#الثائر
كتبت صحيفة "المستقبل" تقول: بخلاف ما تم الترويج له على جبهة التهويل والتهليل بخراب التسوية الوطنية وتقويض مشروع الاستقرار والنهوض الذي أنتجته ونجحت في ترجمته عملياً في أكثر من استحقاق حكومي وتشريعي، وفي سياق متقاطع ومتطابق في التصوّر والعزم مع توجّه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إزاء عملية التأليف، أتى موقف رئيس الجمهورية ميشال عون في احتفال عيد الجيش ليقطع الشك باليقين حيال رفضه العلني الواضح والصريح لتشكيل حكومة أكثرية، مجدداً دعمه لقيام "حكومة جامعة للمكونات اللبنانية".
ففي الشق المتعلق بالملف الحكومي في الكلمة التي ألقاها خلال ترؤسه حفل تخريج دورة ضباط دورة "فجر الجرود" في الكلية الحربية بالتزامن مع عيد الجيش الثالث والسبعين بمشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف، أكد عون عزمه على أن تكون الحكومة العتيدة جامعة "من دون تهميش أي مكوّن أو إلغاء دوره ومن دون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف"، مع تشديده في الوقت عينه على رفض أن يستأثر أي طرف بالقرار أو يُعطّل مسيرة الدولة. ومن هذا المنطلق، أبدى رئيس الجمهورية عزمه المتجدد "بالتعاون مع دولة الرئيس المكلّف على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة، مراهناً على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني"، مقابل تحذيره من أنّ "أي انكفاء في هذه المرحلة المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن هو خيانة للوطن وآمال الناس".
وإذ حدّد أهداف المرحلة المقبلة بالعمل على "النهوض بالاقتصاد وقطع دابر الفساد وقيام الدولة القوية والقادرة وإغلاق ملف النازحين بعودتهم الآمنة إلى بلادهم"، عبّر عون في هذا المجال عن امتنان لبنان "للمبادرات التي تهدف إلى اعتماد إجراءات عملية تؤمن عودة آمنة للنازحين"، داعياً إلى ملاقاة هذه المبادرات "بجهوزية تامة بما يُحقق الهدف المنشود".