الذكرى الثانية عشرة لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
رلى السماعين يُنشر بالتعاون مع النشرة الدولية -
إثنتا عشرة سنة مرّت على إطلاق مبادرة أردنية عابرة للحدود و الأماكن تدعو إلى تصالح المجتمعات والأفراد بعضهم ببعض، وتهدف إلى تهذيب النفس، والتصالح مع المجتمع والبيئة، وتؤدي إلى الاستقرار الذاتي والاستقرار المجتمعي والازدهار والارتقاء، إنها مبادرة اسبوع الوئام العالمي بين الأديان والتي أعتبرها الاهم بين المبادرات التي أطلقتها المملكة. نفتخر بأننا دولة ديمقراطية تسعى دائماً لتبرز هذه السمة العامة من خلال الحث والتركيز على العمل والجهد الجماعي، والذي يُعبّر عنه بالحوار وطرح الآراء وتقبّلها، ومن ثم احترام حرية الرأي والحرية العامة التي تضبطها المنظومة الاخلاقية والمجتمعية.
هذه المشاركة الجماعية هي التي أبقت الأردن صامداً في فترة الصعاب، وقادراً على تحدي العقبات، وتحمّل كل الظروف القاسية التي مررنا بها، ومكّنتنا من تحويل غالبية التحديات التي شهدناها إلى فُرص تصدينا لكل فتنة وشرذمة وضيقة، وهذا هو الوئام بالممارسة. ولأن مبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هي بالأصل مبادرة أردنية نبعت من حياة طبيعية عاشها ويعيشها الأردنيون بعضهم مع بعض، ومن موقع الأردن الاستراتيجي المهم بين مكة المكرمة والقدس الشريف، بات من الواجب علينا الآن تعزيز تطبيق قيم هذه المبادرة بالممارسة الفعّالة لتبقى حيّة في أوقات صعبة وأزمنة قاسية.
ففي عام ٢٠١٠ اقترح جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ٦٥ في نيويورك، مبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، ونظراً لأهمية هذه الفكرة وكونها الأولى من نوعها وفِي وشموليتها فقد تم تبني هذه المبادرة بالإجماع وهذه الخطوة بحد ذاتها فخر أردني وبتنا نحتفل بذكرى المبادرة في أول أسبوع من شهر شباط من كل عام. الوئام هي كلمة نستعملها، وصفات جميلة محببة نعيشها، وهي أيضاً أشخاص أقوياء بيننا سلوكهم اليومي فيه الكثير من الحب واحترام الآخرين.
فمن الصفات هي أن يكون الأفراد لطفاء في التعامل، متواضعين، شفوقين ومتسامحين غير طمّاعين أو كذّابين أو أنانيين أو غاضبين، أما قادة الوئام فهم من تكون مخافة الله بين عيونهم، الذين يحرصون على الممتلكات العامة وكأنها لهم، يهتمون بأنفسهم ليس لدرجة الأنانية ليتمكّنوا من الاهتمام بغيرهم، هؤلاء هم قدوة في مجتمعاتهم الضيقة والعامة، وهم من علينا أن نختارهم ليمثلوها وليكونوا قدوة حسنة لغيرهم. من الحكمة الآن أن نعمل معاّ على تعزيز الوئام كثقافة مجتمعية شاملة ، تشمل المناهج المدرسية، والبرامج الإعلامية، والمشاركات في مواقع التواصل الرقمية من خلال تبني استراتيجيات ومشاريع تُعززع الوئام وتنشره وبذلك نحافظ على مجتمعنا متماسكاً، وبذات الوقت نواجه التحديات بثقة أكبر. أسبوع الوئام هي مبادرة جريئة وشجاعة وشاملة تعطي أملاً بأن هناك من يهتم وهناك من ينادي من أجل المحبة والسلام وحقوق الإنسان أينما كان.
*صحافية وكاتبة مختصة في شؤون الحوارات والمصالحة المجتمعية
|
|
|
|
|
|
|
|
|