#الثائر
لو لم يتشكل "اللقاء التشاوري" على جناح السرعة لغرض تمثيل النواب السنة المستقلين فقط عن "تيار المستقبل"، لكان لبنان قد واجه محنة وطنية عظيمة، ولكانت تشكلت حكومة شوهاء ناقصة منقوصة، ولكانت الأمور سلكت طريق الفوضى والخراب والعياذ بالله!
لا بد من قول كلمة في هذا المجال، قضية النواب السنة من 8 آذار قضية حق يراد بها باطل، علما أن مشروعية "اللقاء التشاوري" ملتبسة، فثمة نواب في كتل نيابية مفترض أن يكونوا ممثلين عبرها ومن خلالها، باستثناء نائبين كانا حتى الأمس القريب مصابين باليتم السياسي، وفي العرف الحكومي الوطني العنيد والعتيد، لا يحق لنائبين أن يتمثلا بوزير مع حقيبة أو "شنطة" من نوع "سامسونايت".
فجأة تحول بعض نواب "التشاوري" من حالٍ لغيرها، كما يبدل الله ما بين "طرفة عين وانتباهتها من حال لحال"، فبدوا متوثبين متحفزين للقتال المستميت على أساس ما ضاع حق وراءه مطالب.
لا ننتقد النواب السنة من 8 آذار، فهم سواسية كأسنان مشط مكسور مع سائر نظرائهم في كتل حقيقية ووهمية، والحقيقة يجب أن تُقال على رؤوس الأشهاد، وهي أن نواب "التشاوري" هم أيضا كما سائر النواب المتكتلين "كبرت الخسة" في رؤوسهم، دائما في لبنان يجب أن نفتش عن "الـخَسة"، فهي علة العلل ومصدر كدر للبنان واللبنانيين، وثمة "خسة" يزرعها آخرون في رؤوس آخرين، وهكذا دواليك، ليتساوى الجميع بالقسط والعدل و"الخس" البلدي 100 بالمئة.
وكما تتضخم الخسة في رؤوس المسؤولين، تضخمت كذلك عقدة توزير سني معارض على نحو فاقع، فمع إعلان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بأن الازمة "سنية" – "مستقبلية" زادت اللقاء التشاوري السني تمسكا بتوزير أحد أعضائه، فيما يكرر الرئيس الحريري ان العقدة ليست عنده، وقد تلقى الرئيس المكلف دعما متجددا من "كتلة المستقبل" ومفتي الجمهورية عبداللطيف دريان الذي رأى ان العقدة ليست سنية بل سياسية مستحدثة ينبغي حلها من دون ان يكون هناك غالب ولا مغلوب.
إنها سياسة الخس لا أكثر ولا أقل، فليحيا الخس الوطني وعلى لبنان السلام!