#الثائر
عقد رئيس " رابطة كاريتاس لبنان " الأب بول كرم ، في مركزية "كاريتاس" في سن الفيل، مؤتمرا صحافيا، اطلق في خلاله "حملة التضامن والمشاركة السنوية لصوم 2019".
وقال الاب كرم: "لا ندع هذا الوقت المناسب يمر عبثا. نسأل الله أن يساعدنا للمبادرة في مسيرة التوبة الحقيقية، لنتخلى عن الأنانية ولننظر إلى ذواتنا، متوجهين إلى فصح يسوع، جاعلين أنفسنا قريبة من الإخوة والأخوات الذين يمرون بصعوبة متقاسمين معهم الخيرات".
وأكد أن "حب يسوع تجاه الناس الأكثر ضعفا، كالأطفال والعجزة والأشخاص المهمشين والمحرومين والمتروكين، يظهر الروحية والمادية جليا في الإنجيل، فلنقف إلى جانب أولئك الذين كبلت حياتهم الصعوبات وكانوا ضحية ظروف قاسية، ولنخفف من وجعهم ونساعدهم حتى يحصلوا على أدنى حقهم في العيش بكرامة واحترام وعدالة ومساواة كباقي الناس. تعالوا نترك بصمة حب في قلب وذاكرة كل إنسان، ولنحرك وجدان كل شخص معطاء على وجوب التضامن مع الآخر، فنزرع الأمل والرجاء ونبني جسر عبور بين المقتدرين والمعوزين، لأن تقاسم خيرات الأرض من أجل عدالة إجتماعية هو أفضل طريق للأخوة ولمفهوم الإنسانية".
اضاف:: "مع إطلاق حملة المشاركة السنوية لصوم 2019، نتوجه اليوم إلى جميع أصحاب النوايا الطيبة، وندعوهم إلى تجسيد حبهم لله والتعبير عن إيمانهم به عبر أفعال رحمة يومية تجاه القريب المحتاج، مستذكرا معكم قول الأم تيريزا ده كالكوتا: يعود إلى حياة الأشد بؤسا عندما يعلمون أن الكثيرين منا يفكرون بهم ويحبونهم. وحينئذ حتى صحتهم تشهد تحسنا ... فالأشياء التي تؤمن لنا دخول السماء، هي أعمال المحبة والكرم اللتين يجب أن يمتلئ وجودنا بهما".
وأشار إلى أن "أفعالنا خلال حملة الصوم التي ستبدأ في مطلع آذار وتستمر إلى أواخر نيسان 2019، ستحمل أفعال محبة ورحمة حقيقيتين وتميز ذلك خلال السنة الفائتة 2018 لمواطنينا اللبنانيين عبر 400 ألف خدمة صحية ل 38 ألف مستفيد في 10 مراكز صحية. ومع جولات 9 عيادات جابت كل البلدات والمناطق اللبنانية، معطية خدمات طبية أولية للمرضى، وبواسطة أقاليمنا ال 35 قدمت خدمات إجتماعية لأكثر من 10 آلاف مستفيد/ة لبناني ولبنانية، طالت كل الفئات العمرية على تفاوت إحتياجاتهم، خصوصا من الناحية الصحية والإنسانية، فضلا عن مبادرات لا تحصى تعبر عن التضامن مع الإنسان المجروح في وطننا".
وتابع: "من خلال برامج العمر الثالث وموائد الصداقة على مدار الأسبوع، تمكنا من بلسمة جراح الكثيرين. أما من الناحية التربوية والتعليمية، فكاريتاس ترعى وترافق 360 طفلا من ذوي الإحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية، في مراكزها الإنسانية الأربعة: فغال - جبيل، زحلة، القنيطرة - بيت شباب والشواليق - لبعا، فضلا عن 391 طالب وطالبة للمشروع المشترك في معهد التعليم والتدريب الفني في زحلة".
واردف: "لناحية التنمية، قدمت كاريتاس برامج مختلفة (زراعية، صناعية وسياحية) بغية تنمية المجتمعات المحلية ضمن 24 مشروع إستفاد منه حوالى 75 ألف شخص ضمن برنامج "بلدي" مولت من الوكالة الأميركية للتنمية، إضافة إلى مصنع التصنيع الغذائي في دير الأحمر الذي خلق 35 فرصة عمل لنساء ساعدت أكثر من 50 مزارعا في المنطقة، وأيضا عن أكثر من 2000 شخص إستفادوا من القروض الصغيرة بالتعاون مع بنك بيروت. وخلال هذه الحملة سترون على الطرقات العامة وبشكل واضح أكثر من 700 شاب وشابة من خيرة شبيبة لبنان متطوعون أحيوا أكثر من 700 نشاط إجتماعي وثقافي وموسيقي وفني وإنمائي لأطفال وشبيبة ومسنين في الرعايا والمدارس والجامعات، إستفاد منها خلال السنة الفائتة حوالى 25 ألف شخص. أما لجهة الأجانب واللاجئين من عمال أجانب (4 مراكز إيواء)، وآلاف النازحين من سوريا والعراق، الذين يحمل لبنان الصغير ثقل حاجاتهم وبؤسهم منذ آذار 2011 ، فنذكر للمرة الألف أن هذا الدعم على كل الأصعدة يأتي لهم عبر المشاريع التي تمولها شبكة كاريتاس في العالم، وعبر الوكالات الأممية والمؤسسات الحكومية والخاصة، وعبر المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية".
ودعا الأب كرم إلى "الإيمان بأننا عبر تضامننا وتكافلنا معا سنساهم بالحد من الألم والقهر. ونستطيع معا أن نحدث الفرق في حياة الكثيرين، حينها فقط، نجسد فرح عطاءنا وندرك أنه ورا سعادتنا سر، "إنو نساعد إنو نحب وإنو نعطي".
كما دعا إلى "المشاركة في قداس إطلاق الحملة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بحضور رئيس كاريتاس الدولية الكاردينال أنطونيو تاغليه، عند الخامسة من مساء الجمعة الأول من آذار المقبل، في الصرح البطريركي - بكركي".
وفي الختام، تم عرض فيلم وثائقي عن نشاطات كاريتاس بعنوان "المساعدة سعادة عيشا معنا".