#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله استقبل وفدا من الحوثيين لبحث تطورات اليمن، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أقفل سابقا وما يزال الأبواب باتجاه سوريا.
الحدثان يتوازيان من حيث أن لبنان بدأ مرحلة جديدة من الصراع السياسي أبعد بكثير من تشكيل حكومة، كما أن الحدثين بدلالاتهما يؤكدان عدم منعة الساحة الداخلية، أنى كانت التفسيرات والمبررات، فخطوة السيد نصرالله تتخطى حضور الدولة، وموقف الحريري من الذهاب إلى سوريا يجافي منطق الدولة.
وما الإعلان عن زيارة وفد من الحوثيين وفي هذا التوقيت بالذات، إلا رسالة سياسية لا تقرأ بغير أنها موجهة من واقع المنطقة المشتعل إلى الداخل اللبناني، وكان أول الغيث رد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش متسائلا "كيف تتفق سياسة النأي بالنفس التي يحتاجها لبنان لتوازنه مع استقبال نصرالله وفدا من المتمردين الحوثيين؟".
هنا، اكتملت الصورة، وغدا نصبح جزءا من صراعات أكبر من لبنان الذي سيتحول في العلن - لا في الأروقة والغرف السوداء - ساحة لتبادل الرسائل، وهذا ما كنا قد ألمحنا إليه مع تعثر تشكيل الحكومة منذ الشهر الأول، وحذرنا منه مرارا في أكثر من مقال ومناسبة.
من حق أي فريق سياسي أن يكون له موقف من مجريات الصراع في دول العالم، لكن في حدود لا تتخطى سقف الدولة، ومن هنا، جاء موقف الرئيس الحريري معبرا عن تياره السياسي لا عن موقف الدولة ككيان واحد، واستقبال السيد نصرالله لوفد من الحوثيين يعني إقحام لبنان في معركة المحاور بين إيران ودول الخليج، وفي الحالتين النتيجة واحدة، أي المزيد من التشرذم ومقدمة لنزاعات داخلية إن لم يُضبط أداؤها فسيكون الشارع مداها، لنعيش فصلا جديدا من تعطيل الدولة ومؤسساتها.
لقد بات لبنان جزءا من صراع إقليمي لا بل إحدى ساحاته، ومن باب النقد لا أكثر، فقد تخطى الحريري الأسس التي أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتجاوز السيد نصرالله سقف الدولة وقدم المقاومة التي حفظت كرامة لبنان على مذبح الصراعات المدرجة في أجندات دول بعيدة، فيما قدسيتها لا يمكن أن تتأتى إلا من خاصرة الصراع العربي – الإسرائيلي.
حيال كل ذلك، لا حكومة في المديين القريب والبعيد، وبمعنى أصح، فمع دخول لبنان بقوة في جبهات الإقليم البعيدة والقريبة، لا يمكن أن نستنتج ونقول إلا: "طارت الحكومة"!