#الثائر
ما إن تنعقد قمة عربية حتى تتلاحق صور الخيبات والهزائم، وهذا ليس بجديد ولا بمستجد، فلم تجتمع الدول العربية يوما على موقف أو قرار، ودائما تكون الخلافات وحدها موضع ترحيب و"توافق"، كل يغني على ليلاه ولا ما يجمع ويوحد، فقط تفاهمات في حدود تحفظ مصالح الجميع على حساب الإجماع والإجتماع، فهل ثمة ما يرتجى من القمة المزمع عقدها يوم غد الأحد في تونس؟
هو سؤال وحيد، لكنه يجيب عن مجمل هذا الترهل العربي، وتبقى حسنة وحيدة في قمة الأحد تتمثل أن "الكحل أحسن من العمى"، وما عدا ذلك، لا يمكن لأحد أن يعول على ما يوحد تطلعات الدول العربية حيال قضية بعينها، فكيف إن كانت ثمة كثير من القضايا يفترض أن تعالج بحكمة وروية وبعمل مشترك، أو بحد أدنى من إجماع يساهم في تظهير عوامل القوة لا الضعف، خصوصا وأنه بالاستناد إلى تجارب الماضي، يصح القول في أن العرب ما اجتمعوا حتى تفرقوا، والمشكلة أن كل دولة عربية لديها "أجندات" خاصة، وهي غير خاضعة للنقاش، وأساسا ثمة دول لا تملك القدرة على تخطي دائرة تحالفاتها وأهدافها، وهنا الطامة الكبرى.
اكتملت التحضيرات لإنطلاق أعمال القمة، عقد وزراء الخارجية العرب إجتماعا تحضيريا لجدول الأعمال الذي سيناقش 21 بندا، فيما إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سيادة الكيان الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل، قوبل بموقف واضح في كلمة الأمين العام للجامعة العربية أكد فيها على هوية الجولان السورية العربية، لكن ماذا بعد؟
والمشكلة أيضا، لا تتمثل في اتخاذ قرارات من هذا القبيل، ونعلم أن المجتمعين في تونس سيشجبون القرار الأميركي ويعلنون رفضه، لكن دون مفاعيل وإجراءات تتيح إمكانية ترجمة هذا الرفض فعلا ملموسا، أي لجهة ممارسة الضغط على الولايات المتحدة، ومن هنا، فإن أي إجراء يتم التوافق عليه سيكون تماما، كحال نمر بلا مخالب ولا أنياب، هذا فضلا عن أن بعض الدول العربية سائرة ضمنا في "صفقة القرن" وعينها على التطبيع مع إسرائيل، وقد شهدنا ما يؤكد أن ثمة من راح في اتجاه هذا الخيار.
لا نعلق آمالا على قمة تونس، وثمة ما هو معروف مسبقا، فوراء الأكمة ما وراءها، وحتى في القضايا البعيدة عن ساحة الصراع العربي – الإسرائيلي لا شيء يرتجى، فدولنا مأزومة بألف أزمة وأزمة، ومن كان غريقا في بحر هزائمة لا يخشى البلل، وهذا حالنا، كان وسيبقى، وما اجتماع تونس إلا "قمة "التعطيل" العربي"!