يزال سماحته يقاتل في سبيل وحدة العراق وإنمائه ومحاربة الفساد، وبالتالي فهو يخوض حرب الحياة للشعب العراقي بكل مناطقه وفئاته دون تفرقة او تمييز، لا شيء عنده أغنى من التنوع وبتشجيعه على ان يلعب العراق دوره الإقليمي الجامع. اختصارا انا كنت اليوم أمام رجل في دولة أو دولة في رجل أطال الله عمره، بل هو نغمة و نفحة سماوية في سمائنا ونعمة في أربع رياح الارض".
سئل: هل تطرقتم الى موضوع الجولان؟
اجاب: "ناقشنا مواضيع كثيرة، ولا اريد أن أضيف على هذا التصريح شيئا آخر، بإعتبار ان هذا ما شعرت به، وشعرت بعطفه وحنانه وحنانه على لبنان وعلى العراق، تعرفون كما قلت في اربع رياح الارض المرجع لنا جميعا بدون استثناء".
سئل: لماذا جاءت هذه الزيارة بهذا التوقيت؟
اجاب: "كان يجب ان تسأل لماذا تأخرت بهذه الزيارة".
وكان الرئيس بري قد انتقل صباحا من بغداد الى النجف الاشرف حيث زار العتبات المقدسة. ثم زار بري العلامة المرجع الشيعي السيد محمد سعيد الحكيم.