#الثائر
تغيب حركة الاتصالات واللقاءات عن المشهد الحكومي حتى الأربعاء المقبل، وربما أكثر، وبالانتظار يبقى الشلل حاضرا في ما عدا السجالات بسقوف مرتفعة، والتراشق بـ "حجارة" المواقف، والاتهامات المتبادلة بالعرقلة، وقد غدت لازمة تستحضر العبث السياسي كحالة ثابتة في مشهدية مأساوية، تنحو لتكون تراجيديا يونانية!
ولا حاجة للاجتهاد لتأكيد المؤكد، أي استبعاد احتمال إحداث أي خرق إيجابي في جدار أزمة التأليف، وترحيل مشكلة التشكيل إلى أمد غير منظور، مع الأسفار الخارجية، إذ إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على موعد مع ثلاث رحلات خارج لبنان خلال الأسابيع المقبلة، أولاها مطلع الأسبوع المقبل إلى ستراسبورغ حيث يلقي كلمة في البرلمان الأوروبي، وفي الوقت عينه يغادر الرئيس المكلف سعد الحريري إلى هولندا لمتابعة تطورات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي.
وفي الأثناء، ما تزال عملية تأليف الحكومة متوقفة عند حصص القوى السياسية وتفاقمها من أزمة حصص وأحجام وصولا إلى أزمة صلاحيات ومواقع، ويبقى التشكيل مؤجلا إلى ما بعد عودة الرئيسين عون والحريري.
في هذا السياق، رأى وزير المال علي حسن خليل أننا كقوى سياسية عاجزون عن الوصول إلى تشكيل حكومة جديدة، معتبرا أنه من الأمور المؤلمة أن نجهض نتائج الانتخابات النيابية من خلال الدخول إلى مستوى غير مسبوق من الخطاب الذي يرافق عملية التشكيل. خطاب بدأنا نسمع فيه حساسيات تتصل بالميثاق والدستور ومواقع الطوائف وعلاقات الطوائف مع بعضها البعض.
وأشار مصدر سياسي رفيع لـ "الثائر" althaer.com إلى أن عودة الرئيسين إلى لبنان سيعطي دفعا في حركة الاتصالات لكن دون إحداث خروق في جدار الأزمة، ولفت إلى أنه حتى الآن ليس ثمة أحد في وارد تدوير الزوايا، وأكد المصدر أيضا أن مساعي التأليف لن تتعدى تبادل الرسائل في المدى القريب والسعي إلى التهدئة والتخفيف من حدة التراشق والمواقف.
ومع استمرار "ملحمة" التأليف، يبدو أننا محكومون بانتظار راع أو رعاة إقليميين، وبمعنى آخر "حصان طروادة" يحرر تشكيل الحكومة من حصار فرضته القوى السياسية انطلاقا من تبني "مسلمات" لا أفكارا وطروحات قابلة للنقاش تفضي إلى تعديل في "المسلمات"، إلا إذا كان لبنان لا يستحق، وهذا على الأقل ما نتلمسه مع تقديم المصالح وتغليبها على كل ما من شأنه أن يدفع لبنان خطوات إلى الأمام لمواجهة أزماته وقد بلغت حد الفضائح!