#الثائر
إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الاعلام جمال الجراح، وكان عرض لعدد من المواضيع المحلية ولا سيما منها المتعلقة بالشأن الإصلاحي, وصرح الجراح بعد اللقاء: "لقد تشرفت بلقاء غبطة البطريرك، وانا حريص دائما على اللقاء به والاستماع الى آرائه في القضايا الوطنية، لأن غبطته بالتأكيد يقارب الامور من منظار وطني ومن منظار مصلحة البلد ومصلحة لبنان واللبنانيين. وفي الحقيقة، انا حريص على زيارته من وقت لآخر والاستماع الى آرائه ومقاربته الامور وقراءته لما يجري في البلد. وبالطبع، فإن غبطته حريص دائما على الاستماع منا الى آرائنا في بعض المواضيع، ونحن نكون معه بمنتهى الصراحة والوضوح ونقارب مثله القضايا مقاربة وطنية لأننا بحاجة الى أن تجتمع الاصوات والمواقع الوطنية وتنسق من اجل مصلحة لبنان واللبنانيين".
وعن زيارته لمعراب التي سبقت زيارته الصرح البطريركي، وإمكان عمله على قضية ما، اجاب الجراح: "هناك قضايا مطروحة اليوم في البلد، وهي اصلاحية وسياسية، اضافة الى قضية النازحين. ونحن لدينا حرص على الاستماع الى كل الآراء والمقاربات لما فيه مصلحة لبنان لتوحيد الرأي في النهاية حول القضايا الوطنية، وهذا أمر ضروري واساسي بأن نتطلع جميعا الى الامور من منظار واحد وبتنسيق كي نستطيع ان نحقق المصلحة الوطنية".
وسئل عن موقع "تيار المستقبل" في ملف الكهرباء، فأوضح الجراح أن "الخطة قيد الدرس ويفترض ان يكون الموضوع في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، هناك خطة متكاملة تدرسها اللجنة الوزارية التي شكلت في مجلس الوزراء، وحتى الآن كل الامور تقارب بإيجابية وموضوعية وبنقاش جدي، على أمل أن تقر في الجلسة المقبلة بشكل نهائي وترفع الى مجلس الوزراء لإقرارها اذا تم التوافق عليها، وبالتالي تبدأ الخطوات العملية".
"كايسيد"
ثم التقى الراعي وفدا من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" برنامج الزمالة، برئاسة الامين العام فيصل بن معمر الذي شكر للبطريرك "حفاوة الاستقبال الراقي،" لافتا الى ان "البطريرك الراعي هو من مؤسسي منصة الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين، ولقاؤنا معه اليوم هو لتقديم الشكر على دعمه ومساندته لنا".
وأضاف بن معمر: "لقد بدأت منصتنا بقطف ثمارها من خلال عمل الزميلات والزملاء الذين يشاركون في هذا البرنامج من مختلف الأديان والثقافات ومن مختلف البلدان العربية، وكلهم سيكونون سفراء للعيش المشترك واحترام التنوع وقبول التعددية حول العالم. إن أعضاء برنامج الزمالة يتطلعون الى سماع كلماتكم الكريمة، أنتم الشخصية الدينية المعروفة والمحترمة عالميا".
وتابع: "لقد انطلق عملنا وجاهدنا جهادا سلميا من هذا المركز، لنقول إن الدين جزء من الحل وليس أساس المشكلة، مع بروز حركات متطرفة ومنظمات ارهابية تنفذ جرائم باسم الدين. وأهم ما توصل اليه المركز اليوم هو عملنا كفريق في برنامج الزمالة وليس كأفراد، من أجل مشروع السلام والخير والتعايش الذي يسير بشكل فاق توقعاتنا".
بدوره رحب الراعي بالوفد، مثنيا على "ما يقوم به المركز من نشاطات، ومنها برنامج زمالة الذي يعرف العالم أجمع الى العيش المشترك بين الطوائف المسيحية والإسلامية، ويضيء على حقيقة كل دين". وقال: "نطمح الى أن يستعيد لبنان عافيته ويكون مركزا للعيش المشترك في الشرق، وأنا في هذه المناسبة أريد أن أشكركم على كل ما تقومون به في هذا الإطار، لأن هذا ما يحتاج اليه الناس، وخصوصا في المنطقة العربية. فأنتم تعرفون العالم الى حقيقة الاسلام والمسلمين وحقيقة المسيحية والمسيحيين، وهذا ما نحتاج اليه في أيامنا هذه، وهذه هي رسالتنا الى العالم. وكل ما يدخل في السياسات والعنف والحركات الأصولية والارهابية، هو بيد القادة السياسيين والحكام الذين يحاربون بعضهم بعضا لمصالح خاصة ويستخدمون الناس في حروبهم المدمرة. أما نحن وأنتم فلا نملك سلاحا إلا سلاح الحقيقة والحكمة، وهو أهم من أكبر المدافع والأسلحة، لذا نسأل الله أن يوفقكم في كل الأنشطة والبرامج".
وأضاف الراعي: "كما ذكرتم، جهادكم سلمي وسلاحكم هو الحقيقة والكلمة ومعركتكم سلمية. السياسات الدولية اليوم تسيس الدين لخلق نعرات وشكوك ونزاعات من أجل مصالحها، ونحن ضحية هذه الحالة في الشرق الأوسط. الأمر يحتاج الى وعي وإدراك واعادة نظر ووقفة وجدانية مع الذات، وهي مسؤوليتنا، لأن السياسيين، بهدف تنفيذ سياساتهم يقومون بخلق حروب ويسيسون الدين، وما تقومون به أنتم هو مواجهة هذه المعركة الشرسة".
وختم بعد رده على عدد من الأسئلة المتعلقة بتنوع الأديان في الشرق وضرورة تعزيز وجودها واحترامها، مطالبا "بكل محبة بعودة كل مهجر سوري أو عراقي أجبر على مغادرة أرضه الى وطنه الأصيل، وذلك من أجل الحفاظ على تاريخ هذه الشعوب ودياناتها وثقافاتها وحضاراتها، لأن تدمير الشعوب يبدأ بتدمير حضاراتها وتقاليدها وثقافاتها".
وتجدر الإشارة الى ان "كايسيد" هي منظمة دولية تأسست عام 2012 من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسسا مراقبا. ويتألف مجلس إدراتها من قيادات دينية، من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس. ومركزها الرئيسي في فينا ونشاطها يرتكز على تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أجل السلام، وترسخ الحوار والتعايش في أربع مناطق حول العالم: المنطقة العربية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ونيجيريا، وميانمار.