#الثائر
أسف رئيس لجنة الاقتصاد والتخطيط النائب نعمة افرام لإقفال الوسائل الإعلامية في لبنان، وحيا تلفزيون المستقبل "بإعلامياته وإعلامييه على مشوارهم الطويل المنتج". وإذ أشار إلى "عالمية الأزمة"، دعا الاعلام إلى "التأقلم مع المتغيرات والتطور بما يساهم في إنقاذ هذا القطاع، وهناك أفكار كثيرة في هذا المجال".
وقال افرام في تصريح اليوم: "الدولة معنية في عالم اليوم بأداء دور الناظم والمسهل من خلال التشريع، فيما الدور الإنتاجي والتشغيلي يبقى للقطاع الخاص الذي هو قاطرة للتطوير، وما شجعني إلى أن أكون نائبا هو قناعتي بوجوب أن نكون جسر عبور وتواصل بين إبداعية القطاع الخاص والتشريع".
أضاف: "ما يعانيه المسيحيون والمسلمون معا في العالم العربي والشرق الأوسط هو انهيار كل منظومات الدولة، ما دفع إلى الهجرة وهذا شديد الخطورة. وما يعنيني في لبنان هو إعادة بناء إدارات الدولة بعيدا عن التسييس الضيق ومعالجة مكامن الخلل في النظام التشغيلي".
ودعا إلى "استخلاص العبر بعد مئة عام من قيام لبنان الكبير، للدخول في مئوية ثانية بعيش منتج معا. فاللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا هم أبناء الجبال المقاومة، وفي قناعتي انهم سيستمرون في الصمود، وهم على قدرة لصنع لبنان المنتج بعيدا عن المساكنة وفي سبيل ميثاق مجدد باتجاه عيش فعال ومبدع معا".
وقال: "إننا جميعا في لبنان أقليات، والمسيحيون لم يبنوا دولة مسيحية العام 1920 بل دولة مدنية، وأنا أرفض العودة إلى لبنان الصغير، وعملي يصب في مجال إنتاج قيمة مضافة للبنان منتج وفعال ونموذجي".
أما عن الواقع الاقتصادي فأعلن افرام "عدم قبول أن تبقى الجنسية اللبنانية "كمبيالة" دين بـ 85 مليار دولار مديونية". وقال: "منذ انطلاق النقاش في موازنة 2019، طرحت خطة خمسية لتصفير العجز تفاديا لما جرى عليه الحال في مجلس الوزراء على مدى 15 سنة في طلبه كل ثلاثة أشهر من مجلس النواب الموافقة له على الاستدانة. وهذا المسار منذ 15 عاما أنتج في الأشهر الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق بالفوائد وهذا مرعب ومخيف، وكنا انتقلنا في الأعوام الأخيرة من عجز سنوي قيمته مليارين ونصف دولار إلى سبعة مليارات. إننا في مرحلة التفشي الأخيرة والقاتلة للسرطان، ولهذا أشدد اليوم على اعتماد خطة خمسية لتصفير العجز بحيث تمسي الموازنات جزءا من هذه الخطة لكي نستعيد الثقة ونصوب المسار المالي والاقتصادي. والخطة تقوم على 18 تدبيرا لخفض العجز وزيادة الإيرادات كما على خمسة تدابير لتثمير الأصول، وقد قمنا بتقريشها بما يؤكد واقعيتها وإمكانية تحققها".
وأشار إلى أن "التفاؤل المفرط في الإيرادات لم يكن واقعيا افي موازنة 2019 وقد حتم ذلك انكماشا اقتصاديا وحوالي صفر نمو". وحذر من أن "أم المعارك هي بأي كلفة سوف نستقطب سيولة بالدولار"، قائلا: "الانتقال من فائدة 7% إلى 15 % ستشكل حالة كارثية لا نستطيع الصمود فيها أكثر من سنتين. وإذا لم نقم بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة فنحن نراهن على إصلاح افتراضي وهذا سيفشل مسار "سيدر". وورقة بعبدا الانقاذية هي مظلة، وما تقدمنا به في لجنة الاقتصاد والتخطيط هو خطوات تنفيذية عملانية".
وناشد "عدم المساس ب 600 مليون دولار لوزارة الصحة العامة ووزارة الشؤون الاجتماعية، فهذه تؤكد على أبوة الدولة للبنانيين"، معتبرا "أن بناء المؤسسات هو فن نبيل وشريف ولديه شروط للنجاح، والمحسوبيات قاتلة".
وختم: "لن تقوم الدولة اللبنانية إن لم تعد إلى مسار الرهبنة والعصامية والتجرد، والجيش اللبناني هو خط أحمر وآخر معقل احتراف فيها، وهو حرم ممنوع نقل الغوغائية إليه أوليس من المعيب منع الطعام عنه؟!".