موسكو: الحرب صارت مع الغرب بأسره |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
موسكو: الحرب صارت مع الغرب بأسره
على وقع استمرار المعارك العنيفة في سياق الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية، والتي يتكبد فيها الطرفان خسائر كبيرة، على ما تقول الاستخبارات البريطانية، رأى الكرملين أن المواجهة «تحولت فعلياً إلى مواجهة مع الغرب بأسره»، في ضوء الدعم العسكري الذي يصل إلى كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية الأحد، في تعليق على تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية: «في الواقع، جرى شن العملية العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا... ضد نظام كييف، لضمان سلامة سكان دونباس. هذا صحيح. والآن هي عملياً حرب بين موسكو والغرب بأسره»، وفق وكالة أنباء «تاس» الروسية.
وفي إشارة إلى تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إقامة «طوق وقائي» على أراضي أوكرانيا إذا استمر قصف المناطق الروسية، قال بيسكوف إنه مع توسع نطاق الأسلحة التي يجري تسليمها إلى أوكرانيا، ستتسع المنطقة العازلة «أي المسافة التي سيتعين علينا إبعاد الأوكرانيين عن أراضينا».
وعلى الجانب الآخر، قال مفوض الصناعة بالاتحاد الأوروبي تييري بريتون في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية اليومية إن الاتحاد الأوروبي «يسرع وتيرة تسليم الأسلحة» إلى أوكرانيا دعماً للهجوم المضاد على القوات الروسية. وقال: «سنكثف جهودنا لتسليم الأسلحة والذخيرة... هذه حرب تتصاعد وتلعب (هذه الأسلحة) دوراً حاسماً فيها». وأضاف: «نحن نتأهب لحرب قد تستمر عدة أشهر أخرى أو حتى فترة أطول».
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الدفاع البريطانية الأحد، في تقريرها الاستخباراتي اليومي، إن أوكرانيا وروسيا «تتكبدان خسائر كبيرة» في ظل احتدام القتال على الجبهة... و«إن القوات الروسية تكبدت أكبر خسائرها منذ اندلاع معركة بلدة باخموت في مارس (آذار) الماضي».
ولم تذكر الوزارة تقديراً لعدد القتلى أو المصابين، لكنها أفادت بأن أشد المعارك تحدث في زابوريجيا وغرب دونيتسك وبالقرب من باخموت.
وكتبت: «في كل هذه المناطق، تواصل أوكرانيا شن عمليات هجومية، وقد أحرزت تقدماً طفيفاً». أما في الجنوب فعادة ما تنجح روسيا في «عمليات دفاعية فعالة نسبياً».
ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها تمكنت من صد سلسلة من الهجمات في ثلاثة قطاعات من جبهة القتال حيث تضغط أوكرانيا بقوة أكبر في منطقة زابوريجيا. ولم يأت البيان على ذكر حي بياتيخاتكي السكني في المنطقة ذاتها، الذي قال مسؤول محلي عينته روسيا في وقت سابق، إن أوكرانيا سيطرت عليه.
وفي الموازاة، قال سيرهي براتشوك المتحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا، إن القوات الأوكرانية دمرت مخزن ذخيرة «مهماً» بالقرب من مدينة هينيتشيسك الساحلية التي تحتلها روسيا في منطقة خيرسون جنوب البلاد. وأضاف في رسالة بالفيديو صباح الأحد: «قواتنا المسلحة وجهت ضربة قوية في الصباح، وضربة مدوية جداً، في قرية ريكوف في منطقة هينيتشيسك في المنطقة المحتلة مؤقتاً بمنطقة خيرسون».
وأردف: «كان هناك مخزن ذخيرة مهم جداً، جرى تدميره»... ونشرت وسائل إعلام أوكرانية مقاطع فيديو تظهر تصاعد عمود دخان كثيف في السماء مع دوي أصوات انفجارات.
وتقع ريكوف على مسافة نحو 20 كيلومتراً من هينيتشيسك، المدينة الساحلية المطلة على بحر آزوف في جنوب أوكرانيا، واحتلتها القوات الروسية منذ الأيام الأولى للغزو في فبراير (شباط) 2022.
وقبل ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون إن عدد قتلى الفيضانات الناتجة عن تدمير سد كاخوفكا ارتفع إلى 16، بينما قال مسؤولون روس إن 29 شخصاً لقوا حتفهم في الأراضي التي تسيطر عليها موسكو.
وتسبب انهيار في سد كاخوفكا في السادس من يونيو (حزيران) في إغراق مساحة كبيرة من الأراضي في جنوب أوكرانيا، وفي الأجزاء التي تحتلها روسيا من البلاد، ما أدى إلى إتلاف الأراضي الزراعية، وقطع الإمدادات عن المدنيين.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية على «تلغرام» في ساعة متأخرة من ليل السبت - الأحد، إنه جرى إجلاء أكثر من 3600 شخص من المناطق التي غمرتها الفيضانات في منطقتي خيرسون وميكولايف، بينما لا يزال 31 في عداد المفقودين ونحو 1300 منزل مغمور بالمياه.
وأعلن أندريه ألكسينكو، رئيس الإدارة التي نصبتها روسيا في الأجزاء التي تحتلها من منطقة خيرسون، على «تلغرام» أن عدد القتلى ارتفع إلى 29.
وتتهم أوكرانيا روسيا بتفجير السد الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، ويخضع لسيطرة موسكو منذ الأيام الأولى لغزوها الذي بدأته العام الماضي. وأشار فريق من الخبراء القانونيين الدوليين، الذين يساعدون المدعين العامين الأوكرانيين في تحقيقهم، إلى أنه من «المرجح للغاية» أن الانهيار كان نتيجة متفجرات زرعها الروس. فيما يتهم الكرملين، كييف بتخريب السد الكهرومائي، بهدف قطع مصدر رئيسي للمياه عن شبه جزيرة القرم، وصرف الانتباه عن الهجوم المضاد «المتعثر».
وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» بدورها، إن هناك أدلة تشير إلى أن تدمير سد كاخوفكا الضخم نتج عن انفجار داخلي تقف وراءه موسكو. وذكرت نقلاً عن مهندسين وخبراء متفجرات، يوم الجمعة «أن تحقيقاً أجرته وجد أدلة تشير إلى انفجار عبوة ناسفة في ممر عبر القاعدة الخرسانية للسد، ما أدى إلى تدميره في السادس من يونيو». وأضافت: «تشير الأدلة بوضوح إلى أن السد انهار نتيجة انفجار نفذه الجانب الذي يسيطر عليه: روسيا». ونقلت عن المهندسين قولهم إن الفحص الكامل للسد بعد تصريف المياه منه، يمكن أن يحدد تسلسل الأحداث التي أدت إلى الدمار». .. وبمناسبة «يوم الأب» الذي تصادف الأحد، كتب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي: «شكراً لكل أب أوكراني، لكل عائلة أوكرانية، على جنودكم الأشداء والشجعان الذين دافعوا عن استقلال أوكرانيا، ويقاتلون من أجل أن تحيا أوكرانيا».
ونشر فيديو أعدته منصة «يونايتد 24» التي أنشأها لجمع الهبات، يعرض جنوداً أوكرانيين عائدين إلى بيوتهم ويحملون أطفالاً. وأضاف زيلينسكي: «آمل أن يحظى آباؤكم بحياة مديدة مليئة بالصحة، ولكل والد على خط الجبهة أن يتمكن ذات يوم من العودة إلى بيته».
|
|
|
|
|
|
|
|
|