وما حياتُنا إلآ مُقاومة |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
الدكتورة رهام زهير المومني –
حياتنا نحياها بالأمل، وغداً لا ندري عنه … إيماننا كبير بأنه أجمل وأحلى … فالحياة هدية من الله ونحن له دائماً من الشاكرين، خُلقنا في كَبدٍ، وعلينا أن نتعايش في كل الظروف وأن نقاوم جميع التحديات والصعاب التي تواجهنا، وكلما كبرنا سنة أدركنا ما تحّمله أهلنا من مصاعب ليوفروا لنا سبل العيش الكريم بالحب والإصرار والعزيمة، ومقاومة التحديات مشروع لا ينتهي، وتوقفه يعني الهزيمه والضعف والموت السريري.
كَبُرت وأدركت معنى المقاومة والعناء، قاومت ولا زلت كغيري أُقاوم، ومنذ أن إعتمدت على نفسي وتحملت مسؤوليات تحمّلها أهلي قبلي، بدأ المشوار وبدأت الحياة ومشاكلها تأخذ مني أحلامي لفترة وتعطيني ما أريد بعد عناء طويل، وقتها كنت أشعر بلذة العطاء فالحياة تستحق التعب … والمشوار طويل.
قاومت التغييرات بمواسمها الأربعه، وقاومت صعوبة النهوض بأسرة وتحمل مسؤوليتها من تربية وتعليم، قاومت ضغوط الحياة المادية والمعنوية، وواجهت التحديات بتحويلها الى فرص، فَكبُرت وكَبُرت معي طموحاتي وأحلامي، إلى أن حققت معظمها وقاومت كل عائق بطريقي رمياً بالرصاص، فشغفي للنجاح والوصول كبير، ومن غير المقاومة لن أستمتع بأي إنجاز.
دائما نقاوم وبأي مكان نقاوم ولكل شيئ نحبه ولا نحبه نقاوم، نحيا ونموت ونقاوم.
نقاوم إذا مرضنا لنشفى ونرجع لمحبينا، نقاوم البرد والحر، نقاوم ضنك الحياة بالعمل، نقاوم إذا رُفضنا بوظيفة فنكرر محاولاتنا للحصول عليها أو على غيرها لنثبت لأنفسنا وللجميع أننا نستحقها، نقاوم عند سماعنا خبر محزن من أن نضعف أو نستسلم أو نُحبط فنسترجع قوانا بأعجوبة لأن الله أنزل الصبر علينا، نقاوم كل متعة ورحلة وإستجمام إذا كان عندما إلتزام أو إمتحان أو بسبب ظروف لم تسمح لنحقق الهدف الذي نصبو اليه، نقاوم جلسة مستفزة بكل المقاييس وأشخاص متعمدين الأذى فنهّز الرأس ونختصر المسافة فالإنسحاب سيد الموقف، نقاوم نميمة وصلتنا من شخص عزيز أو صديق ونستمر برفقتهم كي لا نخسرهم، نقاوم خسارة عزيز بالصبر والدعاء، ونقاوم وجع صديق يتألم لفقدان أو لمرض بالوقوف معه وتشجعيه، نقاوم أكلة نحبها لنحافظ على صحتنا ونقاوم الفقر لنعيش أحرار، نقاوم الظلم الذي يحتاج لطاقة وصبر وقوة كامنة، فهو أشبه بباب الفرج والنور … ظلم صديق، مدير، زميل، قريب هو نفس الشعور الذي ينتابك، هو ألم وصفعه تقاومها وأنت مؤمن أن الحق لن يضيع، فكلّ واحدٍ منّا له في المقاومة قصصٌ وأحداث…. نقاوم مشاكل تحدث لنا فجأة في البيت في العمل في المجتمع، نقاوم أزمة إقتصادية هزت ميزانية المنزل، نقاوم مشكلة رسوب أحد الأبناء التي تسببت بخسارة سنة ونقاوم ألم العمل بالمنزل والواجبات عندما نكون مرهقين، ونقاوم تقلبات المزاج لأفراد مقربين غيرها الكثير.
وما زلنا نقاوم أكبر تحدي في الحياة هو فيروس الكورونا، الفيروس الخطير الذي ضرب العالم وأغلق الحدود بين الدول وغير أسلوب حياة الناس وعاداتهم، وأفقدنا الكثير من الأحبة والأصدقاء الذين خسرناهم والذين قاوموا بأجسادهم الضعيفه التي لم تتغلب عليه، نقاوم ويقاومون الى الرمق الأخير، والعالم بأكمله يقاوم بإنتاج اللقاحات وإتباع أسس السلامه العامه والإغلاقات التي تحد من إنتشاره رغم أن الحل الوحيد لمنعه ليس الحظر او بتقليص ساعات الغلق انما بأخذ اللقاح لكسب المناعه والحد منه.
المقاومة هي مشاعرٌ يوميّة تُشعرنا بالتعب والإرهاق، تجعل منا أشخاصا متأهبين متقلبين بمشاعرنا، فتارة تشعر بالقوة والنصر وتارة تشعر بالإحباط والضعف، وتارة تشعر أنك بدأت من جديد لتقاوم مجدداً.
فالمقاومة هي إيمان وصدق للمشاعر، هي رحمة من الله، هي حياة جديدة تُمنح، هي قوة وهبه … فلنقاوم دائما ولنتمتع بالصبر والعزيمة والإيمان فالخالق عز وجل خلقنا وهو أرحم بنا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|