#الثائر
للمرة الأولى في مشواره الفني، طرح المطرب اللبناني راغب علامة ، اليوم الخميس، أغنية سياسية تنتقد الأوضاع في بلاده.
وتحمل الأغنية الجديدة اسم "طار البلد"، دعوة للشعب اللبناني للتصدي والتحرك، وعدم السكوت بعد الآن عما يحدث على أرضه، للحفاظ على لبنان قبل فوات الأوان.
وتقول كلمات الأغنية: "صار الوقت… صار الوقت يا ناس… نصرخ على العالي ما في وقت… طار البلد يا ناس… وينيي العدالة.. عم تنطفي الأحلام… والوعي فينا نام… كلمالا لقدام… عم تصعب الحالة".
ويسلط راغب علامة الضوء في أحدث أغنياته، على العديد من القضايا الحيوية التي يمر بها الشارع اللبناني، ومنها أزمة انتشار القمامة، وغلاء الوقود.
وأذيعت أغنية "طار البلد" في مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" اللبناني، مساء الخميس، وهي من كلمات نزار فرنسيس، وألحان جان ماري رياشي.
وتعود الأزمة إلى ما بعد تكليف رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في مايو/ أيار، بعد إجراء أول انتخابات برلمانية في البلاد منذ 9 سنوات، حيث حالت الخلافات السياسية بين الكتل السياسية المختلفة دون إتمام عملية تشكيل الحكومة.
وتدور العقدة الرئيسية في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة حول ما يسمى بتمثيل النواب السنة المستقلين، وهم ستة أعضاء في البرلمان اللبناني مقربين من "حزب الله" الذي يصر على تمثيلهم بوزير واحد في التشكيلة الحكومية الجديدة، وهو الأمر الذي يراه الحريري مخالفا للدستور.
وفي أواخر يوليو/ تموز من العام 2015، استفاق اللبنانيون على مشهد لم يألفوه منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)، حينما تراكمت النفايات على نحو غير مسبوق في الشوارع، وذلك في ظاهرة لم تسلم منها مدينة أو بلدة أو قرية.
وسعت الحكومة اللبنانية، برئاسة تمام سلام وقتذاك، إلى طرح خطط لنقل النفايات بشكل مؤقت إلى مكبات في مناطق أخرى، ولكن الأمر قوبل برفض شديد على المستوى السياسي، بعدما سعت كل الأطراف الممثلة في الحكم إلى اقتناص الفرصة للحصول على مكاسب مالية وسياسية من الخطط المطروحة، فيما اتخذت المسألة عند البعض مقاربة طائفية، إذ جاهر كثيرون برفضهم استقبال "نفايات الطوائف الأخرى".
وعلى الرغم من أن الطائفية تشكل عنواناً للحياة السياسية والاجتماعية في لبنان، إلا أن الكارثة البيئية جعلت اللبنانيين يتوحّدون ضد الطبقة الحاكمة، فنزل الآلاف إلى الشوارع، في تظاهرات متواصلة، كان مركزها وسط بيروت، حيث مقر الحكومة والبرلمان، وذلك بعد تشكّل حملات شعبية ضد السياسات القائمة، كان أبرزها "طلعت ريحكتم"، و"بدنا نحاسب".
ونجحت تلك التظاهرات الشعبية، التي قابلتها السلطات اللبنانية بالعنف، في الضغط على الحكومة لإيجاد حلول لمشكلة النفايات، وهو ما تحقق بالفعل من خلال خطة مؤقتة، لاستحداث عدد من المطامر في مناطق لبنانية عدّة، تمهيداً لطرح خطة مستدامة تراعي المعايير الدولية.