#الثائر
لم ينفجر "لغم" التعيينات العسكرية في مجلس الوزراء أمس، ومر "القطوع" بسلام، وحسنا فعل الوزراء ومن خلفهم القوى السياسية المتحاصصة حين تمكنوا من نزع صاعق التفجير قبل الجلسة، وفي ذلك درس يمكن تعميمه على مستوى كل الملفات الساخنة.
ليختلف السياسيون خارج المجلس قدر ما يشاءون من أجل "طبخ" التسويات قبل التوجه إلى اجتماعات الحكومة، وهذا الأمر لا يتطلب أكثر من تكثيف الاتصالات، ويمكن أن تحل النزاعات عبر الهاتف، بمعنى أن يكون ثمة "مطبخ" مواز، وهنا يقتصر دور مجلس الوزراء على تقديم "الأطباق" جاهزة ناجزة، ولا حاجة لـ "تذوقها"، تكفي الموافقة عليها برفع الأيدي لتعزيز المناخ الديموقراطي بدءا من مجلس الوزراء.
لا نقول هذا الكلام من قبيل السخرية أو التهكم، لا قدر الله، فالظروف السياسية الضاغطة والملفات العالقة، لا تحتمل نزالا و"تشميرا" عن السواعد و"عقد الحواجب" كما شهدنا في ملف النازحين السوريين ، فضلا عن أن لا ديموقراطية في مجلس الوزراء، بمعنى التصويت على القرارات بالأكثرية، لذا تبقى التوافقات مطلوبة كي يمشي البلد ويقف على ساقيه النحيلتين، وليس ثمة ما يمنع من "رشة" مطيبات ديموقراطية بين الحين والآخر، ما يوحي بأننا طاعنون في الديموقراطية.
المشكلة في مجلس الوزراء أو في الحكومات اللبنانية عموما وتاريخيا، أن لا مجال لنقاش وأخذ ورد، كل فريق "متمترس" خلف مواقفه، والنقاش في حده الأدنى يغدو اشتباكا بالمواقف، وفي مثل هذا الجو المشحون لا يمكن أن تمر المشاريع، ليس هذا فحسب، فبعد أن وصلت الحكومة إلى منطقة مشتبكة في موضوع النازحين، بدأنا نسمع كلاما من قبيل تطيير الحكومة وتكليف بديل عن الرئيس سعد الحريري، ونعلم أن ثمة من ينتظرون مثل هذه السانحة ويراهنون على تطور دراماتيكي، ليكونوا في سدة الرئاسة الثالثة خدمة للبنان بالتأكيد وليس لمصالح شخصية كما قد يتراءى للبعض من سيئي النوايا.
هكذا السياسة في لبنان، الكل يسير في حقل ألغام بلا خرائط وضعتها الطوائف، وعلينا أن نُمسكَ دائما بقلوبنا، ونمسكَ أنفسنا عن "النق"، خصوصا وأن مصير البلد بات متوقفا على هفوة من هنا أو "شطحة" من هناك، وهذه المرة نجونا من "قطوع" التعيينات، ونتمنى أن ننجو لاخقا مفخخة الكهرباء، ولنكن واضحين أكثر نتمنى ألا تظل الحكومة نفسها مفخخة، وهنا نسأل الله أن يهدي المسؤولين سواء السبيل، وأن يلهمنا الصبر و"طُولة البال".