#الثائر
*بسام سامي ضو
نشر النائب في البرلمان اللبناني فيصل الصايغ تغريدة على "تويتر"، يقارن فيها بين ما شهدته فرنسا أخيراً من حراك مدني اعتراضاً على زيادة بسيطة لأسعار المحروقات فيها، وبين غياب الشعب اللبناني المعروف بحيويته الفريدة ونزعته الدائمة إلى الحرية وتحقيق الأفضل، عن اتخاذ أي موقف اعتراضي على التمادي في تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية، وما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية خطرة على مصير البلد والمواطنين، متسائلاً: "ألا يستحق هذا الوضع الكارثي الذي نعيشه على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والبيئية، أن نهبّ جميعنا إلى التعبير عن رفضنا له؟ ما الذي ينقص الهيئات الاقتصادية والنقابية والاتحاد العمالي العام، أن تجتمع كلها وتعلن اعتصاماً لا بل عصياناً مدنياً، حتى تشكيل الحكومة وتحقيق إصلاح حقيقي؟".
هي دعوةٌ نابعة من قلب نائب عايش مشاكل الناس وهمومهم اليومية، وعانى من تحكّم فئات – مداورةً - بمسار الحياة السياسية في لبنان إلى حد شلّها، ضاربة بعرض الحائط مصالح الناس ولقمة عيشهم ومستقبل أبنائهم.
هي دعوةٌ تؤكد أن الشعب الذي هو مصدر السلطات، هو وحده القادر على إحداث تغيير بات ضرورة لضمان ديمومة الوطن وقيام الدولة ومؤسساتها، بدل استسلامه لقدرٍ يفرضه عليه ساسةٌ منقسمون ولا تجمعهم سوى مغريات المحاصصة.
هي دعوة إلى الهيئات الاقتصادية والنقابية لأن تمارس واجبها المطلوب وتستعيد فعلها المغيّب، ولأن تتجاوز انقساماتها وتتوحد بجميع قطاعاتها، لتصون حقوق الناس وتنتفض على من يصادر دورها ويهدد الناس بمستقبلهم ولقمة عيشهم، ويمعن في تشتيت قواهم عبر تقسيمهم طائفياً ومذهبياً ومناطقياً.
كما يدعو الصايغ اللبنانيين إلى مساءلة ممثليه عن تقصيرهم في مساءلة ومحاسبة المسيئين إلى حياتهم اليومية وتطلعاتهم إلى المستقبل، إذ يختم تغريدته بعبارة: انتخبتمونا... فحاسبونا.
قد يرى البعض في هذه الدعوة استقالة للنائب من دوره، أو تملقاً لشريحة الناخبين، أو محاولة استعراضية منه للتمايز عن زملائه النواب، لكن من يعرف الصايغ عن كثب، يدرك أنه صادق في ما يطرح، وأنه مستعد لأن يكون في عداد المنتفضين والمعترضين، متى قرروا أن ينتفضوا.
*صحافي لبناني - دبي