#الثائر
- اكرم كمال سريوي
لطالما ارتبط اسم الموحدين الدروز بالقيم الأخلاقية السامية ، فهم اشتهروا منذ القِدم بالصدق والشجاعة والتسامح وحرصهم على الكرامة وقول الحق ، ورفض الإهانة والمذلة ، واحتقارهم للسفهاء ورجال السوء والفتنة.
وبالرغم من الانفتاح الذي ابداه الدروز وتأييدهم للدولة العلمانية في لبنان ، حيث انتمى قسم كبير منهم الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في بداية نشوئه ثم ساندوا كمال جنبلاط في توجهاته الاشتراكية وفكره العلماني الذي جمع حوله نخبة المفكرين والمثقفين من كل الطوائف والمناطق اللبنانية ، لكنهم بقيوا حريصين على عاداتهم وتقاليدهم ، وحافظوا على الاحترام والوفاء لزعاماتهم التقليدية ، ولطالما حرص زعماؤهم على إبعاد الخلاف السياسي عن اية مناكفات داخل المناطق والقرى الدرزية او بين العائلات مما منح البيت الدرزي مناعةً وقوة في وجه الفتن .
ولقد حرص وليد جنبلاط على مد اليد للأمير طلال ارسلان عندما كان يافعاً ايام الحرب وحافظ على الزعامة الارسلانية خاصة بعد غياب بطل الاستقلال الامير مجيد ارسلان .
لكن بعد انسحاب القوات السورية من لبنان اطلت الفتنة برأسها على الداخل الدرزي من الشوف الى وادي التيم وكادت تُفجّر صراعات بين الاخوة ، وساهم بعض أدواتها من هواة الشهرة والمال وكتبة التقارير في نشر ثقافة الشتائم والتحريض وزرع الشقاق والخلاف والاستثمار في العقول الصغيرة ، ونشر بيانات هي ابعد ما يكون عن اخلاق الموحدين وثقافتهم وهم المؤمنون بان المؤمن اخو المؤمن من أمه وأبيه.
لا يقيم الموحدون اعتباراً لأولئك السفهاء لكنه كان غريباً ما صدر مؤخراً بأسم الدائرة الإعلامية للحزب الديمقراطي ويدعو للاستهجان ، فكيف يرضى الامير طلال ارسلان بذلك؟ وهو الذي رعى المصالحات الدرزية الى جانب وليد جنبلاط ويُبدي حرصه دائماً على مصلحة الطائفة الدرزي !!! فكيف يجوز القبول بهذه اللغة التحريضية لابناء البلدة الواحدة بعضهم على بعض ؟ونبش خلافات الماضي واللعب بمشاعر الناس واستحضار ما سببه سفهاء السياسة الذين يعرفهم الامير طلال جيداً وهم لم يقصّروا في كيل الشتائم والإهانات له شخصياً بالأمس القريب ؟ هؤلاء الذين امتهنوا لغة البذاءة ولم يسلم من لسانهم احد في لبنان وسعوا دائماً الى احداث الشقاق والتفرقة والقلاقل ليتمكنوا من ايجاد مكان لهم على دم الأبرياء والشرفاء. يعلم الموحدون كامل الحقيقة ويعرفون اين يقفون وقد عبّروا عن ذلك جلياً في الانتخابات النيابية الاخيرة . اما كيل الشتائم لوزير يقدره ويحترمه كل اللبنانين ويعرفون استقامته وإخلاصه ووطنيته ، فلن تنال من مقامه في قلوب كل الشرفاء في كل لبنان وخاصة ابناء بلدته الخلوات . فوائل ابو فاعور التقدمي العلماني الصادق المتميز بمواقفه الجريئة وخطابه العقلاني دخل الى قلوب وعقول الناس فأحبه القريب والبعيد وشهد له بالاستقامة والترفع .
إن لغة السباب هي من نتاج العقول الصغيرة والنفوس الضعيفة والموحدون ارقى من النزول الى هذا الدرك وهذه والترهات ويأبون استعمال اسماء عائلاتهم في بازار المناكفات السياسية والغايات الرخيصة ، فهم إن خاصموا يخاصمون بشجاعة وشرف وإن صالحوا يصالحون بشجاعة وشرف ، ولن يقبلوا ان يُعبث بهم بين الفينة والآخرى لإثارة الخلافات وافتعال الدسائس والمكائد ، فهم كانوا وسيبقون بحكمة مشايخهم وعقلائهم ارقى من الفتنة .