#الثائر
كتبت صحيفة "المستقبل" تقول: أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفضه المجازفة بمصالح بلاده إرضاءً لإيران، وذلك عشية التئام البرلمان الجديد في جلسة هي الأولى له بعد انتخابات أيار الماضي المثيرة للجدل، مع إعلان نائب الرئيس نوري المالكي أنه لن يرشح نفسه مجدداً لمنصب رئاسة الوزراء.
وفي ساعة متقدمة ليل أمس، ارتفعت حظوظ العبادي في الاستمرار رئيساً للوزراء إثر الإعلان عن تحالف سياسي يضم 177 عضواً بمجلس النواب العراقي من 16 قائمة انتخابية، ما يجعله الكتلة الأكثر عدداً بالبرلمان المُنتخب حديثاً حسبما أظهرت وثيقة نشرتها وكالة الأنباء العراقية. وأصبح للتحالف الذي يضم تيار رجل الدين مقتدى الصدر وكتلة رئيس الوزراء الحالي عدد كافٍ من المقاعد لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وفي تصريحاته للصحافيين كان العبادي قال إن "الأمانة التي نحملها تستدعي منا عدم المجازفة بمصير شعبنا لمصلحة إرضاء إيران أو أي دولة جارة أخرى". وأكد أنه "ليس من حق دولة جارة أن تقطع مياه نهر الكارون عن شط العرب وتسبب أزمة مياه"، وأضاف قائلاً: "سنتحدث معهم بخصوص ذلك"، في إشارة إلى إيران التي قطعت مياه النهر عن العراق منذ مطلع الصيف، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب، وتسبّبت المياه الملوثة التي تعاني منها مدينة البصرة والمحافظة بأسرها، بتسمم المئات من السكان الذين اكتظت بهم المستشفيات خلال الأيام الماضية.
وأمس استخدمت الشرطة العراقية الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 150 محتجاً تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل نهر بن عمر النفطي في البصرة مهددين باقتحامه إذا لم ترد الحكومة على مطالبهم بتحسين الخدمات العامة وتبحث شكواهم بشأن مياه الشرب التي يقول سكان إنها غير صالحة للشرب.
وأكد العبادي أن "تحقيقاً سيجري بخصوص التسمم الذي حصل في البصرة لأنه حدث بشكل مفاجئ، ولم تثبت لنا التحليلات أن البكتيريا الموجودة في الماء تسببت في كل هذه الحالات من التسمم".
وكانت مفوضية حقوق الإنسان في البصرة كشفت أن الأوضاع في المحافظة "خطيرة" بسبب ارتفاع نسبة الملوحة وزيادة التلوث، وأشارت إلى أن الحكومة لم تُسجل أي فعل يوازي حجم الكارثة، بحسب موقع "السومرية".
سياسياً، بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التطورات على الساحة العراقية في اتصالين هاتفيين مع كل من نائب الرئيس العراقي أياد علاوي والعبادي، حسب بيان أصدرته المتحدثة باسم الخارجية هيذر نويرت.
وأشار البيان الأميركي إلى أن بومبيو بحث أيضاً العلاقات بين بغداد وإقليم شمال العراق، وشدد على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة بما يتوافق مع الدستور العراقي.
وأعرب الوزير الأميركي في اتصاله مع العبادي عن دعم بلاده لجهود العراق لتشكيل حكومة "وطنية ومعتدلة"، وشدد على "أهمية الحفاظ على سيادة العراق خلال هذا الوقت الحرج".
في غضون ذلك، تواصل القوى السياسية العراقية مشاوراتها لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر قبيل جلسة البرلمان اليوم. ولفت في هذا الإطار تأكيد المالكي أنه لن يرشح نفسه مجدداً لمنصب رئيس الوزراء.
وحسب بيان لمكتبه الإعلامي، قال زعيم ائتلاف "دولة القانون": "عندما أعلنت قبل سنوات أني لن أترشح لرئاسة الوزراء كنت جاداً وعن رؤية لا زلت ملتزماً بها وأظنها مصلحة، والآن أؤكد قراري ولنفس الأسباب والرؤية". وأضاف أن المالكي قدم الشكر لمن كان لديه رغبة في تسلمه المسؤولية. وبيّن أنه "سيكون سنداً وعضداً لأي شخص يستلم هذا المنصب حتى يُساهم في تصحيح الأوضاع وتحقيق المهام الوطنية".
ورجح مصدر نيابي مطلع في تصريح لـ"المستقبل" تأجيل جلسة البرلمان العراقي لعدم التوافق بين الكتل النيابية على الكتلة الأكبر أو حسم المرشح لرئاسته، فضلاً عن وجود خلافات بين الكتل السنية تتعلق باسم المرشح لرئاسة البرلمان وعدم حسم الشيعة والأكراد لاسمي المرشحين لمنصبي نائبي رئيس البرلمان.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها "تستغرب" تقرير "رويترز" بأن إيران نقلت صواريخ إلى العراق، مشيرة إلى أن هذه التقارير "لا تمتلك دليلاً ملموساً"، إلا أنها لم تذهب إلى حد نفي فحوى ذلك التقرير.
وقالت الوزارة في بيان "وفي الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة أن العراق غير مُلزم بالرد على تقارير صحافية لا تمتلك دليلاً ملموساً على ادعاءاتها ومزاعمها، فإنها تؤكد أن جميع مؤسسات الدولة العراقية مُلزمة وملتزمة بالمادة السابعة من الدستور والتي تنص على عدم استخدام الأراضي العراقية مقراً أو ممراً لأيّ عمليات تستهدف أمن أي دولة أخرى".
وتعليقاً على ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي في تعليق له على "تويتر" عن قلقه البالغ من التقارير التي ذكرت أن إيران نقلت صواريخ باليستية إلى العراق.
وكانت مصادر إيرانية وعراقية وغربية قالت لـ"رويترز" إن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك.
ورفض كل من الحكومة والجيش العراقيان التعليق آنذاك. وجاء في البيان الصادر أمس، "تستغرب وزارة الخارجية العراقية من الادعاءات التي ساقها تقرير صحافي حول تلقي (جماعات مسلحة عراقية) صواريخ باليستية من إيران".
ورفضت إيران أول من أمس التقرير ونقلت وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله "إن مثل تلك الأنباء الزائفة والسخيفة لا هدف لها سوى التأثير على علاقات إيران الخارجية خصوصاً مع جيرانها". وأضاف: "هذه الأنباء لا تستهدف سوى إثارة المخاوف في دول المنطقة".
ومن شأن أي مؤشر على أن إيران تتأهب للتوسع في نشر وتطوير الصواريخ في العراق، أن يؤدي إلى تفاقم التوتر الذي زاد بينها وبين واشنطن بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي. ومن شأن ذلك أيضاً أن يُحرج فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي والتي تسعى لإنقاذ الاتفاق على الرغم من تجديد العقوبات الأميركية على طهران.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران في المخابرات العراقية ومصدران في مخابرات غربية، إن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى حلفاء لها في العراق خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال خمسة من المسؤولين إنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ.