المنطقة العازلة على حدود قطاع غزة... مصيدة قنص إسرائيلي للمزارعين الفلسطينيين |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
مها العواودة - النهار _ غزة
المنطقة العازلة على حدود قطاع غزة... مصيدة قنص إسرائيلي للمزارعين الفلسطينيين
إمعاناً في تشديد حصارها على غزة، ومضايقاتها للفلسطينيين، شرعت القوات الإسرائيلية قبل عدة أيام ببناء جدار عازل جديد مع القطاع على طول 4.6 كيلومترات لتوفير الحماية للمستوطنات، وتحركات المستوطنين، قرب السياج الفاصل مع القطاع والذي نكب حياة المزارعين وحول محاصيلهم وقوداً لقذائف اسرائيل. يمتد السياج الفاصل شرق قطاع غزة وشماله، الذي أقامته القوات الإسرائيلية بعد النكبة الفلسطينية عام 1948، والمعروف بخط الهدنة، بطول نحو 60 كيلومتراً، من بيت لاهيا شمالاً حتى مدينة رفح جنوباً. في تلك المنطقة فصول معاناة يومية يعيشها المزارعون الفلسطينيون. فقد تعرضت منازلهم وأراضيهم على مدار أكثر من عقدين، بخاصة منذ بدء "انتفاضة الأقصى"، لعمليات تجريف وتدمير ممنهجة، وصولاً الى إنشاء ما يطلق عليه "المنطقة العازلة" بعمق مئات الأمتار داخل القطاع، التي يحظر على الفلسطينيين الزراعة أو التنقل فيها بحرية. ولا شك في أن الجدار العازل الجديد سيزيد معاناة الفلسطينيين الذين حولت اسرائيل منطقة رزقهم مصيدة لهم. ويؤكد الباحث في "مركز الميزان لحقوق الإنسان" في غزة حسين حماد لـ"النهار العربي" أن المنطقة العازلة، والتي يطلق عليها من الناحية القانونية منطقة "مقيدة الوصول" تمتد بعمق يصل إلى أكثر من 1000 متر داخل قطاع غزة المحدود المساحة التي لا تتجاوز 364 كم2، وتشكل تلك الأراضي التي كانت تعد سلة غذاء قطاع غزة 35 في المئة من مجمل المناطق الزراعية في القطاع، مشيراً الى أنه على سبيل المثال لا الحصر تم توثيق 42 عملية توغل تخللتها عمليات تجريف واسعة للأراضي الزراعية خلال عام الماضي. ورغم المخاطر التي يتعرض لها المزارعون الفلسطينيون الذين تقع أراضيهم في "المنطقة العازلة" يبقى إصرارهم على زراعة أراضيهم، ولو بالمزروعات الفصلية، لا الأشجار مثل الحمضيات والزيتون، التي كانت تزرع في تلك المناطق، اذ يحظر على المزارعين الفلسطينيين زراعة الأشجار، تحت ذريعة استخدامها لتنفيذ هجمات ضد الدوريات العسكرية الإسرائيلية، كما يزعم الاحتلال. ويقول مستشار "المركز العربي للتطوير الزراعي" د. محسن أبو رمضان لــ"النهار العربي" إن "المنطقة المقيدة الوصول على طول المناطق الشمالية والشرقية، هي منطقة أعيد احتلالها واقتطاعها من مساحة القطاع الضيقة أصلاً، وتضم تلك الأراضي أكثر من 35 في المئة من مساحة الأراضي الزراعية الخصبة في القطاع، ويعمل فيها نحو 20 ألف مزارع حرموا من العمل فيها، نظراً الى صعوبة الوصول إليها، لأن مصيرهم سيكون الموت أو الاعتقال". ويشير أبو رمضان الى أن إقامة هذه المنطقة التي تم توسيعها تدريجياً، ساهم في تفاقم نسبة انعدام "الأمن الغذائي" والتي وصلت في قطاع غزة الى معدلات تجاوزت 80 في المئة، مع ارتفاع ظاهرة الفقر والبطالة، وفق التقارير الدولية، لافتاً النظر إلى أن المنطقة "مقيدة الوصول"، تشكل بالإضافة الى كونها سلة غذاء القطاع، مصدراً مهماً للثروة المائية والحيوانية التي حرم الفلسطينيون من استغلالها، نظراً الى إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المشددة في تلك المناطق. ويرى الناشط المجتمعي صابر الزعانين من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة في حديث الى "النهار العربي" أن المنطقة العازلة تشكل كابوساً لكل الفلسطينيين، باعتبار تلك المناطق هي متنفس أهالي القطاع ذي الكثافة السكانية العالية، مشيراً الى أنهم ينفذون باستمرار مبادرات مجتمعية من أجل مساعدة المزارعين الفلسطينيين التي تقع أراضيهم قرب السياج الفاصل على زراعة أراضيهم بالمزروعات المختلفة، مؤكداً تعرضهم أكثر من مرة لإطلاق النيران من الأبراج العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على طول السياج الحدودي. ويلفت الزعانين الى أن الاحتلال يواصل ترويج الرواية الأمنية الزائفة حول إقامة المنطقة العازلة، مبيّناً أن الاحتلال أقام جداراً فولاذياً عازلاً بعمق عشرات الأمتار، مزوداً بأحدث التقنيات والأسلحة، ويمتد هذا الجدار الفولاذي من أقصى شمال قطاع غزة الى أقصى الجنوب على ارتفاعات مختلفة، ويتم قتل أو اعتقال أي فلسطيني يقترب منه؟ ويضيف: "حتى الحيوانات والحياة البرية حرم منها القطاع نتيجة إقامة هذا الجدار، كما سجلت عشرات حالات قتل وإصابة الفلسطينيين خلال الفترة الماضية، وهذا يعد انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
|
|
|
|
|
|
|
|
|