#الثائر
- * " فادي غانم "
بات الإنتظار عقيما، يستحضر القلق ويشعل الهواجس أكثر من ذي قبل، ما يعني أن لبنان قد يكون عاجلا أم آجلا في غرفة عناية مركزة، وهذا ما لا نتمناه، ولعلَّ أَخِيرَ الكلامِ هذا يفيد وينفع، ويصل صوتا وصدىً لمن ائتمنهم اللبنانيون على مستقبل بألوان أحلامهم المبعثرة، ويتمكن معهم لبنان من أن يسلك طريقه – دون عقبات وصعوبات – نحو الهدوء والاستقرار، فنتظم شؤونه في السياسة والاقتصاد، وفق ما تمليه القوانين وما تفرضه موجبات النظام والدستور.
في كل مؤسسة رسمية وخاصة، وفي البيوت وسائر المرافق، بات لزاما على أصحابها أو القيمين عليها، وضع أجهزة إنذار مبكر Alarm، تنبىء بالأخطار بسرعة، ما يساعد على تداركها بحد أدنى من الخسائر والأضرار، وفي لبنان، وعلى المستويين السياسي والأمني، لا بد من أن يكون ثمة جهاز إنذار مبكر لنتمكن من رصد الأخطار، ومثل هذا "الجهاز" مفترض أن يكون مُفعلاً في عقول المسؤولين، وأيضا لدى النخب المثقفة (الإنتليجينسيا) القادرة أحيانا على استشراف ما يعصى على المسؤول استشرافه، خصوصا وأن المسؤول عادة يضيق عنده مدى الرؤية لأسباب متصلة بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه.
في الغرب المتقدم، دائما هناك فسحة كبيرة لانتقاد المسؤول، دون أن يترتب على ذلك ملاحقات قانونية وإجراءات قمعية بحق الصحافيين والكتاب والمثقفين عموما، فيما النقد على مستوى الدول العربية، أو بعضها على الأقل، فتترتب عليه تبعات خطيرة، وهذا ما يفسر حملات القمع والتصفية التي تطاول من يتجرأون على نقد المسؤول، ولو من موقع الحرص على المسؤول عينه، ولذلك نجد أن هذه الدول ما تزال متأخرة عن اللحاق بركب الدول التي سبقتها إلى تكريس الأسس الديموقراطية في أنظمتها، فكم الأفواه، يعني بالضرورة تعطيل أجهزة الإنذار المبكر لدى أهل الفكر والعلم.
في لبنان، لم تبلغ الأمور حد التضييق وخنق الأصوات وتكميم الأفواه، لكن أصوات النخب لا تصل إلى حيث يجب أن تفعل فعلها في تصويب مسارات خاطئة، فالإعلام بمعظمه، بات طوائفيا على صورة الواقع السياسي تماما، وأجهزة الإنذار المبكر تحذر من أخطار تواجه فئة بعينها، ولا هموم مشتركة بين اللبنانيين، كأن مصير كل طائفة منفصل عن الأخرى.
نحتاج، في ما نحن مقبلون عليه، إلى تسليح العقول بأجهزة إنذار مبكر، تكون وطنية خالصة 100 بالمئة، وهذا الأقل الإيمان!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس " جمعية غدي "