#الثائر
إذا كنا مقتنعين أنه يستحسن إعطاء الحكومة العتيدة فرصة لـ "تقليعتها" المنتظرة، فلأن البلد ما عاد يحتمل سياسات مراهِقة، ولكن ما بدأ يثير مخاوفنا فعلا يتعلق في "التقليعة" عينها، ويبدو أن التسعة أشهر الماضية تسببت ببعض الصدأ، وبدأنا نسمع "طرطقة" تستوجب سريعا "تشحيم" و"تزييت" بعض المواقف، وركن الحكومة في كاراج سياسي لإجراء المقتضى الميكانيكي، تغيير العجلات، تنظيف المولد و"نقعه" بمادة المازوت لإزالة الغبار المتراكم، مع ما يستدعي ذلك من تغيير زيت المولد، والأهم تفقد المكابح (أهم شيء المكابح) كي لا نجد أنفسنا في قعر واد سحيق.
المهم أيضا استبدال بعض قطع الغيار المضروبة بأخرى أصلية، وألا نقتصد ونأتي بقطع مقلدة، صناعة تايوانية، كي لا تظل "الطرطقة" مسموعة، خصوصا وأننا نواجه اليوم تلوثا سمعيا، مع نشوز في ممارسات وأداء ينمان عن "بارانويا" مستحكمة، تعيد التذكير بقول مأثور: "رحم الله امرىء عرف قدره ووقف عنده"، وكل الخوف مع ما بدأنا نسمع من مواقف منفوخة، بعد أن شهدنا ما استفحل من أحجام منفوخة عرقلت تشكيل الحكومة.
مشكلة لبنان مع حكوماته "الطرطقة" أو "الطقطقة" وثمة قول مأثور أيضا يقول، إن أصعب ثلاثة أمور تحرق الأعصاب هي: "النق، الطق والبق"، وهذا ما نخافه اليوم، فالنق يجلب الشؤم و"بطير البركة"، والبق يسبب الحكة ويتطلب قليلا من النظافة في المواقف مع بعض المطهرات، أما الطق فهو الأخطر، ولمن لا يعرف ما هو الطق، فبحسب الأديب الشعبي الراحل سلام الراسي هو صوت نقطة المياه الرتيب.
وما نهجس به اليوم أن يستمر الطق، فيصدع أعصابنا طوال فترة عمل الحكومة إذا لم تشدشد البراغي، ونصل في وقت قصير ونغني مع السيدة فيروز "هالسيارة مش عم تمشي بدنا حدا يدفشها دفشة"، خصوصا وأنه إذا لم نجد "دفِّيشة" قادرين على دفع سيارة الحكومة إلى الأمام، فسنكون أمام مشكلة كبيرة، خصوصا وأن الطرقات المفروض أن تسلكها حكومة العمل كلها "طلعات" تتطلب مولدا "توربو"، لا سيما وأنها محكومة بحمولة زائدة مع 30 وزيرا فيما كان من الممكن تخفيف الحمولة الزائدة إلى 24 وزيرا من ذوي الاختصاص، على قاعدة "تسليم الخبز للخباز ولو أكل نصفه".
وسط كل ذلك، ومع دخول مفردات جديدة واكبت انطلاقة عمل الحكومة، من قبيل "طرطقة" و"طقطقة" و"هرطقة" أن ينحرف مسار مجلس الوزراء من العمل إلى الجدل!