#الثائر
فعلا لا بد من تشريع زراعة الحشيش ، وليس لأغراض طبية فحسب، وإنما لحاجة وضرورة وطنية قبل أي شيء آخر، ولعل من خلال سيجارة واحدة ملغومة (صاروخ أرض جو) نفهم على أهل السياسة ماذا يريدون، خصوصا وأنه مع ما شهدناه في اليومين الماضيين من تحت قبة البرلمان، بدا أن "نابل" الفساد اختلط بـ "حابل" الفاسدين وما عدنا نعلم أي شيء عن حلقة الجنون هذه، لنتأكد أن ثمة حقيقة واحدة تحولت من اجتهاد إلى قناعة، وهي أن البلد يهذي.
أساسا لا داعي لتشريع زراعة حشيشة الكيف ، فـ "السوق ماشي"، ولم نشهد أزمة تسويق والموجود يفوق الطلب والإمدادات بخير، أما النوعية فباب أول، ومع الحشيشة بلغ لبنان العالمية، ولا نستغرب أن يتهافت العالم على إنتاجنا الوطني، ولا نوع يضاهي بجودته "قنبز" لبنان، يكفي أن نعلم أنه في الولايات المتحدة الأميركية يطلقون على النوع اللبناني (تحببا بالتأكيد) اسم Red Lebanese، وهي الأغلى سعرا والأكثر طلبا.
لا نقارب الحشيش اللبناني بسخرية، ولكن نحاول أن نبحث عن ميدان يرفع لبنان إلى العالمية بعيدا من الفساد وقد بلغنا مراحل متقدمة جدا على مؤشر الفساد عينه، وقد حطمنا أرقاما قياسية في هذا المجال وغيره من مجالات سوء الإدارة، وسط كل ذلك، بحثنا عن إنجازات فلم نجد غير الحشيشة اللبنانية، وصحن حمص لبناني كسر الأرقام القياسية وتصدر كتاب " غينيس " للأرقام القياسية.
لا يمكن بعد اليوم أن نفهم على المسؤولين في لبنان دون سيجارة وطنية 100 بالمئة، لا تلك المصنعة في الريجي، وإنما تلك القادمة من تراب الوطن وجباله وسهوله، "زهرة" يسيل لها وعليها لعاب الحشاشين في العالم، ولا يمكن أن نستوعب كيف أمدنا الله بالمقدرة ولم نهاجر، فكل لبناني آثر أن يظل في لبنان صامدا صمود أرزه المعرض للانقراض، هو مشروع شهيد، بالنار أو غيرها، تعددت الأسباب والموت واحد.
أكثر ما يغيظ، عندما يتحدث الفاسدون عن الفساد، والمشكلة أن أبلغهم لغة وفصاحة أكثرهم فسادا، ومن هنا، على الحكومة أن تشرع زراعة الحشيش لأسباب وطنية، كي يعتدل مزاج الشعب، طالما هم عاجزون عن استحضار بعض ما يفرح، خصوصا وأننا ننتظر إقرار المزيد الضرائب والإجراءات غير الشعبية لنواجه أزمة الاقتصاد.