#الثائر
كتبت صحيفة الحياة تقول: شهدت التظاهرات في إيران ، لليوم الخامس، احتجاجاً على انهيار الريال وتدهور الوضع المعيشي، تطوراً ذا مغزى تمثل في شنّ محتجين هجوماً على حوزة علمية غرب طهران.
جاء ذلك عشية فرض الولايات المتحدة حزمة أولى من العقوبات على إيران، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015. وأوصت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دولاً حليفة بوقف كل وارداتها من النفط الإيراني ابتداءً من 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وإلا خضعت لعقوبات مالية. وكتبت الخارجية الأميركية عبر حسابها باللغة الفارسية على "تويتر": "من حق شعب إيران تقرير مسار بلاده في نهاية المطاف، وأميركا تساند صوته الذي يتم تجاهله منذ وقت طويل".
وتواصلت احتجاجات في مدن إيرانية، بينها طهران وكرج وشيراز ومشهد وهمدان، وسط انتشار كثيف لقوات أمن ووحدات مكافحة الشغب. وهتف هؤلاء بشعارات منددة بالمرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، مرددين "الموت للديكتاتور".
وبثّ موقع إخباري محافظ تسجيلاً مصوّراً لمسيرة احتجاج في مدينة مشهد بعد صلاة الجمعة، قال خلالها الخطيب للحشد: "أكثر نوابكم لا يكترث لمشكلات الشعب. أكثرهم لديه جوازات سفر (أجنبية) وعائلاتهم تقيم في الخارج. على القضاء أن يعثر عليهم ويوقفهم".
وأعلن مدير حوزة في مدينة تبعد مئة كيلومتر غرب طهران، أن "حوالى 500 متظاهر هاجموا المدرسة مساء (الجمعة)، محاولين كسر أبوابها وإحراق أشياء فيها". وأضاف أن المحتجين "كانوا يحملون حجارة وكسروا كل نوافذ قاعة الصلاة، وهم يرددون شعارات ضد النظام"، مشيراً الى أن الشرطة فرقتهم واعتقلت عدداً منهم.
وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، أمر روحاني بـ "معاقبة المخلّين بالاقتصاد، تحديداً في ما يتعلّق بالعملات الأجنبية، وإدراج أسمائهم على اللائحة السوداء للبلاد"، فيما أعلن نائبه الأول إسحق جهانكيري أن السلطات ستعلن غداً "سياسة جديدة في ما يتعلّق بإدارة سوق النقد الأجنبي والعملات غير الإيرانية"، معتبراً أن "الأيام المقبلة ستشهد ظروفاً اقتصادية جديدة في البلاد".
وأعلنت شركة الخطوط الإيرانية أنها ستتسلّم اليوم 5 طائرات جديدة من شركة "آ تي إر" الفرنسية - الإيطالية، عشية إعادة فرض العقوبات الأميركية. لكن المصرف المركزي الألماني أدخل تغييرات على قواعده لإتاحة مراقبة أشد لنقل الأموال، في ما اعتُبر محاولة لمنع طهران من سحب 300 مليون يورو مودعة في مصرف في مدينة هامبورغ، قبل العقوبات الأميركية. وأشاد السفير الأميركي في برلين ريتشارد غرينيل بالخطوة، معرباً عن "امتنانه لشركائنا الألمان في المستشارية والحكومة، للاعتراف بالحاجة إلى التحرك"، مشدداً على أن "النشاطات الإيرانية الخبيثة في كل أنحاء أوروبا، مصدر قلق متزايد بالنسبة إلينا".
الى ذلك، علّق حسين أمير عبداللهيان، مستشار الشؤون الدولية لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، على عرض ترامب قمة بلا شروط مع روحاني، قائلاً: "ليست لدى ايران مشكلة في الجلوس على طاولة المفاوضات مع أميركا، بل مع سلوكها العنجهي، وجرائم كبرى ترتبط بما قبل الثورة وبعدها، وانتهاكها المتكرر التزاماتها". ولفت الى أن "المفاوضات مع أميركا لم تكن يوماً (أمراً) محظوراً، والدليل أن عشرات من اللقاءات عُقدت بين وزيرّي خارجية البلدين في شأن الاتفاق النووي، وأُجريت ثلاث جولات من المحادثات في بغداد، كنت حاضراً فيها".
وانتقد علي مطهري، نائب لاريجاني، رفض قائد "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال محمد علي جعفري دعوة ترامب، قائلاً إن بلاده "ليست كوريا الشمالية". وقال: "في ما يتعلّق بملفات، مثل التفاوض مع الولايات المتحدة، على الحرس الثوري أن يطيع قرار النظام". وخاطب جعفري قائلاً: "أنت وأخوان مجاهدون آخرون في الحرس تدركون أن على الحرس أن يتجنّب إعلان تعليقات شخصية (حول هذه المسائل). إن إبداء تعليقات نيابة عن الأمّة هو من مسؤولية الشخص المنتخب من الشعب، أي الرئيس، ولا يحق لأي شخص في مناصب أخرى فعل ذلك".