#الثائر
–
• " الأب جان بول خوري "
الدعارة أو تجارة اللذة، هي تجارة تسويق الإباحية الجنسية، بطريقة ذكية ومدروسة ومتقنة، بهدف خلق سوق عمل وتبادل لها، عبر انتهاج سياسة التسويق لباهظة الاثمان، والتي تعود إلى ثلاثة مؤشرات:
١- تأثير بعض الشركات الفنية المنتجة للصورة، بتسهيل ثقافة بيع المنتجات العاطفية من خلال بعض المسلسلات الدرامية والافلام السينمائية، والدعايات المصورة التي تعمد الى تمرير صورة خاطئة عن مفهوم الجسد واللذة، بهدف شراء المنتج.
٢- بالرغم من عمل اجهزة الدولة وهي مشكورة في ملاحقة شبكات الدعارة ، إلا أن سوق الدعارة بات اقوى ربما من أي سلطة، لهذا فإن مسألة تحديث القوانين ومراسيم التطبيق باتت أمرا طارئا على كافة المشاريع الإنمائية. وهي قضية وطنية بامتياز.
٣- تنامي ظاهرة العنف، من خلال بث مشاهد البرامج المباشرة على الهواء، التي تسعى دوما الى تقديم حالات اجتماعية وعائلية معقّدة، وترك المشاهد اسير حقيقة النسبية، بعيدا عن الموضوعية والمصداقية. وهذا برأيي يفضي إلى إنتاج انماط من التفكير المبني على الريبة في الوصول إلى الحقيقة، مما يضع العقل في مصير قاتم، خال من المعنى، يفضي به بالجنوح إلى نامذج علاقات غير صحيحة وغير مستقرة، بهدف الحصول على السعادة من خلال مبدأ المال.
وهنا نسأل هل الجنس واللذة هما شر؟ بالطبع لا. الله خلق الإنسان وخلق معه الحب، وهذا الحب يتضمن ابعادا نفسية فيزيولوجية، وأيضا روحية قدسية. فكل ما يوجد في الإنسان من رغبات الغرائز وميول، هو من أجل خير الإنسان لا بل من أجل ازدهاره ونموه وتطوره، على قاعدة الحقيقية، أي بحسب ما أراده الله منذ الخلق، ان الإنسان مدعو لا إلى الحب وحسب بل إلى تحمل مسؤولية هذا الحب، من خلال تبني الفضائل والقيم والمبادئ. وعندما ينفصل الإنسان عن هذه الركائز، ينحدر من مستوى الكرامة إلى نقيضها، فتراه يتفنن ويبتدع نماذج في عيش الحب بعيدا عن حقيقته، تراه يسيء إليه، بتسخيفه وتحويله إلى منتج تجاري تحت العرض والطلب، هنا بيت القصيد، يصير الجسد اداة، للاستمتاع وليس للسعادة، فيقفد قدسيته ودعوته، ان يكون مسكن الله ليصير للاسف مسكن الشرير.
إذا كم من ضحايا وقعت أسيرة هذا النمط من التفكير؟ ألا تعد ارباح هذه التجارة مسيئة إلى الاقتصاد اللبناني كرامة كل إنسان؟ فكم من عائلات تفككت بسبب سيطرة ثقافة الإباحية والعنف على أحد الشريكين، فكان الاولاد أولى الضحايا؟
كم من شريك سرقته هذه الثقافة واقضته عن عائلته؟ وهل ننسى ضغط الجمعيات غير الحكومية التي استفادت من هذا الشرخ القائم، مقدمة نماذج غير صحيحة للهوية الجنسية متناسية جوهر المشكلة أي تجارة الإنسان على قاعدة ثقافة تجارة الجسد؟ وماذا عن الاجنة الذبن كانوا ضحايا هذه الثقافة الشريرة؟
إننا نصلي إلى كل جنين منع من حقه في الحياة بسبب لذة عابرة كان ثمنها القضاء على مستقبل عائلة ووطن وربما دولة.
*مداخلة حول موضوع نشره "الثائر" نقلاً عن "المستقبل" بعنوان: الدعارة الأغلى في لبنان.. 1500 دولار"بالساعة"!