#الثائر
زار وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي يرافقه وفد من "القوات اللبنانية"، بلدة المية ومية في شرق صيدا، تضامنا مع أهالي البلدة في ظل ما تعرضت له من اعتداءات وتساقط للقذائف والرصاص عليها وتضرر ممتلكات المواطنين فيها جراء المعارك المتكررة في مخيمها.
وأكد الرياشي انه "من غير المقبول استخدام السلاح في غير وجهته، وان جميع من هم على الاراضي اللبنانية يجب ان يكونوا تحت سقف القانون، والسلاح يجب ان يكون حصرا بيد الجيش اللبناني ".
مطرانية صيدا
وكان الرياشي قد استهل جولته بزيارة راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد حيث التقاه في صالون الكنيسة وبحث معه الاوضاع في ضوء ما شهدته بلدة المية ومية من معاناة في الايام الماضية جراء الاشتباكات المتكررة داخل المخيم.
ورافق الرياشي مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة انطوان مراد، مسؤول منطقة صيدا الزهراني في "القوات" ادغار مارون، ومسؤولو مراكز المنطقة في "القوات".
ثكنة محمد زغيب العسكرية
بعد ذلك انتقل الرياشي والوفد المرافق الى ثكنة محمد زغيب العسكرية حيث التقى قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن جميل سيقلي واطلع منه على الاجراءات التي يتخذها الجيش من اجل حفظ امن المنطقة ومنع تكرار ما حصل.
المية ومية
ثم انتقل الى بلدة المية ومية وكان في استقباله رئيس البلدية رفعات بوسابا وفاعليات البلدة، وعقد لقاء في مبنى البلدية بمشاركة المطران حداد وفي حضور رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة ورؤساء مراكز المنطقة في "القوات" وفاعليات وابناء البلدة.
وألقى الرياشي كلمة قال فيها: "اقل واجب علينا ان نطالب بالحقوق الطبيعية والامان والامن لبلدة المية ومية. ان الظروف في البلدة تغيرت عام 1985 واندلعت حروب خلفت دمارا في الفترة الحزينة التي مرت على لبنان، لكن اليوم من غير المقبول ان يترك اهالي المية ومية بيوتهم، ومن غير المقبول ألا يأتي الى العدلية قريبا وزير عدل يأمر بإخلاء المساكن التي هي ملك للاهالي، ومن غير المقبول ابدا ان المخيم الذي يسكنه اخواننا الفلسطينيون المهجرون من بلدهم والموجودون في المية ومية يستعمل السلاح في غير محله، وان يكون هناك سلاح خارج الدولة وخارج الشرعية. إن الجيش اللبناني الذي يقوم بواجباته على اكمل وجه عليه المسؤولية في هذا الموضوع، وهو وضع الخطط اللازمة لحماية أمن الاهالي والعمل التدرجي من اجل ضبط الامن والحفاظ على النظام في المية ومية".
أضاف: "نحن ليس لدينا شيء ضد أحد، لكن نريد أن يكون الجميع تحت سقف القانون، وهناك منازل في المية مية مصادرة، ويجب أن تنفذ الإخلاءات والاحكام لكي تعود هذه المنازل الى أصحابها، أما المهجرون الفلسطينيون فعلى الاونروا ان تؤمن لهم ما يلزم، لكن ليس على حساب اهلنا في المية ومية التي هي قرية ملكية كاثوليكية أوجه لها تحية من القلب. وأشد على يد رئيس البلدية وكل رؤساء بلديات المنطقة وكل الاهالي لنقول بكلمة واحدة ونداء واحد لفخامة الرئيس وللرئيس الحريري ولقائد الجيش ولوزير العدل الحالي والذي سيخلفه ولوزير الداخلية ووزير الدفاع وكل المسؤولين المعنيين بهذا الموضوع: كلكم عليكم المسؤولية لمنع ما يحصل في المية ومية، هذه الحروب الصغيرة يمكن في لحظة ان تسبب حروبا كبيرة، لذا يجب أن تنطفئ وأن يأخذ صاحب الحق حقه".
وتابع: "مية فوق مية" سنعمر المية ومية، وكل لبنان وكل القرى المسيحية والاسلامية وبشكل خاص الملكية في المية ومية".
وحيا المطران حداد وتمنى "على من أساء فهم سيدنا بشكل او آخر الا يسيء فهمه بعد الآن، لأن سيدنا يحمل قضيتكم وانا اعرف ماذا يفعل وكيف يجاهد من اجل هذه القضية. آمل ان تتضامنوا معه كما نحن نتضامن معكم ومعه من اجل الدفاع عن المية ومية وكرامتها وحقوقها وحقوق أهلها".
وختم الرياشي: "زرنا قائد المنطقة وأطلعنا على كل التفاصيل، وهو يتابع بشكل دقيق جدا كل الوضع الامني المحيط بالمية ومية ويقوم باتخاذ الاجراءات المناسبة لضبط الامن. وهنا اثني على جهد الجيش وقائده واؤكد لكم أن الموضوع بالشكل الذي يتابع فيه ليس كافيا. على الدولة اللبنانية مسؤوليات اكبر ويجب ان نتحملها كدولة، ولو كوزراء تصريف اعمال، ولكن يجب ان نتحملها جميعا لوضع حد نهائي لهذا الموضوع. ممنوع أن يفكر اهلنا، ولا بأي شكل من الاشكال، في ترك بيوتهم جراء هذا الامر، ومن يريد ان يجعلهم يتركون منازلهم عليه هو ان يترك منزله".
بوسابا
ثم تحدث رئيس البلدية رفعات بو سابا الذي رحب بزيارة الرياشي وقال: "المية ومية تعاني منذ نحو عشرة ايام واكثر في المرحلة الاخيرة من القصف والرصاص المتساقط عليها من مدة 14 يوما. وقبل هذه المرحلة كان القصف مركزا على البيوت، وجاء وفود من المخيم الى بلدة المية ومية لتقديم الاعتذار، وهذا امر موثق. نحن لسنا ضد اي انسان ساكن في المخيم انما ضد السلاح المتفلت، وهذا سلاح له وجهة معينة، ومن يريد حمله فليحمله في وجهته المعينة وليس داخل المخيم. المية ومية تهجرت واصبح لدينا تهجير منظم، والرصاص على البيوت والقذائف وصل الى البيوت وأصبح لدينا أضرار في المنازل والسيارات، ونتمنى على جميع المسؤولين ان يأخذوا هذا الموضوع في الاعتبار، وهذا ما سبق أن صرحت به. الرصاص لا يتساقط عشوائيا وانما متعمد، والقذائف متعمدة، وانا اوجه كلمة الى مسؤولي المخيم واتمنى ان يسمعوها، عندما يكون الوضع هادئا يأتون الينا، ولكن تمنيت على هؤلاء المسؤولين خلال العشرة الايام من المحنة ان يأتوا الى البلدية ويقدموا اعتذارا او ان يكون هناك لقاء لتيسير الامور معهم، ولكن هذا الأمر لم يحصل".
وتابع: "المية ومية اهلها تركوها وذهبوا الى بيروت، والقسم الثاني نقل من المنازل المواجهة الى المنازل غير المواجهة. الاطفال روعوا وكبار السن اختبأوا تحت الادراج، وهذا الموضوع لم نعد نحتمله ولا نريد ان نغطي السموات بالابوات، وهذا الموضوع نقلناه الى فخامة رئيس الجمهورية والى قائد الجيش العماد جوزف عون، وجميع الوفود من نواب ووزراء اتوا وزارونا، موضوع المخيم بحاجة الى علاج جذري".
وأعلن بوسابا أن رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير سيكون له زيارة لبلدة المية ومية، متمنيا على الاهالي ممن تضررت بيوتهم او سياراتهم الحضور لتسجيل اساميهم واتخاذ الاجراء المناسب.
حداد
بدوره قال المطران حداد: "سنسمي هذه البلدة قلعة الصمود تجاه كل محاولة لإبعاد الناس عن أرضها وابعاد الاهل عن بعضهم البعض ودرب العيش المشترك والوحدة الوطنية. ما يحصل مرفوض من كل شرائح المجتمع اللبناني لانه يسيء الى وجه لبنان، اخوتنا الفلسطينيون لديهم معاناتهم ويفسرون هذه المعاناة بحمل سلاح من اجل قوى خارجية ودول لا تمت بصلة الى وحدة لبنان ومصلحته، المية ومية تدفع فاتورة دولية. وبعد كل القذائف والرصاص الذي طال بيوتنا واهلنا نشكر الله لانه لم يتضرر احد، ونطالب بتعويض رسمي وواضح لكل متضرر تأذى بيته او سيارته او املاكه. اشكر الوزير الرياشي الذي خصنا بهذه الزيارة في المية ومية، ودائما محبته كبيرة لطائفته الروم الكاثوليك، ومعروف عنه انه متعصب، ولكنه منفتح في الوقت نفسه، وقد جاء الينا ليقول لنا اثبتوا في ارضكم ونحن معكم".
وأضاف: "اوجه كلمة للذين يضعون على الفايسبوك تعليقات عن كل ما يحصل. المحبة كبيرة لكل شخص يضع تعليقات يراها من منظار ونحن نراها من منظار آخر. محبتي للجميع، وتأكدوا ان قضية المية ومية احملها في قلبي وبطريقتي الخاصة، وكل شخص يحمل بطريقة، ولكن المهم ان نصل جميعا الى مرفأ واحد هو سلام البلدة وازدهارها وليس الحرب والدمار فيها.
وعلى هامش اللقاء، سئل الرياشي عن امكان وجود قرار سياسي بجمع السلاح ودخول الجيش الى مخيم المية ومية، فأجاب: "انا مع نزع السلاح على كل الاراضي اللبنانية من أي فصيل وأي تنظيم. الجيش وحده يجب ان يحتكر السلاح على الاراضي اللبنانية، مع كل القوى الشرعية، وليس أي احد آخر. نحن ليس لدينا اي امر ضد الاخوة الفلسطينيين في المخيم الذين يتعرضون مثلهم مثل اهلنا للقصف والترهيب والخوف. ما يهمنا هو ان يستتب الامن ويتوقف القصف، والجميع يجب ان يكون تحت سقف القانون. جميع الموجودين على ارض لبنان يجب ان يكونوا تحت سقف القانون مثلهم مثل كل اللبنانيين، سواء كانوا سوريين او فلسطينيين يجب ان يكونوا تحت سقف القانون، وهذا ما يجب ان يحصل وما يجب ان يتم تطبيقه، وهو خط احمر ممنوع الخطأ فيها، وقد ناشدت فخامة الرئيس ودولة الرئيس التعاطي بهذا الموضوع بجدية كلية".
وطنية -